في أمتنا مجوس !!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق أفعال البشر ، وأشهد أن لا إله إلا الله ما شاء كان وما لم يشأ يكن فالله أكبر ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بيّن لنا وجوب الإيمان بالقدر ، إيمانا كاملا بالقدر في الخير والشر ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الميامين الغرر ، وسلم تسليما مزيدا إلى يوم المحشر ، أما بعد :
عن ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأَمَّةِ إِنْ مَرِضُوا فَلاَ تَعُودُوهُمْ وَإِنْ مَاتُوا فَلاَ تَشْهَدُوهُمْ ». أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِى كِتَابِ السُّنَنِ قال الألباني حديث حسن " وفي شرح الطحاوية قال : " صحيح لغيره ".
وقال صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أمتي لا يردان علي الحوض : القدرية والمرجئة ) " السلسلة الصحيحة ".
وقال مالك بن أنس : ( ورأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا يعني القدرية ) قال الألباني :" إسناده صحيح ولكنه مقطوع" ، و عن الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس قال : كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما و معنا رجل من القدرية فقلت : إن أناسا يقولون لا قدر قال : أوفي القوم أحد منهم ؟ قلت : لو كان ما كنت تصنع به ؟ قال : لو كان فيهم أحد منهم لأخذت برأسه ثم قرأت عليه آية كذا و كذا : { وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا } "المستدرك "تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم .
فيعلم مما تقدم أن القدرية شرهم عظيم ، وخطرهم جسيم ، ففي مقالتهم التي انتسبوا إليها تعدٍ على الله عز وجل وعلى خلقه ، فسلبوا الله الإرادة ، وأضافوا للإنسان على حد زعمهم صفة لا يقدر عليها الله عز وجل ، ولك أخي الكريم أن تنظر إلى ما في قولهم من الشرك بالله ، فبئس القوم وبئس القول ، ووجه مشابهتهم للمجوس هو أن المجوس أثبتوا خالقين : إلهاً للنور وإلهاً للظلمة، بل هؤلاء القدرية شرٌ من المجوس؛ حيث جعلوا كل عبد خالق لفعله ، فالخالقون لا يعدون ولا يحصون على قولهم ، فأشبهوا المجوس في القول بتعدد الخالق ، وإلا هم شر منهم .
(( ما هو القدر ))
قال في الشرح الميسر لكتاب التوحيد : والقدر: ما يقدره الله من القضاء، يجب الإيمان به، وأنه أحد أركان الإيمان الستة، وقد ورد الوعيد الشديد في إنكار القدر، وأن إنكاره كفر مخرج عن الملة.
(( ذم القدرية ))
وقد جاءت أحاديث كثيرة في ذم القدرية، وأنهم مجوس هذه الأمة، فعن ابن عمر مرفوعا: "القدرية مجوس هذه الأمة، وإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم" [رواه أبو داود].
وروي من حديث حذيفة: "لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون: لا قدر" يعني أن الأمر مستأنف، لم يسبق به قدر ولا علم من الله، وإنما يعلمه بعد وقوعه، ومذهب أهل السنة ما دل عليه الكتاب والسنة وأن الله خالق كل شيء، وربه ومليكه، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، قدر أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وكتب ما يصيرون إليه من سعادة وشقاوة.
ـ إلى أن قال ـ : قال ابن عمر: والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا ثم أنفقه في سبيل الله، ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ، ثم استدل بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته وكتبه، ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" [رواه مسلم].
بين ابن عمر رضي الله عنهما، أن من أنكر القدر، فإنه لا تقبل منه أعماله ولو أنفق مثل جبل أحد ذهبا في سبيل الله، لأن الله سبحانه لا يقبل الأعمال إلا من مؤمن. اهـ .
