العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-03-2009, 02:49 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عاشق السراة غير متواجد حالياً


9 محاورة داعية مسلم على نهر الصن بباريس

بسم الله الرحمن الرحيم


(( محاورة داعية مسلم وبعض المستشرقين والمنصرين
والمفكرين الغربيين على نهر الصن بباريس ))


ملاحظة: لعل القارئ سيجد إجابات أبي حامد أطول من إجابات الآخرين ، وذلك يعود لعدة أمور منها: أن طبيعة الجواب أطول من السؤال وعادة ما يكون (( أبو حامد)) هو المسؤول ،ومنها :أن المتهم في هذه المجالس هو (( أبو حامد ))، وعادة ما يكون دفاع المتهم أطول من الشبهة التي تثار ضده ، فلا ينبغي للقارئ أن يتصور أن طول الإجابة يدل على الانحياز ، بل هو ما ذكرت وهو ما وقع فعلا، إذا كان (( أبو حامد )) محاطا بمجموعة من الغربيين والغربيات وأكثر الحوارات كانت مع فرنسيين وألمان وأمثالهم وهو متعرض لأسئلتهم وشبههم وهم يطلبون الإيضاح.




أبو حامد: أحسب أن أهم ما قامت عليه علاقاتنا هو : الصدق والصراحة .... ولذلك أقول لكم : صدقوني بأني أحب أن يكون حوارنا صادقا صريحا لا يخفى في داخلنا شيئا، وجريئا ليس له قمم شاهقة، وواسعا ليس له خطوط حمراء..
وهذا يا (( أم فيفا )) خير ما نتحدث فيه إذا جلسنا ، فما أحسن المجلس إذا جمع مابين الألفة الصادقة، والمنفعة الخالصة..!
دعونا نتفق على أمر لا يختلف عليه مخلوقان ذلك هو غايتنا جميعا هي : السعادة، وكل ما يوصلنا إلى السعادة الحقيقية يجب أن نأخذ به، لأنه هو الطريق الصحيح نحو بلوغ الغاية، ومنهجنا تحكيم العقل في كل شيء .. بغض النظر عن كونه عرفا اجتماعيا عندنا أو عرفا اجتماعيا عندكم أو عند غيركم، ولهذا يجب علينا أن لا نجعل الأعراف الاجتماعية المختلفة هي مصدر الحكم في كون هذا حق أم باطل ... فالعرف قضية نسبية ، والنسبي لا يصلح أن يكون ميزانا لمعرفة الحق من الباطل، لأنه غير ثابت ...
ولنضرب على ما نقول مثالا:
فلو أن امرأة منكن- يا من اعتبرتن العباءة وغطاء الرأس والوجه منكرا-ذهبت إلى قرية من قرى بلاد العرب الملتزمة نساؤها بتغطية الوجه.. فهل الحق معك- أيتها الفرنسية-المتكشفة الأيدي والسيقان، إذ تتمشين في أزقة تلك القرية وقد ظهرت في غاية الشذوذ عن العرف ، أم الحق مع ذاك المجتمع الذي أجمع على التستر وعاش طيلة حياته على ذلك ..؟!
إذن فلا نتقاضى إلى الأعراف إذا اختلفنا سواء كانت شوارعاٌ باريسية، أم أزقة قرية عربية محافظة.


إيزابيلا: إخراج الأعراف المختلفة من الاحتكام إليها أمر لا أحسب أحدا يختلف عليه منا ومنكم ، لأنكم إذا طالبتم بالاحتكام لأعرافكم طالبناكم بالاحتكام لأعرافنا ، وبهذا فسوف ندور في حلقة مفرغة.. هل سنحتكم إلى التوارة ، أم الإنجيل ، أم إلى القرآن ..؟ وبهذا سوف نطالبكم بمثل ما تطالبوننا به.. وسوف ندور في حلقة مفرغة أخرى..!
فمتى نصل إلى الحكم الصحيح ، بل كيف يمكن أن نصل إلى طريق السعادة..؟!

