كتبت هذا الموضوع عندما سمعت تقريرا عن الشعلة في عمان وتسابق الناس على حملها
قرأت في موضوع مطول لـ عبدالرحمن بن عبد الخالق عن الاستنساخ ذكر فيه :
عندما تحدث عبدالرحمن بن عبدالخالق عن موضوع الاستنساخ تساءل الكاتب لماذا السعي فيما كفانا الله مئونته وجعله شأناً من شأنه؟
ثم اجاب قائلا ::
وهذا السعي الحثيث لخلق إنسان وحيوان من غير الطريق الذي وضعه الله سعى قديم عبثي إفسادي
وهو نتاج للمعتقد المدون في التوراة القديمة، والمأخوذ عن كفار الرومان الأقدمين
وهذا المعتقد يقول بأن صراعاً بين الإنسان والإله قائم منذ القدم وأن الإله لأنه حاز العلم فإنه قهر به هذا الإنسان،
وأن الإنسان استطاع أن يسرق شعلة المعرفة من الإله، وبذلك أصبح كالله عارفاً الخير والشر، ولو أنه استطاع
أن يأكل من شجرة الحياة لعاش خالداً كما هو شأن الآلهة، ومن أجـل ذلك حرس الإله شجرة الحياة حتى لا يصل
الإنسان إليها فيكون شأنه كشأن الآلهة، ولقد أخذ اليهود هذه القصة الخرافية، وأسقطوها على النصوص الدينية
عندهم فادعوا أن الشجرة التي أكل آدم منها هي شجرة المعرفة، وأن الله عندما اكتشف (هكذا)
أن الإنسان أكل من هذه الشجرة وأصبح مثل الله يعلم الخير والشر طرده من الجنة حتى لا يتوصل كذلك إلى
الأكل من شجرة الحياة فيخلد كخلود الله!!
تقول التوراة المكذوبة مصورة هذه القصة:
(وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة بهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر.. وأوصى الرب الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت)
ثم تزعم التوراة أن الحية جاءت إلى حواء وأغوتها بالأكل من الشجرة، وأخبرتها أن الله لم يذكر لهما الحقيقة
عندما حذرهما من هذه الشجرة قائلة: ( بل الله عالم أنه يوم تأكلان منها تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر)
وتقول التوراة أنه لما أكلت حواء وآدم من الشجرة (انفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان)
وأن الله لما علم بذلك قال (هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ويأكل ويحيا إلى الأبد. فطرد الإنسان وأقام شرقي عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طرائق شجرة الحياة.)
(الإصحاح الثاني والثالث والرابع - سفر التكوين)
وما الشعلة الأولمبية إلا رمز لسرقة الإنسان لقبس المعرفة من الآلهة!!
فسعى الشعوب الرومانية بعقليتها القديمة والتي جسدتها التوراة وجعلتها عقيدة لليهود ثم للنصـارى كذلك
إلى إحلال أنفسهم مكان الرب وسعيهم المتواصل للإستغناء عنه،بل ومغالبته، سعي قديم، وما محاولة إيجاد
حيوان أو إنسان بغير طريق الخلق الإلهي إلا ثمرة من ثمار هذا السعي.