الحنين لحياة البادية ( قصة وقصيده )
الرجل البدوي الذي سبق وأن عاش في البادية لايمكن باي حال من الأحوال أن ينسى حياة البادية لأن حياة البادية جميلة بكل المقاييس .
فيما مضى كنا بدو رحل نسعى خلف الكلأ والماء حيثما ينزل المطر نتوجه إليه بحلالنا لأن حياتنا لايمكن أن تسير إلا بحياة أغنامنا وإبلنا لأن مجمل قوتنا يعتمد بعد الله عليها فكنا نتنقل من ديرة إلى ديرة نقطع الفيافي والقفار بحثاً عن المكان الذي يناسب قطعاننا ويتوفر فيه الكلأ والماء وأكثر ماكنا نذهب إليه من الديار هو منطقة ( نجد ) لاتستغربون ذلك لأننا كنا نسمي جميع المناطق الواقعة شرق الطائف على طريق الرياض ( نجد ) كنا دائماً نقضي فترة الصيف في تلك الأماكن التي تقع حالياً من منطقة العرفاء حتى ( أم الدوم ) يمين الخط السريع وشماله تلك الأماكن لها ذكريات جميلة في ذهني لازالت عالقة مع مرور السنين كانت تلك الأماكن في وقت الصيف تصبح جنان خضراء وكنا نستقي الماء من الفيضات أو مايسميها البعض ( الخباري ) وهي مياه الأمطار التي تستقر في بعض الأماكن المنخفضه هذا هو شرابنا ، وأما طعامنا فهو كما ذكرت مما تنتجه أغنامنا من الحليب واللبن والإقط ( المضير ) بالإضافة للتمر ودقيق البر فقط .
المهم حتى لاأطيل عليكم القصة بعد تلك السنين الجميلة التي قضيناها في تلك الديار وغيرها إنتقلنا إلى مكة المكرمة واستوطنا ودخلنا المدارس وتوظفنا ولله الحمد واستبدلنا مساكن بيت الشعر بمنازل الحضارة .
صحيح أننا تركنا حياة البادية الجميلة ولكن لازالت تعيش في دواخلنا كذكرى جميلة وحلم يراود كل بدوي ولايكاد أحدنا يجد الوقت المناسب الذي يتفرغ فيه من عناء العمل ومسئوليات الأسرة حتى تجده يذهب إلى البر وغالباً تجده يذهب إلى حيث ترك ذكرياته الجميلة ويعيد شريط الماضي هذا إذا كانت تلك الأماكن قريبة منه أما إذا كانت بعيدة فإنه يحن إليها ويتمنى أن تتاح له الفرصة لكي يزورها ويلتقط بعض الصور الجميلة منها وهذا ماحدث معي شخصياً في هذه القصيدة التي أوجهها لأخي وشقيقي ( أبو سعد )الذي عشنا أنا وهو معاً تلك الذكريات في صغرنا وأستحثه على الذهاب لزيارة تلك الديار وأقول فيه :-
[align=center]
يامحلا يابو سعد يوم كنا.................في روضة من نجد نقطف ثمرها
يامحلا ذاك الزمن يوم حنا ..................صغار مانفهم خفايا سررها
ذيك الديار اللي لها القلب حنا..................يامحلا وديانها مع وعرها
قلبي لها يابو سعد مستكنا...................ودي بشوفتها وريحة زهرها
نبت الخزاما وديداحاناً تثنا..................هذا النبات اللي يجمل شجرها
وفيضه بها يابو سعد ماتمنا...................ماها قراح ولايخالط كدرها
وفيها من الأزهار من كل فنا................تشوق اللي بالنواظر نظرها
وصوت الرعد في جوها يوم دنا...........من مزنةً لاحت وهلت مطرها
يقعد قلوب مروسنات الأعنا..............وتنفر معبسات الشمايل حورها
وكف المطر وارتاح قلباً تعنا..............وانزاحت المزنه وبيّن قمرها
وشفت السيول تجيك منا ومنا............وتسقي بساتين الطبيعة باثرها
وراعي الغنم من بعد جهده تهنا...........وارتاح باله بعد روحه قهرها
وطير السعد من فرحته قام غنا......مع الفجر يشدي باللحن من دررها
وشفت من حولك بيوتاً تبنا.................للبدو شدات الدهر قد جبرها
وعم الرخا وارتاح حال المعنا.............وظلوا بداراً خير ربي عمرها
هذي الحياة الطيبة في وطنا................في ظل حكام الجزيرة فخرها
آل السعود اللي كرمهم غمرنا..............وخيرهم كل النواحي غمرها
يابو سعد متى الزمن يسمحلنا..............وناخذ لنا جولة بأحلى ديرها
نبي نزور الديرة اللي ذكرنا.............وناخذ من اطلال الطبيعة صورها[/align]
التوقيع |
بسم الله
والحمدلله
ولاإله إلا الله
واللــه أكـــــــبـــر
ولاحول ولاقوة إلا بالله |
|