أبو حامد: ما رأيكم لو أننا اخترنا حكما- في قضية الحجاب وفي كل قضايانا- لا نختلف عليه نحن ولا أنتم أبدا ، ونجعل هذا الحكم هو مرجعنا في جميع ما نتحاور به ..؟!
ما رأيكم لو احتكمنا إلى (( العقل)) والعقل قاسم مشترك بين جميع الناس .. فما وافقت عليه عقولنا المنصفة أعلنا جميعا أنه الحق ،وما ناقضها أعلنا جميعا أنه باطل...
أستاذ فيفا: عجبا..! أنت رجل دين وترضى بترك حكم الدين إلى حكم العقل...!!!
إذن بودي هنا أن آخذ زمام المبادرة لأكسب (( العقل)) إلى صفنا ، فأقول : إن في هذا التكشف الذي نعيشه إظهارا لزينة المرأة ، وعدم إظهاره أمر مناقض لفطرتها تلك ، فالمرأة فطرت على محبة الزينة والتزين ، وهذا موافق للعقل..
ثم إن من القواعد العقلية المجربة هو أن : (( الممنوع مرغوب)) ، ولذلك فإن ترك اللباس لحرية الناس يزيل التعقيد عن الجنس ، ويقلل الرغبة فيه، على خلاف ما لو كان التبرج قليلا في مجتمع محافظ ، فإن الرغبة في المتبرجات ستكون أكبر، والهجوم الحيواني عليهن سوف يكون وحشيا..

أبو حامد: أنا أثبت لكم خطأ ما تقولون بدليل تشاهدونه صباح مساء بأعينكم وليس بعقولكم فحسب.

كاترينا: لو استطعت الإتيان بدليل عياني في قضية عقلية فقد حسمت المسألة من أولها وأني لك ذلك...!

أبو حامد: هل عندكم امرأة أطهر ، وأنقى ، وأحسن، وأفضل من مريم العذراء عليهما السلام..؟

كاترينا: قطعا لا ، وأظن أنها مطهرة عندكم كمسلمين كذلك....

أبو حامد: أليس هذا دليلا عيانيا على أن التستر موافق للفطرة، موافق للعقل، وفي النهاية هو الصواب؟

ودليل آخر وهو: ما أكبر مثال على أنعدام العقل في الكائنات ؟ هل عندكم صورة هي أعظم مناقضة لصورة الإنسان من صورة الحيوان...؟

والجواب: قطعا لا يوجد ... ولذلك فالإنسان ينفر أشد النفرة من التشبه بصورة الحيوان.
وبناء على هذين المثالين المشاهدين فإن المرأة تتردد بين مستويين ، بين مستوى العقلاء وذروته مريم ومثيلاتها من جهة ،وبين مستوى الحيوان من جهة أخرى .. فكلما تسترت المرأة في مظهرها أكثر كلما اقتربت من مستوى مريم العذراء ومقامها أكثر وأكثر ... وكلما وتكشفت أكثر ، هبطت إلى مستوى الحيوان أكثر وأكثر.
وهكذا فكلما تحكمت في عقلها أكثر كانت شبيهة في مظهرها بمريم أكثر ، وكلما كانت شبيهة في مظهرها بالحيوان أكثر كان شبه عقلها بعقل الحيوان أكثر وأكثر...
حتى إذا تخلت عن ثيابها كما الحيوان ، تخلت عن عقلها كما الحيوان أوأشد...

الأستاذ فيفا: لكن، ألم يخلق الله حواء- أم البشر-وجعلها وأبانا آدم عاريين في الجنة..؟!! فدل هذا على أن تكشف المرأة كان في أصل الخلقة ، وأنه كان في أمنا ، ولا خير للإنسان إن لم يتشبه بأبيه وأمه؟ فهل كانت حواء غير عاقلة..؟!
إن من السفسطة أن يفترض أحد فرضا وينتظر من الناس تصديقه.. إذا لا أدري هل جاء ربطك الحجاب بالعقل لكون الحجاب على الرأس وهو مركز العقل.. ؟!! أم جاء من طريق لا نعرفه؟! الحقيقة أن أننا شبعنا من السفسطة زمنا طويلا فأصبحت لدينا ردة فعل من هذا الأسلوب ، فإن كان لديكم شواهد ظاهرة للعيان على هذا وإلا فإن اقتناعنا بهذا الأمر مستحيل ..

