09-08-2010, 12:01 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
رحلتنا إلى ماليزيا ( الحلقة الأولى )
الإخوة الكرام أعضاء مجالس هذيل
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير ,,, وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
أضع بين أيديكم قصة رحلتي إلى ماليزيا التي اعتزمت تنزيلها هنا على حلقات
وقد احترت كثيرا ؛ هل أضعها في مجلس الأدب وفنونه أم في مجلس القنص والرحلات
ولكن استقر رأيي أن أضعها في منتدى الأدب وفنونه ؛ لأن أدب الرحلات من فنون الأدب
والرأي لإدارة المنتدى أولا وأخيرا
رحلتي إلى ماليزيا ( الحلقة الأولى )
كانت زيارة تلك الديار فكرة تراودني من بداية العام فيممت عزمي نحوها , ولقد وجدت ثلاثة من خيرة أصحابي تدور في مخيلتهم تلك الفكرة فعزمنا على الأمر .
وقبل شهرين من انطلاق الرحلة اشترينا تذاكر الطيران , ثم أخذنا نبحر في المواقع السياحية على الشبكة العنكبوتية لنقتنص كل ما يخص ماليزيا حتى تعرفنا عليها عن بعد كأنه القرب , وحددنا المدن التي سنزورها ومُكثنا في كل منها , ثم اتفقنا مع إحدى شركات السياحة لحجز الفنادق فلم يبق لنا إلا انتظار موعد السفر .
وفي ليلة الثلاثاء الخامس عشر من شهر رجب أقلتنا الطائرة من جدة منتصف الليل متوجهين إلى الرياض فوصلنا الساعة الواحدة والربع , ثم مكثنا هناك ننتظر الرحلة إلى كوالالمبور , وفي الساعة الرابعة إلا الربع صباحا انطلقت رحلتنا من العاصمة الرياض .
أقلعت الطائرة على بركة الله وكان أكبر همي تلك الساعات السبع التي سأظل متكتفا في مقعد صغير .
وكنت فيما مضى أطلق على الطائرة أخت السحاب ولكن هذه المرة لا تطاوعني نفسي في إطلاق هذا اللقب على تلك الطائرة الكئيبة , فالصواب أن أسميها جدة السحاب ,
فقد كانت طائرة كبيرة عتيقة , أكل عليها السفر وشرب ؛ تقرقع جوانبها , وتهتز أركانها , وقد ملئت بالركاب عن بكرة أبيها , وأول مرة في حياتي أعلم أن هناك طائرة مكونة من طابقين .
ومع ذلك فالشاشات معطوبة والمضيفون يقفون أمام الصفوف ليشرحوا بعض قواعد السلامة كأنهم معلمون في قاعات الدرس .
واستنتجنا من أول وهلة أنه لا يمكن الاستفادة من شاشات الترفيه وما لنا إلا الجرائد التي تصيبنا بعض مقالاتها بالاكتئاب .
وكنت أظن أن جدة السحاب تلك لن تتجاوز الخليج العربي , وكلما خطر عليّ أن رحلتنا سبع ساعات أسأل الله أن يسلّم , ففوضت أمري إلى الله .
فمرة أنام , ومرة أستيقظ , ومرة أعد لمبات السقف , ومرة أتصفح الرسائل القديمة في جوالي والأسماء المدونة .
كان هناك رجل من بني جلدتنا بجانب النافذة طال عليه الأمد فنام على كرسيه ثم استيقظ وكأن الأمر لم يعجبه فأخذ وسادة صغيرة فوضعا على زجاج النافذة ثم نام وكأن الأمر لم يرق له أيضا ,
فنظر بجانبه وإذا الكرسي لا يجلس عليه أحد فرفع ما بينه وبين الكرسي من حاجز حتى كأن الكرسيين كرسي واحد ثم استلقى متقرفصا واضعا رجليه على زجاج الطائرة , وكأنه يريد أن ينقم لنفسه من وضع هذه العجوز الشمطاء .
