بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الحمد لله القائل : ( ... وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا }[ 25: سورة التوبة] .
والقائل :{ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[ 104: سورة الكهف]
وصلى الله على نبيه القائل في الحديث المتفق على صحته : (( بينما رجل يمشي في حلةٍ تعجب نفسه ، مرجل جمته ، إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة )) .
إن من مزالق الشيطان الخطيرة على الإنسان إعجاب المرء بنفسه ، واستعلائه على إخوته ، الذين لربما يكونوا أفضل منه عند الله ، ولكن الشيطان نفخ في أوداجه وأفقده تمييز ذلك وأصابه في مقتل بالعجب، ومن أنواع هذا العجب ، فتنة المنصب وفتنة المظهر والجمال ، وفتنة المال ، والولد ، والسكن ، والإعجاب بالرأي ، واحتقار الناس ............
فإذا أتأك العجب بالنفس فلتتذكر فضل الله عليك وان الله إذ أنعم عليك فإنما ليبلوك أتشكر أم تجحد وتتعالى.
روي أن عمر بن الخطاب دخل على ابن له - وقد ترجل ولبس ثيابًا حسنة - فضربه عمر بالدِّرة حتى أبكاه، فقالت له حفصة: لم ضربته؟! قال: رأيته قد أعجبته نفسه، فأحببت أن أصغّرها إليه.
وقال عبيد الله بن عمر بن حفص: حمل عمر بن الخطاب قربة على عنقه، فقيل له في ذلك. فقال: إن نفسي أعجبتني فأردت أن أذلها.
روي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه نادى: الصلاة جامعة ، فلمّا اجتمع الناس صعد المنبر ، فحمد الله و أثنى عليه ، وصلّى على نبيه صلّى الله عليه و سلم ثم قال : أيّها الناس لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم ، فيقبض لي القبضة من التمر و الزبيب ، فأظلّ اليوم و أيّ يوم ، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : والله يا أمير المؤمنين ، ما زدت على أن قصرّت بنفسك ، فقال له عمر رضي الله عنه : ويحك يا ابن عوف ! إني خلوت فحدّثتني نفسي ، فقالت : أنت أمير المؤمنين فمن ذا أفضل منك ، فأردت أن أعرّفها نفسها .
فلنحذر من العجب ولنعلم أنه يأتي على الأعمال الصالحة كما تأتي النار على الهشيم.
قال الشافعي رحمه الله:
إذا أنت خفت على عملك العجب, فانظر:
رضا من تطلب,
وفي أي ثواب ترغب,
ومن أي عقاب ترهب,
وأي عافية تشكر,
وأي بلاء تذكر.
فإنك إذا تفكرت في واحدة من هذه الخصال, صغر في عينك عملك.
تحياتي وتقديري / أبو خالد.