أبو حامد : من أين علمنا أن آدم وحواء- عليهما الصلاة والسلام- كانا عاريين في الجنة؟.. ما هو المصدر..؟! أهو الأفلام السينمائية أم القصص الأسطورية..؟!
إن من الأمور المتفق عليها أن مصدر هذه القصص هو الكتب السماوية ، وموجود عندنا القرآن وعندكم في العهد القديم قصة أبينا آدم وأمنا حواء بصور مختلفة ، لكن الذي تتفق عليه جميع روايات الكتب السماوية أن آدم وحواء قبل أن يأكلا من الشجرة ويعصيا الله تعالى كانا لابسين من لباس الجنة ، وبعدما أغواهما الشيطان وخدعهما تساقطت الثياب عنهما فوراُ من أثر الأكل من الشجرة ، فأخذا يجمعان من أوراق الأشجار ، ويضعان على أبدانهما كي يسترا عورتيهما.. فأي المظهرين أوفق للعقل ، وأي المظهرين لأبويكما أكمل ،أهو حال الأبوين قبل معصيتهما ، أم حالهما ومظهرهما بعد معصيتهم..؟!
وأي الحالين كان أقرب إلى الكمال الإنساني ..؟!

إيزابيلا: لاشك أن حالهما قبل الوقوع في خدعة الشيطان ..لكن أين موافقةالعقل..؟!

أبو حامد: هل عصيا الله واتبعا الشيطان إلا بعد أن أفقدهما الشيطان عقليهما ، وأنساهما العهد الأول الذي عاهدا به ربهما أن لا يأكلا من الشجرة ، وإلا هل يمكن لعاقل أن يختار منزلا أعلى من الجنة ......؟!

وهل يتبع الإنسان شهوته في كل شيء إلا إذا نقص عقله ، ولذلك يقولون : (( اتقوا مصارع العقول عند التهاب الشهوات))؟

وهنا لا بد أن أبين سر المسألة وهي الخلط بين الشهوة والعقل من خلال أدلة عيانية كلها تقول : إذا زاد العقل زاد التستر ، وإذا نقص العقل نقص التستر.

انظر للإنسان وتأمل..! هل كان عقله يوم كان في بطن أمه مثلما أصبح بعدما كبر؟!
ارجع الآن ستجد الحقيقة الطبيعية التالية: فيوم كان عارياُ من العقل كان عاري الجسد حين كان في بطن أمه ، ولا يزال عقله يكبر مع كبره، وستره كذلك يزداد مع نمو عقله.
وانظر في شاهد آخر في الحياة : ستجد أن أقل العقلاء استخداما لعقولهم في كل بلاد الدنيا هم المراهقون.. وهم في العادة أكثر الناس إتباعا لشهواتهم والإحصائيات تشهد أن أكثر الأعمار طيشا هم شباب سن المراهقة.

وانظر في شاهد ثالث: انظر للنائم ، أرأيت أحدا يؤاخذه إذا انكشفت عورته...؟!

الجواب: لا، لأن عقله ليس معه، فإذا استيقظ وتهاون في انكشاف عورته عاتبوه.

وسوف أعطيك شاهدا شاهدته مع المتسوقين وشاهدا شاهده معي الملايين.

أما الشاهد الأول: فبينما كنت أتسوق في أحد فروع ((كارفور)) الباريسية رأيت امرأة تخلع ملابسها كاملة شيئا فشيئا في السوق حتى السروال، ووضعتها في عربتها، ثم أخذت تمشي في السوق بين الرجال والنساء! تقف عند هذا الرف وتتنقل إلى ذاك بكل هدوء وقد كانت مثار استغراب الناس واستنكارهم حتى تفطن لها أحد الباعة، فاستدعى رجل الأمن فأمسك بها وذهب بها إلى الغرفة الخاصة.

أما الشاهد الثاني: الذي شهد عليه الملايين، فهو في إحدى مباريات فريق برشلونة الأسباني لكرة القدم لدوري عام سنة 2006 م والتي كانت تنقل على الهواء مباشرة، نزل أحد المشجعين العراة فحاول قطع الملعب عرضا ، وكان مصرا على السلام على اللاعب البرازيلي الشهير ((رينالدينو)) فاستنكر ذاك الملايين من البشر سواء من كانوا وراء الشاشات ، أو من كانوا على المدرجات .. لكن جميع الناس عذروا هذين العاريين الرجل والمرأة بمجرد أن علموا أن ذلك الرجل العاري وتلك المرأة المتعرية مختلا العقل ، فتحول الاستغراب والاستنكار إلى أعذار وإشفاق ، والجميع يقول عن هذه المرأة: مسكينة لا عقل لها ، لقد ظلمناها ، فإن فاقد العقل لا يعاتب ، إنما يعاتب العقلاء الذين تركوها تخرج من البيت أو من المصح..!

