قلة تنوع المصادر وتدفقها أديا إلى هجر القراء للمكتبات
17-03-2007 : أكد عدد من التربويين والمثقفين والأكاديميين بالعاصمة المقدسة أن المكتبات العامة تشهد عزوفاً كبيراً من قبل طلاب العلم والباحثين وذلك
قلة تنوع المصادر وتدفقها أديا إلى هجر القراء للمكتبات
أكد عدد من التربويين والمثقفين والأكاديميين بالعاصمة المقدسة أن المكتبات العامة تشهد عزوفاً كبيراً من قبل طلاب العلم والباحثين وذلك بسبب ثقافة المجتمع العربي الذي أصبح يهمل البحث والاطلاع ومبينين بأن المكتبات الخاصة أدت إلى قلة توافد الكثير من المثقفين على المكتبات العامة مشيرين إلى أن تنوع المصادر وتدفقها أدى إلى هجر شريحة كبيرة من القراء للمكتبات بالإضافة إلى حصولهم على المعلومة من مصادر أخرى أسهل بكثير من المكتبات مطالبين بضرورة استقطاب القراء والمثقفين للمكتبات بإعداد البرامج والفعاليات المناسبة وإقامة المعارض بالمكتبة العامة والاستفادة من المسرح الذي تحويه المكتبة العامة في التعريف بها وبدورها مشيرين إلى أن القائمين على المكتبة العامة بالعاصمة المقدسة لا يقومون بالدور المناط بهم في استقطاب الجمهور وقد انتقد د.ناصر الجهني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى دور المكتبة العامة بالعاصمة المقدسة في استقطاب مثقفي وقراء العاصمة المقدسة بعد أن تجاهلت إبراز أي نشاط إعلامي بالمكتبة العامة مشيراً إلى أنه لا يعلم بوجود مكتبة عامة بالعاصمة المقدسة بالإضافة إلى اعداد كبيرة من أساتذة الجمعة يجهلون موقع المكتبة العامة بالعاصمة المقدسة متسائلاً عن سبب عدم التعريف بالمكتبة العامة وذلك بعمل موقع الكتروني على شبكة الانترنت على أقل تقدير مبيناً بأن المرء لا يلام إلا بعد العلم .
افتقاد المصداقية
وكشف د.الجهني أن من أهم أسباب العزوف الذي تشهده المكتبات العامة هو افتقادها للمصداقية وافتقادها للكثير من المراجع والأساسيات حتى أصبحت هذه المكتبات لا تفي بالغرض الذي يريده المثقفون مضيفاً إلى أن هناك عزوفا عاما بسبب أساس ثقافتنا حيث ان القراءة ليست ركنا أساسيا في البنية الثقافية في الإنسان العربي بصفة عامة والإنسان السعودي بصفة خاصة مشيراً إلى أن بعض المكتبات الخاصة تفتقد للدوريات والكتب التي يحتاجها المثقف ناهيك عن المكتبة العامة . وبين د. ناصر الجهني أن البحث العلمي في إسرائيل يخصص له ( 5. % ) نصف بالمئة من الدخل القومي أما البحث بالعالم العربي فيخصص له 5 في الألف من المئة من الدخل القومي .... فأين نذهب نحن من هذه الإحصائيات ؟! واستطرد قائلاً إن من أهم أسباب استغناء الباحثين عن العودة للمكتبات هو اعتمادهم في الحصول على المعلومات على الانترنت وذلك لسرعة الحصول عليها . وبين د.عبدالله الزهراني أستاذ التقويم التربوي أن العزوف الذي تشهده المكتبات العامة هو ظاهرة عامة على مستوى العالم العربي وهو مخالف لأمر الله تعالى في الحث على طلب العلم في أول ما أنزل في كتابه مشيراً إلى أن هذا العزوف يشكل خطراً كبيراً على المجتمع ولم يخف حزنه الشديد على حال المكتبة العامة بعد أن أصبح عدد العمال بها أكثر من مرتاديها من القراء والذين أصبحوا يبحثون عن المعلومة الجاهزة والسريعة من الشبكة العنكبوتية والصحف .
