العسل الطائفي
حكى البيهقي في كتابه المحاسن والمساوئ ـ وهو المولود سنة 295هـ والمتوفى سنة 320 هـ ـ ( أنه لما كان علي رضي الله عنه في حرب صفين والناس في أشد ما يكون من الحرب قال علي :ألا ماء فأشتريه ؟!فأتاه شاب من بني هاشم بشربة عسل ، فتناوله وقال :يا فتى عسلك هذا طائفي ..... قال سبحان الله ! في هذا الوقت تعرف الطائفي من غيره !فقال : إنه لم يملأ صدر ابن عمك شئ قط )!
قلت : كان جواب أمير المؤمنين رضي الله عنه ، كناية عن رباطة الجأش والثبات .
فأما أنه عرف العسل الطائفي .......... وفي موقفه هذا ....
فإن في ذلك أقوى دليل على أنه أجود الأنواع وألذها وأفضلها .... ومايزال كذلك .... بين ما هو من رحيق النحل !وكما يمتاز بنكهته وشدة شفافيته ....وبياضه الناصع... فكذلك كان( رمان ليه ) و(عنب القيم )وكانت الرمانة الواحدة كالبطيخة حجماً .....وحبة العنب الشفافة....تغطي فم الدورق الواسع (رؤية العين)...ورب الكعبة...حتى لقد كان يهدى منهمامن الحجاز الى سلاطين آل عثمان .... وبوسائط النقل البطيئة... القديمة !
وسقى الله (مرجاً) وماحوله من المغاني والأدواح .... والأيكات ذوات الثمر اليانع ..... والطير الصادح ....والطل الرقراق ... وأعاد لها ما كانت تجود به من نغم الله التي لا تحصى!.
(منقول من مقالات شذرات الذهب للشاعر أحمد بن ابراهيم الغزاوي بمجلة المنهل )
|