وكأنه ارتاح لهذا الوضع فغط في نوم عميق وكان شخيره يضاهي بكاء الأطفال الذي ضقنا به ذرعا , فكانت سينفونية عجيبة .
ولما نصفنا الطريق فإذا بالقائد يعلن أن هناك مطبات هوائية ويأمرنا بعدم الانزعاج
وقلت في نفسي لعل صاحبنا يقوم من نومه عندما ( تأكل ) الطائرة أحد المطبات , ولكن هيهات .
وجاءت إحدى المضيفات تشير إلينا بربط الأحزمة ثم اتجهت إلى ذلك الرجل لكي توقظه ليربط الحزام , ولكنه ضرب بكل قوانين الطيران المدني عرض الحائط فلم يقم من منامه وكأنه لا حياة فيه .
فقلت في نفسي : احمد ربك يا رجل فما أرفق مطبات السماء ولو كانت من مطبات الأرض - التي كسرت سياراتنا - لرأيناك معلقا بجانب لمبة السقف .
ولما أن وصلنا وأعلن القائد قائلا : حمدا لله على السلامة , كأنني أول مرة أسمعها في حياتي فحمدت الله وأثنيت عليه .
وكنت أقول لرفاقي : والله ما قصرت جدة السحاب , فكدت أن أمدحها بقصيدة عصماء , ومازلت ممتنا لها فرحمها الله حية أو ميتة .
ولما سمع الركاب أننا وصلنا قام أكثرهم من مكانه وفتحوا الأدراج العلوية وكل أخذ حقيبته ووقفوا جميعا في الممر ينتظرون الإذن بالنزول مع أن الطائرة لا زالت تتهادى ولم تقف بعد , مع أن فتح أبواب الطائرة يحتاج له وقت .
وبقينا نحن في مقاعدنا ننظر إلى هذا المنظر الذي يجلب البكاء والضحك ويتكرر دائما في كل رحلة .
نزلنا من الطائرة فاستقبلتنا وجوه جديدة وأرض فريدة , ولما دخلنا صالة المطار كان عدد العوائل الخليجية كبير جدا وكأننا في إحدى مطارات المملكة والنساء قد غطاهن السواد .
كان وصولنا عند الساعة الخامسة عصرا فصلينا الظهر والعصر بمصلى المطار بعدها خرجنا فاستأجرنا سيارة أجرة نريد فندق راديوس بكوالالمبور
والماليزيون يدلعون عاصمتهم بقولهم ( كوالا ) وأصبحنا ندلعها مثلهم لأنها تستحق هذا الدلال , وناسبنا هذا الاسم لأن فيه شيء من الاختصار .
بعد أن حطينا رحلنا في الفندق وصلينا المغرب والعشاء وكلٌ عرف مكانه تنفسنا الصعداء بعد هذه الرحلة الطويلة ,
فأردنا أن نستريح إلى الصباح وفي الصباح يبدأ برنامجنا , ولكن في الصدر رغبة جامحة للخروج واستكشاف الجديد فزال كل التعب , ثم خرجنا متجهين إلى شارع العرب الذي لا يبعد عن الفندق إلا دقائق مشيا على الأقدام .
في الطريق وجدنا مطعما يقدم الفواكه الاستوائية فاستهوانا الميل إلى تلك التجربة فاقتربنا من البائع الذي يقف أمام أصناف من الفواكه التي لم ترها أعيننا إلا هذه المرة
ونرى الناس من مختلف الأجناس حول المكان يجلسون على كراسيهم وأمامهم أشكال من تلك الفواكه وكل يمد يده .
تأملنا في نوع من الفواكه معروض أمام البائع فإذا به أُكَيْبر من الخربز أخضر اللون وتحيط به أشواك خضراء كأشواك القنفذ فأخذنا نقلب إحداها فحذرنا البائع من خطر الأشواك فقلنا دعونا نجرب هذه فأخذنا واحدة منها كتجربة أولية .
وهناك فاكهة أخرى حجمها كحجم حبة الثوم ولها فصوص كفصوص الثوم شكلا وفصوصها بيض لينة الملمس ولكنها مغطاة بقشرة سوداء تميل إلى الصلابة
فأخذنا منها على ما قيل ( هبشة ) .