دكتورة آن: كل ما ذكرته إنما هو نظري تنظيري أقصد أن الواقع في واد وما تقوله في واد آخر... فالكلام صحيح من الناحية النظرية 100% ومن حيث الواقع(( صفر بالمائة 0%)) فالمعذرة على قوة الصراحة...!
فهل من عقل إنساني يقول: إن الإنسان يجب أن يكون مثل ملائكة السماء..؟!
أم يقول: إن على النساء أن يكن كمريم العذراء..؟! أم أن التربية الصحيحة هي أن نعزل الأبناء عن ممارسة الشهوة حتى يتزوجوا كما هو الأمر في الشرق..؟!
أم أن على غير المتزوجين أن يعصموا أنفسهم من كل شهوة طارئة إلى أن يموتوا..؟!
إن هذا بالإضافة إلى استحالته واقعيا، فإنه مناقض للمنطق ، والمنطق هو العقل ..أليس كذلك يا (( أم حامد))..؟



أم حامد: أنا أعتبر هذا الكلام من (( الدكتورة: آن)) كلاما في غاية الأهمية لأن فيه موافقة للعقل لما فيه من موافقة حاجة النفس الفطرية ، وهذه الشهوة ما جعلت في الإنسان إلا لأنها تحتاج إلى إشباع ، ولذا كانت الملائكة كما ذكرت الدكتورة آن لا تحتاج إلى إشباع شهوة لأنه ليس فيها الشهوة أصلا ، وهذا المنطق لا يختلف عليه كل واحد لديه ذرة واحدة من العقل ، لكن الذي نختلف عليه هو كيفية إشباع هذه الشهوة..

أبو حامد: سوف أقطع على (( أم حامد)) تواصل أفكارها إن أذنت لي بذلك- على أن أعطيها دوري وأذكرها بموضع نهاية فكرتها هذه..

