فتح الله بن عبد الله(ابن النحاس)
ابن النحاس
هو فتح الله بن عبد الله الشهير بابن النحاس. شاعر رقيق مشهور من أهل حلب. قام برحلة طويلة، فزار دمشق والقاهرة والحجاز، وكان كثير التنقل، لم يكد يستقر في مكان إلا لينتقل منه إلى غيره، وفي ذلك يقول:
أنا التارك الأوطان والنازح الذي تتبع ركب العشق في زيّ قائف
فـلا تعـذلوني إن رأيتم كتائبي بكـل مكان حلَّه كل طـائف
أكثر في مدح الأمراء والكبراء ليحصل على عطاياهم وإذا أعرضوا عنه توجه إلى الله يشكو حظه.. فيقول:
إلهي جعلت متاعي القريض وقد صار عندي يعدّ السنينا
ولا بـد للشعر مـن رازق فياويل من يقصد البـاخلينا
أقطف من روض شعري لهم فـأنثر ورداً علـى نائمينا
فيـا رازق العـالمين اغنني بفضلك أن أقصـد العالمينا
قدم المدينة واستقر بها، ولبس زي الفقراء من الدراويش، وكان أبيّ النفس فيه شيء من العجب.
أشهر شعره حائيته المرقصة التي مطلعها:
((بات ساجي الطرف والشوق يلح))وكانت له حلقة تعليم بالمسجد النبوي الشريف في النحو والصرف والشعر، وأهم موضوعاته المدح والغزل والرثاء، توفي بالمدينة سنة 1052هـ
من قصائدة
رأى اللوم، من كل الجهات فراعه
فلا تنكروا أعراضه وامتناعه
ولا تسألوه عن فؤادي، فإنني
علمت يقيناً أنه قد أضاعه
ويا ليته قد كان من أول الهوى
أطاع عذولي، واكتفينا نزاعه
أشاع الذي أغرى بنا ألسن العدى
وما خرب الدنيا سوى ما أشاعه
له الله ظبياً كل شيء يراوعه
ويا ليت لي شيئاً يزيل ارتياعه
ذرعت الفلا، شرقاً وغرباً، لأجله
وحيّرت أخفاف المطي، ذراعه
فلم يبقَ بر ما طويت بساطه
ولم يبق بحر ما رفعت شراعه
إلى آخر تلك الأبيات الرقيقة المصورة المعبرة.
قصيدة
بات ساجي الطرف
بات ساجي الطرف والشوق يلـحُ
والدجى إن يمض جنحٌ يأت جنـحُ
فكـأن الشـوق بــاب للـدجـى
ما له غير هجـوم الصبـح فتـحُ
يقـدحُ النجـم لعيـنـي شــررا
ولزند الشوق في الأحشـاء قـدحُ
لا تسل عن حالِ أربـابِ الهـوى
يا ابن ودي ما لهذا الحـال شـرحُ
لست أشكو حرب جفنـي والكـرى
إن يكن بيني وبين الدمـع صلـحُ
إنمـا حــال المحبـيـن البـكـا
أيُّ فضـلٍ لسـحـابٍ لا يـسـحُ
يـا نـدامـاي وأيــام الصـبـا
هل لها رجعٌ وهـل للعمـر فسـحُ
صحبتـك المـزنُ منـي مـنـزلاً
كان لي فيـخ خلاعـاتُ وشطـحُ
حيث لـي شغـلٌ بأجفـان الظبـا
ولقلبـي مرهـمٌ منهـا وجــرحُ
كل عيش ينقضـي مـا لـم يكـن
مع مليحٍ ما لـذاك العيـش ملـحُ
وبذات الطلـح لـي مـن عالـجٍ
وقفةً أذكرهـا مـا أخضـل طلـحُ
حيث منا الركـب بالركـب التقـى
وقضـى حاجتـهُ الشـوقُ المُلِـحُ
لا أذمُّ العـيـس للعـيـس يــد
ٌ فـي تلاقينـا وللأسفـارِ نـجـحُ
قربـت منـا فمـاً نـحـو فــمٍ
فأعتنقنا والتقى كشحٌ وكشـحُ
وتـزودتُ شـذى مـن مرشـف
ٍ بفمي منـه إلـى ذا اليـوم نفـحُ
وتعاهدنـا علـى كـأس اللـمـى
أنني ما دمت حيـاً لسـتُ أصحـو
يا ترى هل عند مـن قـد ظعنـوا
إن عيشي بعدهم كـدٌّ وكـدحُ
كنتُ فـي قـدحِ النـوى فانتذبـت
من مشيبي كربـةٌ أخـرى وقـرحُ
كـم أداوي القلـب قلـت حيلتـي
كلما داويتُ جرحـاً سـال جـرحُ
ولكـم أدعـو ومـا لـي سامـعٌ
فكأنـي عندمـا أدعــو أبُــحُّ
أشتكي بـرح الجـوى إذ لـم أرى
كابن فروخٍ فتى لـم يشـكُ بـرحُ
كـل مـن أسهـره مـن رعُبـهِ
نومهُ اليوم بظـل السيـف سـدحُ
إبـنُ مـن كـان لعـابُ سيـفـه
ِ ما لـه إلا بأعلـى القـرنِ مسـحُ
ما مضى حتى لقـوا مـن نصلـه
لهباً قبـل مسـاس الجلـد يلحـو
فـاذا قيـل ابـن فـروخ أتــى
سقطوا لـو أن ذاك القـولُ مـزحُ
بطـلٌ لـو رام تمزيـق الـدجـى ل
أتـاهُ م عمـود الصبـح رمــحُ
كـم سطـورٍ بالقـنـا يكتبـهـا
وسطورٍ بلسـان السيـف يمحـو
بأبـي أفــدي أمـيـري إنــه
صادق الوعد جري الطعـنِ سمـحُ
كل مـا قـد قيـل مـن ترجيحـه
في الوغى أو في الندى فهو الأصحُ
يا عروس الخيـل والسيـفُ لـه
في قراع الخيل والأبطـال صـدحُ
يا رحـاةُ الحـرب والخيـل لهـا
في حياضِ الموت بالفرسان ضبـحُ
حط سيفُ الجودِ في حظـي الـذي
هـو كالدهـر يُمـنـي ويـشـحُ
طالـع الأدبـار مـا لـي ولــه
إن يكن من كوكـب الإقبـال لمـحُ
آه مـن جـور النـدى لا سقيـت
تعطب الحـر ومـا للحـر جنـحُ
حسنـوا القـول وقالـوا غـربـةٌ
إنمـا الغربـة لـلأحـرار ذبــحُ
فانتقـدنـي واتخـذنـي بلـبـلا
سجعهُ بيـن يـدي عليـاك مـدحُ
كـل بيـتٍ فـي العلـى أنحـتـه
من نضيد الدر والياقـوت صـرحُ
ناطـق عنـي بالفضـل الــذي
إن يبارى فلهُ فـي الفـوزِ قـدحُ
بـقـوافٍ كسقـيـطِ الـطـلِ أو
أنها مـن وجنـات الغيـدِ رشـحُ
منقول
منقول من كذا موقع بتنسيق مني
(والله اعلم )
آخر تعديل مشهور الطلحي يوم 05-05-2008 في 11:35 PM.
|