(( مذهب هؤلاء المجوس ))
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في " شرح الطحاوية " : المذهب الثاني: مذهب القدرية مذهب القدرية، ومن أصولهم نفي خلق الفعل مطلقا نفي خلق الفعل يقولون: أفعال العباد ليست مخلوقة لله أفعالهم من خير وشر وطاعة ومعصية لم يقدرها الله ولم يشأها ولم يخلقها، وغلاة القدرية والرافضة أنكروا أن الله عالم بالأزل، فالقدرية قسمان غلاة ومتوسطون، فالغلاة أنكروا المرتبتين الأوليين علم الله وكتابته، والمتوسطون أنكروا عموم المرتبتين الأخريين آمنوا بالعلم والكتابة اعترفوا صدقوا بالمرتبتين الأوليين ولكن جحدوا عموم المرتبتين الأخريين كما سيأتي، فغلاة القدرية القدامى -وهم قدامى- كمعبد الجهني الذي سأل ابن عمر عن مقالته وكعمرو بن عبيد، فإنهم ينكرون علم الله المتقدم وكتابته السابقة ويزعمون أن الله أمر ونهى وهو لا يعلم من يطيعه ممن يعصيه بل الأمر أنف أي: مستأنف، وهذا القول أول ما حدث في الإسلام بعد انقراض عصر الخلفاء الراشدين، وكان أول من أظهر ذلك بالبصرة معبد الجهني وأخذ عنه هذا المذهب غيلان الدمشقي فرد عليه بقية الصحابة كعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وواثلة بن الأسقع وغيرهم .
فالقدرية ينقسمون إلى فرقتين:
الأولى: تنكر أن الله سبق علمه بالأشياء مطلقا وتزعم أن الله لم يقدر الأمور أزلا ولم يتقدم علمه بها وإنما يعلمها إذا وقعت، وهؤلاء هم الغلاة قال العلماء: والمنكرون لهذا وهؤلاء الطائفة انقرضوا وهم الذين كفرهم الأئمة، مالك والشافعي وأحمد، وهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي -رحمه الله-: ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصبوا وإن أنكروه كفروا.
الفرقة الثانية: المتوسطون أو عامة القدرية الذين أقروا بالعلم والكتاب المقرون بالعلم، وإنما خالفوا السلف في زعمهم أن أفعال العباد مقدورة لهم وواقعة منهم على جهة الاستقلال يعني: يقولون: أفعال الله أفعال العباد ما شاءها الله ولا خلقها فيقولون: إن مشيئة الله عامة إلا أفعال العباد وخلق الله لكل شيء عام إلا أفعال العباد، وهذا المذهب مع كونه مذهبا باطلا أخف من المذهب الأول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وهؤلاء مبتدعة ضالون لكنهم ليسوا بمنزلة أولئك وفي هؤلاء خلق كثير من العلماء والعباد يعني: يوجد من العلماء من اعتنق هذا المذهب ومنهم من أخرج له البخاري ومسلم في صحيحهما لكن من كان داعية إلى بدعته لم يخرجوا له، وهذا مذهب فقهاء الحديث كأحمد وغيره ومن كان داعية إلى بدعته فإنه يستحق التعزير لدفع ضرره عن الناس وإن كان في الباطن مجتهدا فأقل عقوبته أن يهجر فلا يكون له مرتبة في الدين فلا يستقضى ولا تقبل شهادته . انتهى كلام شيخ الإسلام -رحمه الله-.
فالقدرية والمعتزلة نفاة القدر يثبتون للعبد مشيئة تخالف مشيئة الله أي: تخالف ما أراده الله من العبد وشاءه ويزعمون أن العبد يخلق فعل نفسه استقلالا بدون مشيئة الله وإرادته شبهتهم قالوا: لئلا يلزم على ذلك أن يخلق المعاصي ويعذب عليها فشبهتهم قالوا: فالقدرية على أصل وهو أنه يجب على الله فعل الأصلح للعبد، فلو قلنا: وفعل الأصلح للعبد وهو أن يقدر لهم الطاعة لا المعصية فلو قدر المعصية وعذب عليها للزم عليه أن يخلق المعاصي ويعذب عليها.اهـ .
