لــــــنـــــقـــــدم الــــــصـــــورة الــــجــــــميــــلـــــ ة

بسم الله الرحمن الرحيم

كلّ شخص يمثل نفسه لاشكّ ، ولكن أيضاً لاشكّ أنّ له انتماءات كثيرة لايتجرد منها ، وهو محسوب عليها في كلّّ حال من الغير ، ومن هذا المنطلق فإنّنا نمثل أنفسنا وفي نفس الوقت نعكس صورة لمحيطنا الأوسع فالأوسع ، بالضبط كأنّ كلّ منّا مرآة يرى فيها الآخرون بعضاً ممن نمثلهم ، وانتماءات الإنسان متعددة ، فالدين انتماء ، والقبيلة الأم انتماء والقبيلة الأصغر فالأصغر هي انتماءات ، والوطن انتماء ، والمدينة انتماء ، والحيّ كذلك انتماء ، والهواية انتماء ، والحرفة انتماء ، وكثيرة هي الانتماءات ،، فأحدنا مثلاً نستطيع أن نقول عنه " مسلم ، سعودي ، هذلي ، مكاوي " .

ومادام كلّ امرئ جزء لايتجزأ من عدة انتماءات أخرى ، فمثلما يراعي أن يقدم الشخصية الأليق له بين الآخرين والانطباع الأفضل لنفسه كذلك ينبغي أن يحسب حساب بقية انتماءاته ، إن أساء أو أحسن وأظهر السؤ أو الحسن في شخصه ، فانطباع الآخرين عنه سيئ أو حسن سيلحق انتماءاته شئ من ذلك ، برغم الإجحاف بحق من ينتمي لهم ، إلا أنّ هناك الكثير من قد يُقيّم وطن من خلال مواطن ، ودين من خلال معتنق ، وقبيلة من خلال منتسب ، وهكذا ، لاشكّ أن ذلك خطأ لايغتفر وآفة فكرية فادحة ، إلا أنّها تظل موجودة وقد لانسلم منها نحن ليس على الإطلاق لكن لاعصمة لإحد قد نقع أحيان ، والله المستعان .


فحبذا كلّ شخص يتذكر من ينتمي لهم ويحسن لهم من خلال إحسانه لنفسه ، ليتذكر أنّ دينه دين السماحة والرحمة والخلق الحسن فليكن على خلق حسن سمحاً رحيما لطيفاً مبتسم ، وليتذكر أنّه من وطن ذو تاريخ عريق فلا يظلمه بتصرفات رعناء في سفراته ويخجل بقية ناسه بين الناس ، وليتذكر أنّه من قبيلة كريمة رفيعة ولجدوده سيرة عطرة وتاريخ حافل فلايضيع هذا المجد بالسفاهة والخفة وضعف الهمة وسخف الاهتمامات ورداءة الخلق والأفعال المشينة .. إلخ مما لانود ذكره .

وإذا كان هناك من يقدم الصورة السيئة لإنتماءٍ واحد يجمعنا ، فليس تبريراً لنقدم معه هذه الصورة ، الأجدر أن نخرج وجه آخر ، يغير انطباع الآخرين ، ولو لم يكن لنا من تقديم الصورة الجميلة إلا مايعود على أنفسنا لكفى ، وهذا الحريّ بالمسلم أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة "قناعة و لله وحده" لا "تمظهراً وللناس فقط".

المجال للإطناب مفتوح لكنّ خير الكلام ماقل ودلّ وأغنى قليله عن كثيرة .


هذا مالدي ولكم تحياتي واحترامي

..