| 
				 ابن الفارض وقصيدة في مكة 
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 أحببت في أول موضوع لي هنا أن أصافح ذائقتكم الأدبية واهتمامكم
 بقصيدة لابن الفارض في مكة
 
 
 أرجو أن تنال  إعجابكم
 
 [poem=font="Arail,4,#4169e1,bold,normal" bkcolor="" bkimage="backgrounds/8.gif" border="solid,1,#f2b7f0" type=1 line=0 align=center use=sp num="0,"]
 أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء،=	سحراً فأحيا ميِّتَ الأحياءِ
 أهدى لَنا أرواحَ نَجْدِ عَرْفُهُ،=فالجوُّ منهُ معتبرُ الأرجاءِ
 ورَوى أحاديثُ الأحِبّة ِ، مُسنداً،=عنْ إذخرٍ بأذاخرٍ وسخاءِ
 فسكرتُ منْ ريَّاحواشي بردهِ=وسَرَتْ حُمَيّا البُرءِ في أدوائي
 يا راكِبَ الوَجْناءِ، بُلُغتَ المنى ،=عُجْ بالحِمى ، إنْ جُزتَ بالجَرعاءِ
 متيمِّماً تلعاتِ وادي ضارجٍ=مُتَيامِناً عَن قاعَة َ الوَعساءِ
 وإذا وَصَلْتَ أُثَيْلَ سَلْعٍ، فالنّقا،=فالرَّقمتينِ فلعلعٍِ فشظاءِ
 وكذا عنْ العلمينِ منْ شرقيِّهِ=ملْ عادلاً للحلّة ِ الفيحاءِ
 واقرِ السَّلامَ عريبَ ذيَّاكَ الَّلوى=مِن مُغرَمٍ، دَنِفٍ، كَئيبٍ، ناءِ
 صبٍّ متى قفلَ الحجيجُ تصاعدتْ=زفَراتُهٌ بتَنَفُّسِ الصّعَداءِ
 كَلَمَ السّهادُ جُفونَهُ، فتَبادَرَتْ=عَبراتُهُ، مَمْزوجَة ً بِدِماءِ
 يا ساكني البَطحاء، هل مِن عَودَة ٍ=أحيا بها يا ساكني البطحاءِ
 إنْ ينقضي صبري فليسَ بمنقضٍ=وجدي القَديمُ بكُمْ، ولابُرحائي
 ولَئِنْ جَفا الوَسميُّ ماحِلَ تُرْبِكُم،	=فمدامعي تربي على الأنواءِ
 واحسْرَتي، ضاعَ الزَّمانُ ولم أفُزْ	=منكمْ أهيلَ مودَّتي بلقاءِ
 ومتى يؤمِّلُ راحة ً منْ عمرهُ=يومانِ يومُ قلى ً ويومُ تناءِ
 وحياتكمْ يا أهلَ مكَّة َ وهيَ لي=قسمٌ لقدْ كلفتْ بكمْ أحشائي
 حبَّيكمُ في النَّاسِ أضحى مذهبي=وهواكُمُ ديني وعَقْدُ وَلائي
 يا لائِمي في حُبّ مَنْ أجلِهِ=قد جَدّ بي وَجدي، وعَزّ عَزائي
 هَلاّ نَهاكَ نُهاكَ عن لَوْمِ امرِىء ٍ،=	لمْ يلفَ غيرَ منعَّمٍ بشقاءِ
 لو تَدْرِ فيمَ عَذَلْتني لَعَذَرْتَني،=خفض عليكَ وخلِّني وبلائي
 فلنازلي سرحِ المربعِ فالشَّبيـ=ـكة ِ فالثَّنيَّة ِ منْ شعابِ كداءِ