(( مذهب أهل السنة والجماعة ))
قال الشيخ صالح الفوزان في شرح الطحاوية :
والمذهب التوسط مذهب أهل السنة والجماعة، على ضوء الكتاب والسنة، قالوا: أفعال العباد هي فعلهم بإرادتهم ومشيئتهم، وهي خلق الله عز وجل (والله خلقكم وما تعملون) [الصافات:96] (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) [الزمر:62] (هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض) [فاطر:3] فالله منفرد بالخلق والتقدير، والعبد له مشيئته وإرادته، وله فعل، فهو باختياره يذهب إلى المسجد، وباختياره يذهب إلى المسارح؛ لأن عنده قدرة، والإنسان الذي لم يعطه الله قدرة ولا استطاعة فهذا قد عذره الله، مثل المجنون والمكره، فليس عنده إرادة، وليس عنده قصد، أما من عنده إرادة وقصد، فهذا الذي يختار الفعل لنفسه، والعقاب والثواب يقع على فعله، وليس على فعل الله عز وجل.
قال الله تعالى: (إن الذين آمنوا) [البقرة:62] [النساء:59]، (إن الذين كفروا) [آل عمران:116] أسند الإيمان إليهم، وكذلك أسند الكفر (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) [النساء:59] (ومن يطع الله ورسوله) [النور:52] أسند الأفعال إلى العباد.
والدليل على أن العبد له إرادة وقصد: قوله تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً) [الإنسان:30]، فأثبت الله سبحانه له مشيئة وللعبد مشيئة، وجعل مشيئة العبد تحت مشيئته سبحانه (لمن شاء منكم أن يستقيم) [التكوير: 28] شاء، أي: باختياره، وفي هذا رد على الجبرية. (إلا أن يشاء الله) [الإنسان:30] في هذا رد على القدرية ،قال تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) [البقرة:286]، (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) [البقرة:286]، (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) [البقرة:185]، فالله لا يكلف العباد ما لا يطيقون، إلا من باب العقوبة، كما حمّل بني إسرائيل بسبب تعنتهم (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً* وأخذهم الربا) [النساء:160،161]، فالله عاقبهم فكلفهم بما لا يطيقون، ولذلك جاء في الدعاء (ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا) [البقرة:286] فالله -فضلاً منه وإحساناً- لا يكلف العباد إلا ما يطيقون، رحمة منه، فهو رحيم (إن الله بالناس لرءوف رحيم) [البقرة:143].اهـ
(( الرد على القدرية ))
ـ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاواه : واستدل الطائفة الثانية (القدرية) بقوله تعالى: { مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا }
الراكع الساجد ونحو ذلك.
والرد عليهم من وجوه:
الأول : أن الآيات والأحاديث التي استدلوا بها نوعان:
( الأول ) نوع مقيد لإرادة العبد وعمله بأنه بمشيئة الله، كقوله تعالى: { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (التكوير:28 -29) وقوله: { إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } (الإنسان:29 -30)، وكقوله تعالى: في العمل: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } البقرة:253).
والنوع الثاني : مطلق، كقوله تعالى: { فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } (البقرة: 223)، وقوله: { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (الكهف:29) وقوله: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ } إلى قوله تعالى: { وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا } (الإسراء 18-19)
وهذا النوع المطلق يحمل على المقيد كما هو معلوم عند أهل العلم.
الثاني : أن إثبات استقلال العبد بعمله مع كونه مملوكا لله تعالى يقتضي إثبات شي في ملك الله لا يريده الله، وهذا نوع إشراك به، ولهذا سمي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « القدرية مجوس هذه الأمة » .
الثالث أن نقول لهم: هل تقرون بأن الله تعالى عالم بما سيقع من أفعال العباد؟ فسيقول غير الغلاة منهم: نعم، نقر بذلك، فنقول وهل وقع فعلهم على وفق علم الله أو على خلافه؟ فإن قالوا: على وفقه، قلنا: إذن قد أراده، وإن قالوا: على خلافه، فقد أنكروا علمه، وقد قال الأئمة رحمهم الله في القدرية: ناظروهم بالعلم، فإن أقروا به، خُصموا، وإن أنكروه، كفروا.اهـ .