وقلنا دعونا نجرب هذين الصنفين بشرط أن نبقي في بطوننا متسعا لوجبة العشاء المرتقبة .
أما الأولى فجاء بها البائع مقسومةً نصفين وكل قسم مجوف تجويفتين وبكل تجويفة لب هذه الفاكهة , ولا أبالغ عندما أقول إن جل الموجودين من الناس يأكلون من هذا النوع .
ولما أردنا أن نمد أيدينا إليها , وإذا برائحتها غير محببة فتركناها , ونظرنا فيمن حولنا على اليمين وعلى الشمال فإذا ببني الأصفر والأفطس يتزقمونها تزقما
فبني الأفطس تعد من أكلاتهم ويحبونها .
أما بني الأصفر فلا ألومهم فهم كما عُرف عنهم - يأكلون كل شيء
فقلت : تلك إذن كرة خاسرة .
دعونا نجرب الثانية
وطريقتها أن تفرك بيدك على جانبي القشرة السوداء فتنكسر فيبدو لك لبها
فأخذنا نأكل تلك الفصوص وكانت لذيذة الطعم والحمد لله
بعد ذلك واصلنا طريقنا نحو شارع العرب حتى وصلناه
شارع العرب :
شارع العرب اسم اشتهر به شارع بوكيت بنتانج
هو أحد الشوارع الحيوية في كوالا إن لم يكن أكثرها حيوية , وهو ليس شارعٌ للعرب فحسب بل شارع كل العالم لأنك ترى فيه كل الأجناس .
وأعتقد أن سبب التسمية هو كثرة المحلات العربية كالمطاعم ومحلات العطور الشرقية وتنتشر هذه المحلات على جانبيه
وتكثر فيه أيضا محلات المساج التي تستقطب السياح من كل الجنسيات
وترى على الجوانب الرسامين وكل واحد منهم يجلس على كرسي وأمامه ورقة يرسم عليها والزبون تجده على كرسي أمام الرسام ( يتسمر ) على ذلك الكرسي لمدة نصف ساعة , وترى المارة ينظرون إلى الرسم ثم ينظرون إلى وجه المرسوم , وهي مقارنة عفوية تختبر مدى دقة الرسام .
وترى أيضا الصينيين والتايلنديين على الجوانب يعرضون بعض الألعاب والجوالات والساعات ولكنها مقلدة
((قصتنا مع الرجل التمثال))
في طريقنا للمطعم رأينا رجلا يلبس بدلة خضراء ويقف على جانب الطريق
وقد لون يديه ووجهه وقبعته بنفس لون البدلة ويلبس أيضا نظارة ملونة بنفس اللون
ويقف مقدما إحدى رجليه ومؤخرا الأخرى بشكل بسيط , وجاعلا وقفته كوقفة التمثال تماما ولا يتحرك , وأمامه صندوق صغير يضع فيه الناس النقود مكافأة له على هذا .
وبعضهم يتصور بجانبه ثم يضع النقود في الصندوق .
وبعد وقت ليس بالبسيط يتحرك بشكل بسيط فيغير من وضعه قليلا لأن هذه الحركة متعبة جدا .
ووقفنا نتأمل هذا المشهد , وحصل أن مر بجانبه رجل خليجي ومعه زوجته , وكانت الزوجة من جهة الرجل التمثال فحصل أن الرجل التمثال تحرك قليلا فصرخت المرأة صرخة سمعها كل من حولها من الثقلين
ولا أدري هل هي ارتاعت حقيقة أم أن هذا نوع من دلع النساء !
ورأينا على شاكلة هذا الرجل التمثال رجالا آخرين على جوانب أخرى من شارع العرب ولكنهم يختلفون عنه في اللون .
ثم توجهنا إلى مطعم الباشا وتناولنا طعام العشاء , وكان المطعم مكتظا بالعرب
وكان أكله جيدا ونظيفا .