 ولحاضِري البَيتِ الحَرامِ، وعامِري=تِلكَ الخيامِ، وزائري الحَثْماءِ
 ولِفِتيَة ِ الحَرَمِ المَريعِ، وجِيرَة ِ الـ	=ـحَيّ المَنيعِ، تَلَفُّتي وعَنائي
 فهمُ همُ صدُّوا دنو أوصلوا جفوا=	غدروا وافوا هجروار ثولضنائي
 وهُمُ عِياذي، حيثُ لم تُغنِ الرُّقى ،=وهمْ ملاذي إنْ غدتْ أعدائي
 وهُمُ بِقلْبي، إنْ تناءَتْ دارُهُمْ=عنِّي وسخطي في الهوى ورضائي
 وعلى محلِّي بينَ ظهرانيهمِ=بالأخشَبينِ، أطوفُ حَولَ حِمائي
 وعلى اعتِناقي للرّفاقِ، مُسَلِّماً،=عِنْدَ استِلامِ الرّكنِ، بالإيماءِ
 وتذكُّري أجيادَ وردي في الضُّحى	=وتهجُّدي في الَّليلة ِ الَّليلاءِ
 وعلى مُقامي بالمَقامِ، أقامَ في=جِسمي السّقامُ، ولاتَ حينَ شِفاءِ
 عَمْري، ولو قُلِبَتْ بِطاحُ مَسيلِهِ=	قلباً لقلبي الرِّيُّ بالحصباءِ
 أسْعِد أُخَيَّ، وغنّني بحَديثِ مَنْ=حلَّ الأباطعَ إنْ رعيتَ إخائي
 وأَعِدْهُ عِنْدَ مَسامِعي، فالرّوحُ، إن=بَعُدَ المَدى ، تَرتاحُ للأنْباءِ
 وإذا أذى أَلمٍ ألَمَّ بِمُهجَتي،=فَشذا أُعَيشابِ الحِجازِ دَوائي
 أأزادُ عنْ عذبِ الورودِ بأرضهِ=وأُحادُ عنْهُ، وفي نَقاهُ بَقائي
 ورُبوعُهُ أربي، أجَل، ورَبيعُهُ=طربي وصارفُ أزمة ِ اللّأواءِ
 وجِبالُهُ لَي مَرْبَعٌ، ورِمالُهُ=ليَ مرتعٌ وظلالهُ أفيائي
 وتُرابُهُ نَدّي الذّكيُّ، وماؤهُ=وردى الرَّويُّ وفي ثراهُ ثرائي
 وشعابهُ ليَ جنَّة ٌ وقبابهُ=ليَ جنَّة ٌ وعلى صفاهُ صفائي
 حيَّا الحيا تلكَ المنازلَ والرُّبى=وسقى الوليُّ مواطنَ الآلاءِ
 وسقى المشاعرِ والمحصَّبِ منْ منى=سَحّاً، وجادَ مَواقِفَ الأنضاءِ
 ورَعى الإلَهُ بها أصَيحابي، الأُلى=سامرتهمْ بجامعِ الأهواءِ
 ورَعى لَيالي الخَيْفِ، ماكانتْ سِوى=حُلُمٍ مَضى ، مَعَ يَقظَة ِ الإغْفاءِ
 واهاً على ذاكَ الزَّمانِ وما حوى=طيبُ المكانِ بغفلة ِ الرُّقباءِ
 أيّامَ أرْتَعُ في ميادينِ المُنى ،=جَذِلاً، وأرْفُلُ في ذُيولِ حِباءِ
 ما أعجبَ الأيَّامَ توجبُ للفتى=مِنَحاً، وتَمْحَنُهُ بِسلبِ عَطاءِ
 يا هلَّ لماضي عيشنا منْ عودة ٍ=يوماً وأسمحُ يعدهُ ببقائي
 هيهاتِ، خابَ السّعيُ وانفصَمتْ عُرى=حبلِ المنى وانحلَّ عقدُ رجائي
 وكفى غراماً أنْ أبيتَ متيَّماً=شَوقي أماميَ، والقضاءُ ورائي[/poem]
 
 
 
 
 
 
 |