أنشطة وفعاليات
وطالب أستاذ التقويم التربوي بضرورة تشجيع رواد المكتبات عن طريق الأنشطة والفعاليات والمسابقات وإلزام المعلمين والطلاب بضرورة ارتياد المكتبة العامة بالإضافة إلى تنويع أنشطة المكتبة العامة من محاضرات وندوات ومسابقات وتزويدها بالخدمات التقنية واتصالها بالجامعات والمعاهد وكذلك فتحها لمدة أطول لجلب أكبر عدد ممكن من القراء والمثقفين ومشيراً إلى أن دور المسرح بالمكتبة العامة مفقود كون المسرح وتمثيل مشكلات المجتمع من أهم مهام المكتبة العامة .واختتم د. الزهراني حديثه مبيناً بأن مكتبته الخاصة أغنته كثيراً من الذهاب للمكتبة العامة .
وبين د. عيظة السواط عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالعاصمة المقدسة أن السبب الرئيسي في عزوف الكثير من القراء والمثقفين بالعاصمة المقدسة عن المكتبة العامة هو تعدد مصادر الثقافة فبعد أن كان المصدر الوحيد المكتبة العامة لأنها الرافد الوحيد للمثقفين وطلاب العلم تنوعت المصادر الآن كالانترنت وغيرها وذلك لسهولة الحصول عليها ... فجهاز صغير يأتي لك بمئات الآلاف من الكتب فالوسائل الحديثة خففت كثيراً من معاناة القراء بالإضافة إلى انشغال الناس بوسائل الحياة مضيفاً إلى أنه من أهم أسباب العزوف عن المكتبة العامة بالعاصمة المقدسة هو عزوف القراءة والبحث بالمجتمع بسبب الثقافة بالإضافة إلى وجود مكتبات أخرى منافسة لهذه المكتبة في استقطاب القراء والمثقفين وطلاب العلم وتزويدهم بالمعلومات دون الرجوع إلى المكتبة العامة مبيناً بأنه لا بد من جذب طلاب العلم للمكتبات عن طريق المسابقات والأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية والمعارض بالإضافة إلى حث المعلمين والطلاب إلى زيارة المكتبات وتوجيههم بعمل البحوث من المكتبة العامة بالإضافة إلى ضرورة تطوير المكتبات وتهيئة الأجواء المناسبة بها للقراء ليتسنى لهم ارتياد المكتبة العامة بكل أريحية تامة بالإضافة إلى تفعيل دور المسرح بالمكتبة العامة كونه يعد منبراً لجلب العديد من القراء وأصحاب الاطلاع والمثقفين للمكتبة العامة بالعاصمة المقدسة .
أين الخبراء ؟
وأكد د.محمد مريسي الحارثي أن المكتبات المهيأة للقراءة والاطلاع والتي يقوم على إعدادها مجموعة من خبراء المكتبات لا تجد ذلك الإقبال الذي ينتظره القائمون على هذه المكتبات ومن الأمثلة على هذه المكتبات مكتبة الحرم المكي الشريف ومكتبة جامعة أم القرى ومكتبة نادي مكة الثقافي الأدبي والمكتبة العامة وغيرها من المكتبات بالعاصمة المقدسة ومشيراً إلى أن هذا العزوف له مسبباته وأولها أن القارئ العربي قارئ صعب الاستطراق أي صعب التشكيل بمثل هذه القراءات وذلك بسبب الأمية الضاربة بأطنابها في المجتمع السعودي سواء كانت هذه الأمية متمثلة في طلاب التعليم العام أو الجامعي أو القراءة الحرة بالإضافة إلى وجود ما يشغلهم ويشغل أذهانهم من التدفق العالمي الكثيف الذي يأتي عبر الفضائيات والقارئ الذي يفضلها لن يلتفت للمكتبات بالإضافة إلى الجانب الصحفي الذي أصبح يشغل مكانه كبيرة في القراءة لأن شريحة كبيرة من القراء يكتفون بما تقدمه الصحف ولا يلجاؤون إلى أصل المعلومة ومصدرها . وأشار د. المريسي إلى أن هناك قصور في جذب القارئ على جميع المستويات العمرية ومشاربه الفكرية فهناك مهيئات لابد من توفرها في المكتبات بالإضافة إلى قناعة المكتبة العامة بما تحويه من كتب ولا تزود ذاتها بالجديد من الكتب التي تلبي ميول الجيل الحالي مع اختلافات أفكارهم وكذلك تهيئة الأماكن المخصصة للقراءة والاطلاع بالمكتبة العامة ... فالمكتبة إذا لم تقم بتوفير ما يحتاجه القارئ والباحث فلن تجد من يرتادها .
|