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي في " شرح الطحاوية " : الرد عليهم نقول: أنتم في قولكم هذا كالمستجير من الرمضاء بالنار فإنهم هربوا من شيء فوقعوا في شر منه، فإنه يلزم على قولهم أن مشيئة الكافر غلبت مشيئة الله، فإن الله قد شاء الإيمان منه على قولهم، والكافر شاء الكفر فوقعت مشيئة الكافر دون مشيئة الله وهذا من أقبح الاعتقاد وهو قول لا دليل عليه بل هو مخالف للدليل النقلي والعقلي، وهل أضل ممن يزعم أن الله شاء الإيمان من الكافر والكافر شاء الكفر فغلبت مشيئة الكافر مشيئة الله ؟.
ثانيا: أنه يلزم على قولهم أنه يقع في ملك الله ما لا يريد.
ثالثا: يلزم على قولهم على الإشراك في الربوبية وأن الله ليس ربا لأفعال الحيوانات أن الله ليس ربا لأفعال العباد ومذهبهم أن الله سبحانه ليس على كل شيء قدير وأن العباد يقدرون على ما لا يقدر عليه وأن الله -سبحانه- لا يقدر أن يهدي ضالا ولا يضل مهتديا، وهذا كما قال بعض العلماء: شرك في الربوبية مختصر؛ ولهذا ورد أن القدرية مجوس هذه الأمة لمشابهة قولهم لقول المجوس، فهم يثبتون مع الله خالقين للأفعال ليست أفعالهم مقدورة لله بل هي قادرة بغير مشيئة الله وإرادته ولا قدرة له عليها بل العباد خالقون لأفعالهم بدون مشيئة الله، والله لم يخلق أفعالهم وأنها واقعة بمشيئتهم وقدرتهم دون مشيئة الله، وأن الله لم يقدر ذلك عليهم ولم يكتبه ولا شاءه فشابهوا المجوس في كونهم أثبتوا خالقا مع الله؛ ولهذا سموا مجوس هذه الأمة وسموا قدرية لإنكارهم القدر.
والرد عليهم: يرد عليهم بأن ربوبية الله سبحانه الكاملة المطلقة تبطل قول هؤلاء؛ لأن مقتضى ربوبية الله لجميع ما في هذا الكون من الذوات والصفات والحركات والأفعال، وحقيقة قول هؤلاء أن الله ليس ربا لأفعال الحيوانات ولا تناولتها ربوبيته وكيف تتناول ما لا يدخل تحت قدرة الله ومشيئة وخلقه؟ وهذا قول عامتهم ومتصوفتهم، وهذا القول هو قول شائع في القدرية يعني: هذا القول هذا المذهب إنما هو مذهب عامة القدرية.اهـ
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد الله وآمن بالقدر تم توحيده ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض توحيده تكذيبه.
(قال زيد بن أسلم : والله ما قالت القدرية كما قال الله ولا كما قالت الملائكة ولا كما قال النبيون ولا كما قال أهل الجنة ولا كما قال أهل النار ولا كما قال أخوهم إبليس ، قال الله تعالى * (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) * وقالت الملائكة * (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) * وقال شعيب النبي * (وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله) * وقال أهل الجنة (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) * وقال أهل النار * (ربنا غلبت علينا شقوتنا) * وقال أخوهم إبليس * (بما أغويتني) * والحق أنه لا جبر ولا تفويص ، ولكن أمر بين أمرين ، وخير الأمور أوساطها فتقديره تعالى لا يخرج العبد إلى حيز الاضطرار ولا يسلب عنه الاختيار ) ، وفيه بقية ابن الوليد وفيه كلام ، وحبيب بن عمر الأنصاري ، قال الدارقطني متروك وضعفه الذهبي. " فيض القدير " .
فالحمد الله على وضوح الحق ، وقيام الحجة ، فكتب أهل العلم مليئة ببيان هذه الطائفة وبيان بطلانها والرد عليها ، هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
التوقيع |
[blink][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ))[/grade][/blink] |
|