رد: صفعة ووردة ..!![you]
اخواني وخواتي يسرني هذا الطرح الجميل في المنتدى العريق ويسرني ان ابدى شعوري معاكم بكل اخلاص ومحبه
الدنيا علمتنا امور كثيره جداً فيها الصالح والطالح ولكن نبدى بشعور الحب والاخلاص بين اخوتي ....
فالعفو والتسامح يكون مقام الشخص في اموره حتى لو كان مخطى عليه لأن .........
الدنيا حلوه بس نفهمها ...؟؟؟؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصدت من طرح السؤال بيان بعض المفاهيم الخاطئة التى تؤدى الى التهلكة
وهذا من باب التناصح بين الاءخوان ومن باب ان تحب الخير لاءخيك كما تحبه لنفسك
فالعمر قد لايسعفك حتى تنهى تجارك ثم تستقيم كما أمرك الله
وقد لاينفع الندم حين تنتهى المهله ويحين الرحيل
أسأل الله العلى القدير السلامة فى الدنيا والآخرة
الإنسان خلق ليكون إنسانا كريما خلوقا وليس ملكا ولا حيوانا وقد أرسل الله تعالى لهذه الآمة سيد الأولين والآخرين محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ليعلم الإنسانية كلها طريقة الحياة الصحيحة الطيبة والأخلاق العالية العظيمة ولقد وصفه ربه سبحانه وتعالى فقال عنه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )وقالت عنه عائشة (رضي الله عنها ) ( كان قرانا يمشى على الأرض ) ..وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن نفسه ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
والأخلاق منها ما هو فطرى .. قال تعالى(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) ومنها ما هو مكتسب بالرياضة الأخلاقية لنفس الإنسان..
فأرسل الله الرسل والأنبياء بالدين والطريقة الصحيحة لترويض النفوس وتزكيتها لتصلح معها الأخلاق والحياة .. قال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) .. وجعل للدين منافع ظاهرة للناس فى الحياة الدنيا فقال تعالى(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ..
فهذه الحياة الطيبة هي الحياة التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لنبيه ولأصحابه الكرام فقاموا على دعوة الناس لهذه الحياة ... ولولا هذه الحياة الطيبة التي هي بركة هذا الدين المبارك لصار قبول الناس لهذا الدين أمر صعب بل مستحيل ..
ولما جاء رسول الله بهذا الدين المبارك بأوامره ونواهيه ليزكى ويرتقى بصفات البشر عن الصفات الحيوانية فاخذ يبحث عن مكان تتوافر فيه الشروط المناسبة من الأمن والعدل والحياة التي تعين على إظهار بركات هذا الدين .
ولهذا ظهرت هذه الحياة الطيبة ببركاتها فى القرن الأول والثاني والثالث من الهجرة النبوية وفى هذا يقول الرسول ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ـ ـ ) فكانت حياتهم وأخلاقهم ومعاشراتهم الطيبة خير شاهد على فضلهم إلى يوم الدين .
فنحن نريد أن نحى في الناس مرة أخرى هذه الحياة حياة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وحياة الصحابة الكرام وأخلاقهم وبهذا تتنشر دعوتنا فى الأرض .. فالدين عقيدة وشريعة وأخلاق
والله تبارك وتعالى قد وجه النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) والصحابة الكرام بل وسائر الأمة إلى قوة ونور الأخلاق الكريمة فى فتح القلوب الكارهة والمستعصية وإنها السبيل الأول والأوضح لهذه الدعوة
فما من خلق كريم إلا وقد دعا الإنسانية جمعاء إليه فها هو يقول ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وان الله يبغض الفاحش البذئ ) ويقول أيضا ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) وها هو يحذرنا كذلك فيقول (ايه المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان وان صام وصلى وزعم انه مسلم ) ناهيك عن الآداب الجمة في شتى شئون الحياة التي وجهنا فيها إلى أعلى الأخلاق الكريمة
وإننا لنجد في سورة يوسف ( عليه السلام ) دعوة واضحة للأخلاق الكريمة حيث أنها السبيل إلى دعوة الناس إلى الله قال تعالى (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) وقد نزلت السورة فى مكة المكرمة حيث كان النبي في حال من الوحشة والغربة والانقطاع بعد فقدانه للسيدة خديجة ( رضي الله عنها ) وعمه أبو طالب فكأنما فقد الوالد والوالدة فصار عاما للحزن ـ فأراد الله أن يعلمه ويعلم سائر الأمة بفضيلة تلك الأخلاق ضد اى قوى ملحدة أو فاسدة في الأرض وضد اى فتنة أو بلاء يبتلى به أهل الإيمان
والقران يقص علينا سيرة يوسف عليه السلام بدقة فيحكى عن أخلاق يوسف ( عليه السلام ) طيلة حياته .. وكيف انه عاش محنة البئر ومحنة الاسترقاق ثم محنة المراودة فى بيت امرأة العزيز ..
