من المتغير؟؟..

من المتغير ؟

نسمع ويتردد على مسامعنا كثيرا مقوله ( والله الزمن تغير )

تعليقا على أمر ما ، أو حدث ما فيه مساس بالمشاعر الإنسانيه .

كالأحداث المتعاقبة ، اللتي نقرأها في الصحف يوميا
تفيد بأن ابا يقتل إبنه ، أو إبنا يطرد والده من منزله .

وغيرها من الأحداث المؤسفة .

ليكون التعليق سريعا بالقول ( زمن أول تحول )

مخالفين بذلك قوله تعالى (( إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيرو ما بأنفسهم )) .

وقد يتجاوز البعض إلى ابعد من ذلك ، فيقوم بشتم
الزمان فيقول ( زمن ملعون )

وفي هذه مخالفة صريحة لحديث شريف .

حيث قال عليه الصلاة والسلام (( لا تسبو الدهر فإن الله هو الدهر )) .

متناسين أن التغير الجذري ، حاصل فينا نحن فقط
وليس الزمن كما يشاع .

فالزمن براء من كل ما يدور في هذه الأيام من أمور
لا تتعدى أن تكون ناتجة ، عن تغير في عقلياتنا ،
وفي فطرتنا السليمة ، اللتي تحتم علينا الإلتزام
بالمبادئ الإنسانيه ، التي إفتقدنا الكثير منها .

ولقد أصاب الشاعر كبد الحقيقة في قوله :

نعيب زماننا والعيب فينا ..... وما لزماننا عيب سوانا

فلذلك الأولى بنا أن نلتفت إلى أنفسنا ، ونقوم بتقويمها
واصلاحها ، بعيدا عن النظر الى الأحداث بنظرة تشاؤمية
هي في الواقع ، نظرة لا تتجاوز أن تكون لمجرد استهجان
ما حصل .دون النظر إلى مسببات ما نمر به من انتكاسات
شديدة في الجانب الإنساني والأخلاقي .مع ايجاد الحلول
المناسبة لها ، وعلاجها بالطرق الصحيحة ، من قبل أصحاب الإختصاص .
ونؤمن بأن بإستطاعتنا تصحيح الأمور ، والعودة بها الى مجراها الطبيعي .
فكما تغيرنا ، وأدى ذلك التغير الى تغير الزمان الى الأسوأ
بإمكاننا التغير الى الأحسن ، ليعود كل شيء كما كان .

ولنحبث على الدواء الشافي لهذ المرض العضال

فحتما أنه :
( لكل داء دواء )

من أجمل ما قرأت اليوم..
أحترامي وتقديري..