بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع عبارة عن مفردة من مفردات برنامج تدريبي أود مشاطرتكم فيه الفائدة ، وحقيقة استفدت منه كثيرا ووضع نقاطا أراها ضرورية جدا للنمو والتنمية والوصول بالوطن إلى مصاف الدول المتطورة بسواعد ابنائه البررة المتسلحين بالعلم والإيمان ، والله أسأل أن يوفق الجميع لكل ما يحبه ويرضاه.
العنوان : التوجهات الإيجابية ...
ليس الفارق بين الدول الغنية والدول الفقيرة هو العمر الزمني للدولة ذاتها.
على سبيل المثال دولتان مثل الهند ومصر، فإن عمرهما الزمني يتجاوز 2000 عاما وبالرغم من ذلك فإنهما يعتبران من الدول الفقيرة.
ومن ناحية أخري نجد بلدان مثل كندا وأستراليا لم يتجاوز العمر الزمني لهما 150 عاما، وتعدان من الدول الغنية.
كذلك لا يُعد توفر الموارد الطبيعية والمواد الخام هو الفارق بين دولة فقيرة وأخري غنية.
لنأخذ اليابان برهاناً علي ذلك؛ فإن 80% من أراضيها عبارة عن جبال ولا تصلح للزراعة أو تربية الأنعام، وبالرغم من ذلك فإن اقتصادها يعد ثاني أقوي اقتصاد في العالم.
فإنك ترى تلك البلد مثل مصنع ممتد، فهم يقومون باستيراد المواد الخام من جميع بلدان العالم ويعيدون تصديرها علي هيئة منتجات مصنّعة.
ومثال آخر عن دولة سويسرا والتي لا تزرع مادة الكوكا وبالرغم من ذلك فإنها تصنع أفضل أنواع الشوكولاتة في العالم، وفي مساحتها المحدودة يقوم سكانها بتربية الأنعام ويزرعون الأراضي خلال أربعة أشهر فقط طوال العام.
ورغم ذلك فإن منتجات الألبان لديهم ذات جود عالية جداً.
إن القائمين علي شؤون البلدان الغنية خلال تعاملاتهم مع نظرائهم من البلدان الفقيرة لم يتضح لديهم أن هناك اختلافات فكرية تعد سبباً جوهرياً في هذا الفارق.
كذلك لون البشرة أو السلالة لا يعد عاملاً فارقاً بين دولة غنية وأخري فقيرة:
لأن المهاجرين الذين يوصفون بالكسل في بلدانهم الأصلية، هم ذاتهم أساس القوة الدافعة في بلدان أوروبا التي توصف بالغنى !!
لعلك تتساءل الآن ...
ما هو الفارق إذاً ؟؟؟
إن الفارق يكمن في اتجاهات ومبادئ الشعوب ذاتها، والتي يتم تشكيلها علي مر الأعوام من خلال الثقافة والتعليم.
من خلال تحليل اتجاهات شعوب الدول الغنية والمتقدمة، تبين أن الغالبية العظمى منهم لديهم المبادئ التالية في حياتهم:-
1. الأخلاق، كمبدأ رئيسي.
2. الأمانة.
3. المسئولية.
4. احترام القوانين والنظم.
5. احترام وتقدير حقوق الآخرين.
6. حب العمل والشغف إليه.
7. المكافحة من أجل الادخار والاستثمار.
8. الاستعداد الدائم للأفعال المتميزة.
9. مراعاة المواعيد وتقدير قيمة الوقت.
كما ثبت أن شعوب البلدان الفقيرة لديهم قدر ضئيل جداً من التمسك بمثل هذه المبادئ خلال ممارسة أمور حياتهم اليومية.
إننا لسنا فقراء بسبب قلة الموارد الطبيعية أو قسوة الطبيعة بأراضينا.
إننا فقراء بسبب احتياجنا وافتقارنا للمبادئ والتوجهات الإيجابية.
نحن في أمس الحاجة إلي الإرادة لنتعلم ونكتسب تلك المبادئ والتوجهات وأن نعمل بها في حياتنا اليومية.