Family-Run Small Businesses
في الغرب والشرق والشمال والجنوب من الكرة الأرضية تزدهر (الأعمال الصغيرة التي تديرها "العائلة") Family-Run Small Businesses وتشكل مصدر دخل آمن وربح جيد جدا لملايين العائلات حول العالم. مطعم كباب في أنقرة تقوم الأم في مطبخه بتحضير المشويات من الساعة التاسعة صباحا وحتى الحادية عشرة موعد قدوم ابنها من الجامعة الذي يتولى الكاشير بينما يعمل بعض فروضه الدراسية، فيما ينشغل الأب بالشواء ويتولى عامل واحد فقط (يعمل بأجر أسبوعي) بتقديم الطلبات وتنظيف الطاولات. محل بيع أواني منزلية في المنامة تتولى فيه "أم إبراهيم" عمليات البيع فيما ينشغل الحاج عبد الإله زوجها بتنزيل البضائع وتخزينها في المستودع ومحاسبة الموردين. سألت "أم إبراهيم" لماذا يأتي لكم الزبائن؟ هل تواجهون منافسة من المحلات التي تديرها الجاليات الهندية؟ أجابتني بعبارة فهمت منها الكثير .. "يا ولدي نحن نعرف زبائننا كما هم يعرفوننا".
إدراكا لأهمية هذه الشريحة من قطاع الأعمال في حفظ "الكرامة الوطنية" في مواجهة طغيان الشركات الكبرى والعمالة المهاجرة تقدم الحكومات الغربية دعماً لا محدوداً لهذه الأعمال بدءاً من تحديد ساعات العمل المناسبة للـ"عائلة"، مرورا بقروض ميسرة لبدء العمل، ووصولاً إلى تصنيف ضريبي منخفض يمكنهم من البيع بأسعار منافسة للمخازن الكبيرة و"المولات" التي تدفع ضرائب أعلى. لا شيء يترك للصدفه هناك. بل إني أعرف الكثير من الغربيين الذي يحرص وبدافع "وطني" على الشراء من المؤسسات التي تديرها "العائلة".
ما الذي يمنعنا أن نرى هذا القطاع في هذا المكان من العالم؟
هل ستستمر العائلة السعودية في انتظار ما يجود به عليها "راجو" و"شهيد الرحمن" و "طوني" نظير تسترهم عليهم؟
هل من الممكن أن نرى "البقالة السعودية" و "المطبق والفرموزة البيتي" والـ "بوتيكات النسائية" الخ. تدعم عائلاتنا المتوسطة الدخل بدلا من انتظار كم ألف ريال في السنة من مؤسسة الضمان؟
هل إذا نجحنا في تسويق مفهوم الـ Family Business وتقديمه كنموذج عمل شريف مربح وآمن يمكننا حينها إلغاء ملايين من فيز العمل البنجلاديشية؟
هل يحق لنا -حينذاك- أن نسأل وزير العمل: ماذا فعلت لتوطين الوظائف؟
|