أم حامد: تفضل

أبو حامد: أخذت الدور في الحديث لأجل أن أذكر (( الدكتورة آن)) باتفاقنا الأول وهو أن نخرج أعرافنا وأعرافكم من الحكم ، ونرجع إلى حكم العقل في كل قضايانا.
لا تحسبوا أن المشكلة الكبرى هي انجرار الناس نحو الفواحش ... لا ، بل المشكلة الكبرى هي انجرار العقل نحو الرضا بالفواحش ، والتبرير لها ، وهذا ما يهيئ المجتمعات لمنحدر أشد فحشا ، حتى إذا انحدر العقل وأصبح يقنن الفاحشة للمجتمع ويبرر لها ، انحدر المجتمع إلى مستوى أهبط منه ، وتحولت القيادة من العقل إلى الفرج.وهكذا كلما انحدر المجتمع نحو هاوية أسحق وأعمق ، قنن له العقل قانونا يبرر للشهوة ويشرع لها..؟وبالتالي أصبح العقل في المؤخرة وفحش الناس في المقدمة ، وإن شئتم أيها الجالسون قلتم : جعل الناس فروجهم في نواصيهم ، وعقولهم في مؤخرتهم... فالمصيبة مصيبة العقل..
إن الخطأ الكبير الذي يرتكبه القائد العسكري هو أن يقدم الوصفة المثالية للهزيمة الكبرى بأن يجعل مقر القيادة العسكرية في مرمى العدو ، بينما الواجب هو أن يعزلها تماما عن الميدان ، فمهما تساقطت جنود أو حصون أو قرى ، أو قدمت خسائر، فيجب أن يكون الحصن الذي لا تفاوض عليه ولا تنازل عنه هو مركز القيادة والتحكم ، لأنه ربما يقلب الحسابات ويحول الهزيمة إلى نصر في أية لحظة أخرى ، وهل للإنسان مركز تحكم وقيادة مثل العقل.
ولو ان الناس عندكم لم يستخدموا عقولهم لكان الأمر أهون ، لكنهم أصبحوا يستخدمون عقولهم في التقنين لفحشهم؛ والدفاع عن جرائم فروجهم ، وبذا أصبح العقل عبدا للفرج.
ولعل هذا المستوى الذي تعيشونه اليوم عاشت بعضه- وليس كله- المجتمعات العربية قبل مجيء الإسلام، بعد ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام- ، فعابهم القرآن في آيات عدة، ولذا فإن من تأمل تلك الآيات التي تتحدث عن الفاحشة تأملا عقليا عرف أن تركيزها كان على حماية العقل حتى وإن وقع الفرج في الفاحشة، ففي سورة الأعراف يقول الله تعالى :
‏{‏‏وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏28‏]‏، فالقرآن حين نفى عن الله أن يأمر بالفحشاء إنما أراد أن يحمي عقولهم من أن تشرع للفاحشة باسم الله.., والتشريع للفاحشة أخطر وأكبر من عمل الفحشاء.
ولذا كان لزاما أن نحمي العقل حتى ولم نستطع حماية الفرج، وأن نرفع عقولنا عن الاحتجاج للواقع الشهواني أو الدفاع عنه أو التشريع له. فإذا اتفقنا على هذه المسألة وحمينا عقولنا من أن تبرر خطايا الشهوة، استطعنا مناقشتها بسهولة ويسر ، ولم يصبح الوصول إلى الحقيقة مشكلة أبدأ . وأريد أن أؤكد أن احتجاجي بالآية ليس احتجاجا دينيا عليكم وإنما كشاهد ، ولبيان أهمية العقل، ثم هل ترانا حكما هنا إلا العقل؟ وهنا سوف أسوق لكم هذه القصة الجميلة الصريحة الواضحة الصحيحة التي وقعت لشاب مع النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- كما هي في المصادر الثابتة.
فهذا أحد أصحابه وكنيته (( أبو أمامة))- رضي الله عنه- يروي الحادثة فيقول: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم- فقال الشاب : يا رسول الله ائذن لي بالزنا . فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه!!فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم- : (( ادنه)).
فدنا منه قريبا فجلس ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم- ((أتحبه لأمك))؟
فقال الشاب : لا والله جعلني الله فداءك- .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم-: (( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لابنتك))؟
فقال الشاب : لا والله جعلني الله فداءك-.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم- (( ولا الناس يحبونه لبناتهم ، أفتحبه لأختك"؟
فقال الشاب: لا والله جعلني الله فداءك-.
فقال الرسول-صلى الله عليه وسلم- : (( ولا الناس يحبونه لأخواتهم.))
فقال الرسول-صلى الله عليه وسلم-: (( أفتحبه لعمتك، أفتحبه لخالتك)).
فقال الشاب : لا والله- جعلني الله فداءك-.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم- : (( ولا الناس يحبونه لعماتهم ولا لخالاتهم)).
قال: فوضع يده عليه وقال صلى الله عله وسلم- (( اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه ، وحصن فرجه)).
فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.
فإذا تأملت هذا الدعاء وجدت أن في ترتيب كلماته الثلاث حكمة بالغة ، ففي الأولى دعا له بمغفرة ذنبه السابق، ثم دعا له بأن يطهر الله قلبه قبل أن يدعو له بأن يحصن فرجه ذلك أن المراد بالقلب هو مركز القيادة والتحكم تطهر ما وراءه ، فكان تقديمه في الدعاء للأهمية.
ولهذا رأيت نتيجة هذا الحوار وهذا الدعاء هو ما جاء في آخر القصة.
أنا لا أريد الاستشهاد بهذه الحادثة على إثبات حكم ديني هنا.. لا ، فهذا خارج الاتفاق الذي أبرمناه أولا، ولكن الذي أريده من هذه القصة هو أهمية حماية العقل من التغيير، فقد كان هذا الشاب واضحا جريئا ، ومحددا في طلبه ، فطلبه الإذن بالزنا وهو يعلم أن النبي محمد- عليه الصلاة والسلام- يحرمه ، ويعلن تحريمه ويعاقب عليه كذلك!
وقد كان الأعجب منه هو جواب النبي محمد عليه الصلاة والسلام- له، فلم يقل له: لا تزن، أو إن الزنا حرام، أو إنه يغضب الله، أو أن النبي محمدا- عليه الصلاة والسلام- غضب عليه أو طرده، أو وعظة موعظة تحذيرية طارئة سرعان ما تطير إذا ما التهبت نيران الشهوة في النفس أو في المجتمع ، بل حاكم الرجل إلى قاعدة اجتماعية مازالت عندهم قائمة لم تغيرها الفواحش وإن كثرت ، إنها قاعدة : (( الغيرة)) المعتدلة.
فمن السر في نجاح نصيحة النبي محمد- عليه الصلاة والسلام- هو أن فكرتها قائمة على أن الشهوة إذا طغت أذهلت صاحبها عن غيرها ، ولم يتعد بصره ذلك ، ولم يتخط فكره موضع شهوته، وهنا مد النبي- عليه الصلاة والسلام-بصر هذا الشاب المفتون إلى مسافة أبعد من مسافة الفتنة والافتتان وأخرجه من دوامة شهوته،فرأى شيئا لم يكن في حسبانه..!
لقد رأى أمه مقابل تلك المرأة التي يريد الزنا بها؛ ورأى أخته أو عمته أو خالته مقابلها ، فوقعت الصدمة العقلية الكبرى لدى الشاب! فأثار هذا التقابل الغيرة الشديدة التي أيقظته من سكرته فأفاق.