والقران يعلمنا أيضا انك يا من تقوم بمهمة دعوة الناس إلى الله فاعلم ان هذه الدعوة ستسبب لك الكيد من أقاربك وأقرانك مثلما ما حدث مع كفار قريش (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا القُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ .. أو من بنى إسرائيل (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) ..
وان هذه الدعوة ستصبح سببا للإيذاء والفتنة فلا تتخلى عن أخلاقك لأنها النجاة من الأمر فلما أرادت امرأة العزيز به سوأ استعصم حتى أنها ما استطاعت إن تخفى ذلك مع ما فيه من إهانة لها فلما حضرت النسوة وحدث منهم ما حدث من تقطيع الايدى وانبهارهم بيوسف (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ فما استطاعت إن تخفى صلاحه ـ
ولم يخبرنا القران العظيم فى بادئ الأمرعن دعوته ولا عن كلامه فى الدعوة وإنما اخبرنا عن أخلاقه واعتصامه بهذه الأخلاق الحميدة .. ولا يخفى ما فيه من توجيه للأمة..
وفى محنة السجن ظهر صلاحه واخلاقه لرفقاء سجنه فقالوا فى وصفه عليه السلام ( ...إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ ) مع انه فى سجن والظن بالمسجونين كما نعلم دائما ظنا سيئا .. فالقران بين أن الدعوة قد بدأت برؤيتهما لاحسانه فهذا الإحسان كان ولا شك فى أخلاقه ومعاملاته ولم يكن قد ظهر بعده فى دعوته ولا عقيدته التي لم يكن قد عرضها بعد .. حيث تخبرنا الآيات انه عرض الدعوة والعقيدة بعد انشراح صدورهما له بإحسان الأخلاق وفى هذا توجيه واضح للذين لا يفهمون دور الأخلاق فى الدعوة لهذه الأمة وأنها الاول والأصل والمفتاح لكل خير بعد ذلك
فكان هذا درسا فى ان الاخلاق هى السبب الاول والاكيد لفتح قلوب الناس لهذا الدين العظيم
وحتى لما امر الملك بخروج يوسف من السجن رفض إلا إن تبرأ ساحته... قال تعالى (وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ . قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ العَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ )
ولهذا كان الوعد من الله لنبيه إن كانت الحياة على هذا النهج السليم والأخلاق الحميدة والتبرأ من الأخلاق الذميمة فالبشرى كما كانت ليوسف ( عليه الصلاة والسلام ) .. قال تعالى (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ . وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)
وانظر إلى مسلك يوسف ( صلى الله عليه وسلم ) بالأدب واللطف مع أخوته الذين جاءوا ضعافا تائبين
( قالوا تالله لقد أثرك الله علينا وان كنا لخاطئين قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
فمن جاءكم أيها المؤمنون تائبا مسلما او مستغفرا او معتذرا او مهتديا فليعامل معاملة حسنة ولنعفو عنه ونغفر له ولا نغضب عليه .. والمتأمل لموقف يوسف (عليه السلام) يلحظ انه لم يذكر حادث البئر ولا حادث النسوة وهذه هى الاخلاق التى يريدها الله لهذه الامة من التسامح والعفو ..
ولهذا لما فتح الله مكة للمسلمين تمثل النبى ( صلى الله عليه وسلم ) بهذه الاخلاق المفضية الى الهداية .. وقال لاهل مكة مثلى ومثلكم كما قال يوسف ( عليه السلام ) ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين ) ..
وتحكى لنا كتب السيرة ان اهل قريش قد اجتمعوا فى المسجد الحرام فقال لهم رسول الله (ص ) ما ترون انى صانع بكم قالوا خيرا اخ كريم وابن اخ كريم قال اذهبوا فانتم الطلقاء فقال الصحابى الجليل راوى الحديث فخرجوا ( اى اهل قريش ) من بيوتهم كانما نشروا من القبور فدخلوا جميعا فى الاسلام ..
وفى كتب السيرة عن حياة النبى واصحابه الكرام القصص الكثيرة فى المعاملات و الاخلاق التى كانت سببا لهداية الناس ..
ثم نلحظ بعد ذلك ان نهايات سورة يوسف كانت عجيبة حيث جاءت بترتيبات الدعوة وما يترتب عليها من نتائج ببركة الاخلاق العالية ولهذا جاءت اية الدعوة بوضوح كبير فى سياق تعجب منه كثير من الناس لما فاتهم من قوة الاخلاق والحياة المتوازنة واثرها فى الدعوة الى الله (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ )
الى اختي (ارث النبلاء)
تحياتي ... على هذا الطرح الجميل ... وليكن للافاده العامه
ابوبدر ...؟؟؟......... تحياتي واشواقي للجميع ومني لكم خالص الحب والتقدير ...,....,....,..
|