وبعد العشاء ذهبنا لإحدى المقاهي فتناولنا الشاي الأخضر
ثم ذهبنا إلى محلات المساج ؛ وكل محل يقف أمامه عدد من الداعين , وكل محل على هيأة صالون طويل تصطف فيه المقاعد لمن يريد مساج الأرجل أكرمكم الله
وفي الجانب المقابل أحواض بها الكثير من الأسماك .
ولما دخلنا المحل عرضوا علينا العمال ما عندهم وقالوا : عندنا مساج الأرجل ومساج السمك .
وقالوا : بأن مساج السمك بعشرين رنقت , ومساج الأرجل بخمسة وعشرين رنقت
فاقتربت من حوض السمك وكان الزبائن يجلسون على الحافة ويدلّون أرجلهم في الحوض فيلتف عليها السمك فيحيط بالأرجل .
وكأننا في البداية تذمرنا من هذا الوضع خشية عدم النظافة فقال لنا العامل :
لابد أولا من غسل الأرجل قبل تدليتها في الماء وأيضا هذا الماء متبدل وغير مستقر
وسألت أحد الرجال , وكان مدليا رجله في الحوض والسمك يحيط بهما من كل جانب وينهشها نهشا , فقال لي : إن للسمك تأثيرا يشبه اللذعات الكهربائية الخفيفة تصاحبه خرفشة بسيطة .
ثم نظرنا إلى خارج المحل فإذا المطر يهطل بغزارة وكانت الساعة الواحدة ليلاً , ورأينا الناس كل يحمل مظلته لتقيه المطر وكأنها كانت في جيوبهم تحسبا لنزول المطر في أي لحظة .
وقفنا قليلاً ونحن نفكر كيف نصل للفندق مع هذا المطر الغزير وما همنا إلا الجوازات التي بجيوبنا نخاف عليها من البلل .
وانطلقنا مسرعين وكنا نسير بجانب المحلات لكي نتقي المطر وقد نجحت فكرتنا إلا أن بعض الشوارع لابد من عبورها ولا مناص من المطر فوصلنا إلى الفندق بأقل الخسائر .
وفي الفندق استسلمنا لنوم عميق لنبدأ برنامجنا لليوم التالي في كوالا
..................
وفي الحلقة القادمة - إن شاء الله - سنكمل لكم رحلتنا في كوالا ثم كاميرون هاي لاند , وستكون مدعومة بالصور
ودمتم في حفظ الله ورعايته
آخر تعديل رداد الفضلي الهذلي يوم 09-08-2010 في 12:33 AM.
|
|
|
09-08-2010, 10:18 PM
|
رقم المشاركة : 6
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
رد: رحلتنا إلى ماليزيا ( الحلقة الأولى )
مشكور اخوي على هذا الاسلوب الرائع
بنتظار الحلقه الثانيه
وكل عام وانت بخير
التوقيع |
اللهم اجعل لأهل سوريا فرجا و مخرجا ، اللهم و احقن دماءهم ،و احفظ أعراضهم ،و آمنهم في و طنهم ، اللهم و اكشف عنهم البلاء ، اللهم عليك ببشار وأعوانه اللهم انهم طغوا وتجبروا ,اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر ،و اللهم انصر الإسلام و أعز المسلمين ، و أعلِ بفضلك راية الحق و الدين ، اللهم كن لأهل السنة يا ذا القوة و المنة |
|
|
|
09-14-2010, 01:39 PM
|
رقم المشاركة : 15
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
رد: رحلتنا إلى ماليزيا ( الحلقة الأولى )
مرحبا يا رداد سرد راااااااااائع لرحله
وكل عام وانت بخير يالغالي ومن العايدين
فأنتظار الحلقه الثانيه والصور بلا شك
ويمتكن نزورها في قادم الايام ... تحياتي
التوقيع |
كل ماراح واحد راح الاخر طريقه
والشمالي عليه لباس ماهو لباسه
انته ولعة في بشتك وشبت حريقه
وانته راعي وطن والدار تعرف عساسه
عبدالله المطرفي |
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:20 PM
|