وميزة أخرى لهذه المقابلة ، تلك هي أنه كلما استعرت الشهوة عند الشاب الشهواني أكثر ... كلما ثار التقابل في نفسه أكثر ، إذ إن إثارة الشهوة إنما تكون أساسا بالتصور فإذا عالجت المسألة في قاعدة التصور فقد عالجت الأساس، وبناء عليه فكلما تخيل الشاب نفسه وهو يزني بتلك الجميلة وقربها بمخيلته وقربها حتى لكأنه يواقعها، أعادته هذه المقابلة في التصور إلى نفس المستوى من وضوح الصورة حيث شاب آخر مع أمه أو أخته، فتكون النفرة هذه كفيلة بمحو تلك الصورة فورا وإعادة الشاب للوضع الصحيح.

وميزة أخرى: أكبر لهذه الصورة، تلك هي أنها تجعل المجتمع غيورا بعضه على بعض كغيرة الفرد على أخته وأمه وابنته..

وسوف أتوقف عن الاستطراد في الامتيازات الأخرى لهذه الحادثة لأعود إلى كلام (( الدكتورة آن)) وخطورة انجرار حصان العقل وراء عربة الشهوة، التي لن تدع حاجزا من مبادئ صحيحة مستقرة إلا كسرته ،وهذا ما هو حاصل في مجتمعاتكم ، وهذا دليل عقلي عملي واضح.

(( الدكتورة آن)): بالله عليك أين الدليل الواضح على جرف الشهوة للمبادئ ..؟! يبدو ان كل مجتمع يكيف المبادئ حسب ما يرى ويشتهي ولعلنا قدمنا لكم دليلا عيانيا عمليا على هذا ... فلقد أدركتم يا أبا حامد بأنفسكم البراءة التي حوت قبلاتنا رجالا ونساء بعضنا لبعض كأوروبيين عند تلاقينا الليلة ، حتى لو لم تشاركونا أنتم القبلات لكنكم شاهدتمونا ، ولا أظنكم تتهموننا في هذا ، كما أننا لا نتهمكم ، لكن الحقيقة التي نجدها في نفوسنا كغربيات هو أننا لا نحسن الظن فيمن يغض بصره عن النظر إلى جمالنا ، وذلك أن من لا ينظر يضمر الشهوة في نفسه ، ويخاف على نفسه الفتنة ، فإذا ما كرر النظر فإن هذا يعني عزمه على المواقعة أو على الأقل استعداده لفعلها متى اتيحت له الفرصة أو الخلوة ، ولذلك فإن خلوة الرجل بالمرأة عندكم محرمة- فيما أعلم من زوجي- بينما الخلوة عندنا لا تعني أي شيء ، فلا داعي لمنعها من الأساس.
والذي يبدو لي أن الذي أنشأ هذه الحالة النفسية عندكم هو دينكم الذي مازال يثير شبهات الشهوة ، والغيرة وما إلى ذلك في نفوسكم ، ولذلك فإنه حين يترك لكم المجال تفعلون مالا نفعله نحن .. تفعلونه بشراهة غير آدمية!

انظر إلى بعض المسلمين الذين يضيق عليهم في بلادهم- كيف يصنعون إذا فتح لهم الباب...؟! إنهم إذا جاؤوا هنا أسرفوا في الشراب ، وأسرفوا في الزنا ، وأسرفوا في كل رذيلة..!

أليس هذا واقعكم ؟ وما أحسبه إلا سببا من أسباب تربيتكم الدينية . فهل هذا موافق للعقل أم مخالف..؟!

أبو حامد: قد كنت وعدت أم حامد بأن أعيد إليها الدور في الحديث بعد ما أنتهي، لكن تأبى (( دكتورة آن )) إلا أن تجعل الحديث متواصلا ، وأنا مازلت عند وعدي ل ((أم حامد))... أما بالنسبة لحجة ((دكتورة آن)) فأستطيع أن أقول: إنها قد اختصرت واقعكم في كلمة واحدة تلك هي (( تكييف المبدأ ليناسب الشهوة..!))
فهذا هو السر ، وهذه هي المصيبة ! فالمصيبة التي وقعت فيها المجتمعات الغربية هي تكييف المبادئ لتوافق الأهواء والشهوات، وليس تكييف الأعمال والحياة لتوافق المبادئ..


ملاحظة: لكل من أعجب وأشتاق لمثل هذه المناظرات والحوارات وخاصة لأولئك اللذين يرون في أنفسهم إنهم يجيدون في نقل حضارتهم وتوضيح لدينهم دين الله ((الإسلام)) ولديهم ملكة حوار الحضارات ويريدون إن يكونوا أدوات التقاء وبناء في هذا العالم المتلاطم بالأفكار والأيدلوجيات والمذاهب والأديان ، وخاصة للدعاة والمصلحين والعلماء والأطباء والمهندسين والطلاب الجامعيين في بلادهم والمغتربين اللذين يشكك لهم في دينهم بسبب الضحالة في المعرفة الدينية أو قد تكون لديهم أمية دينية بسب نظام التعليم في بلدانهم وكل من لديه احتكاك بالأخر ((الكافر في عرف ديننا)) فهذا الكتاب يحمل عصارة داعية مسلم تناقش ورأى نقاط رجال الفكر والاستشراق والتنصير التي يدخلوا بها ويشككون في دين الله العظيم وهذا الكتاب الذي شد الانتباه في الفترة الأخيرة وخاصة بعد العولمة وأحداث 11/9 هو ((لك القرار)) للشيخ توفيق بن خلف بن عبدالله الرفاعي حفظه الله ورعاه-
((The Decision is yours)) وهذه النسخة الإنجليزية لمن فضل اللغة الأجنبية
وهذا الكتاب يطلب من (( المنابر القرآنية لتعليم القرآن الكريم وعلومه)) في الكويت العاصمة منطقة القادسية أو على موقع الشيخ المدون بأسمه على الشبكة العنكبوتية.وفي الختم جز الله أهل الخير للخير حيثما كان وأينما كان وعند من كان، ودمتم سالمين.

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيرا طيب مبارك فيه






رد مع اقتباس
قديم 07-03-2009, 11:54 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
غازي الهذلي

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هذلي قديم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: محاورة داعية مسلم على نهر الصن بباريس

جزاك الله خيراً






التوقيع

[

رد مع اقتباس
قديم 07-05-2009, 11:26 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سعود المسعودي

 
الصورة الرمزية أبو رديد
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

أبو رديد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: محاورة داعية مسلم على نهر الصن بباريس

الله يعطيك العافية






رد مع اقتباس
قديم 07-05-2009, 04:10 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الكيميائي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: محاورة داعية مسلم على نهر الصن بباريس

الله يعطيك العافية






تحياتي واحترامي






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 07-05-2009, 11:24 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية نسيانك صعب
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

نسيانك صعب غير متواجد حالياً


افتراضي رد: محاورة داعية مسلم على نهر الصن بباريس

مشكووووووووووور
وجزاك الله خير






التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هــل فــاقـد الشئ يـعطيه جميل المطرفي الهذلي المجلس العام 31 05-24-2009 06:33 AM
عاصي.... ومع ذلك داعية إلى الله واثق المجلس العام 9 12-30-2008 11:57 PM
زواج كبار السن من بنات عمر الزهور فارس الدهما المجلس العام 12 08-12-2008 03:40 AM
رجل مسلم أسلم على يديه كل من كان في الكنيسة المحسني المجلس العام 12 03-04-2008 10:15 PM
وقاحة داعية بنت الخالدي المجلس العام 20 12-25-2007 04:23 AM


الساعة الآن 07:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل