العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-06-2008, 08:45 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوخالد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوخالد الياسي غير متواجد حالياً


SM127 الاصول الصحيحه للقراءه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أصولُ القراءةِ الصحيحةِ ، وكيفَ تكوّنُ مكتبتكَ ؟

من نعمِ اللهِ العظيمةِ علينا نعمةُ الكتابِ والقراءةِ ، ولا أدلَّ على ذلكَ من أنّ اللهَ سبحانهُ وتعالى ، افتتحَ وحيهُ بالتذكيرِ بنعمةِ القلمِ ، وأنّه سبحانهُ وتعالى علّم الإنسانَ . والقراءةُ هي السببُ الأوّلُ والرئيسُ في العلمِ ، وأداتهُ هي : الكتابُ ، والكتابُ لهُ فضائلُ ومزايا ومناقبُ لا تُعدُّ ولا تُحصى ، فهو جليسٌ ، ورفيقٌ ، وأنيسٌ ، وواعظٌ ، ومحدّثٌ ، ومؤرخٌ ، وسميرٌ ، ونديمٌ ، وقلَّ خصلةٌ توجدُ في أحدٍ إلا وجدتها في الكتابِ ، اللهمّ إلا أنّه صامتٌ غيرُ متكلّمٍ . تحوّلتِ القراءةُ مع مرورِ الزمنِ ، إلى كلّيةٍ كبيرةٍ ، تخرّجُ أفضلَ ، وأعظمَ الأدباءِ ، والعباقرةِ ، والمصلحين ، ولا تجدُ عالماً ، أو مفكّراً ، أو مُخترعاً ، إلا وجدتَ الكتابَ أستاذهُ الأكبرَ ، والقراءةَ عملهُ الأوحدَ ، وتجدهُ عندَ القراءةِ منكفأً على نفسهِ ، مبتعداً على الناسِ ، مستعذباً لحظاتهِ ، مستمتعاً بكل خواطرهِ وأعضائهِ .وفضلُ القراءةِ ، وفضلُ أداتهِ الكتابِ ، منشورٌ ومبثوثٌ في كتبِ أهلِ العلمِ والأدبِ ، ومن أحسنِ من ساقَ ذلكَ الإمامُ : الجاحظُ ، وذلكَ في كتابهِ العظيمِ : الحيوان ، في مقدّمتهِ الماتعةِ . وللعلماءِ قصصٌ كثيرةٌ تدلُّ على نهمهم ومدى حبّهم ، وتعلّقهم الكبيرِ بالكتبِ ، وبالقراءةِ ، وكتبُ التراجمِ طافحةٌ بذكرِ أخبارهم في هذا ، وذكرِ عجائبهم ونوادرهم . فمن ذلكَ أنّ بعضهم لفرطِ حبّهِ للكتبِ ، وغرامهِ بها ، ماتَ بسببِها ! ، كما حصلَ ذلكَ للجاحظِ ، ومنهم من كانَ يُقرأ لهُ وهو في الحمّامِ ، حتّى لا يضيعَ وقتهُ سدىً ، كما هو صنيعُ المجدِ ابنِ تيميةَ ، ومنهم من كانَ ينامُ والكتابُ في حضنهِ ، مدّةَ أربعينَ سنةً ، كما هو حالُ الحسنِ اللؤلويِّ ، ومنهم من جمعَ مكتبةً عظيمةً ، ومكثَ أبنائهُ بعدَ موتهِ يبيعونها ويقتاتونَ منها ، كما في ترجمةِ ابن القيّمِ . وللهِ درُّ أبي الطيّبِ إذ يقولُ : أعزُّ مكانٍ في الدّنا سرجُ سابحٍ ** وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ أوّلاً : تنقسمُ القراءةُ ثلاثةَ أقسامٍ : القسمُ الأوّلُ : القراءةُ التأسيسيّةُ التأصيليّةُ : وهي القراءةُ التي تؤسِّسُ بها علماً جديداً ، وهذه في الأغلبِ تكونُ قراءةً في المختصراتِ ، أو مباديءِ الفنِّ ، ويحتاجُ فيها القاريءُ إلى الحفظِ ، والتلخيصِ ، واستيعابِ جميعِ المقروءِ ، والاعتناءِ بكل حرفِ في المتنِ ، أو في المختصرِ ، ولا يكتفي بشيءٍ عن شيءٍ ، ولْتكنْ أوّلُ همتهِ في الحفظِ ، ثُمّ التلخيصُ . القسمُ الثاني : القراءةُ التكميليّةُ : وهي القراءةُ التي تُكمّلُ بها تأصيلَ العلومِ ، وهي تعتمدُ على كتبٍ متوسطةٍ ، وتشتملُ على أصولِ العلمِ وأدلتهِ ، وتوسعةِ الكلامِ على أمثلتهِ ، وشرحٍ لها ، وهذا النوعُ من القراءةِ يحتاجُ إلى تلخيصٍ ، واعتناءٍ جيّدٍ ، إضافةً إلى استيعابِ المقروءِ كاملاً ، وذلكَ لأنّهُ مكمّلٌ لتأصيلِ العلومِ . القسمُ الثالثُ : القراءةُ التوسّعيةُ : والمقصودُ منها القراءةُ في المطوّلاتِ ، والتي يكونُ الغرضُ منها زيادةُ المداركِ ، والنظرُ في فروعِ العلومِ ، وأبحاثها المتناثرةِ ، وهذا النوعُ من القراءةِ يكفي فيهِ الجردُ ، أو القراءةُ التصويريّةُ ، اللهمّ إلا لمن سمتْ همتهُ ، وزكتْ نفسهُ ، وكانت عندهُ موهبةٌ عظيمةٌ في الاستيعابِ ، والحفظِ ، فلا بأسَ حيئنذٍ أن يقرأ ويلخّصَ ، ويستوعبَ ما أمكنهُ . ثانياً : اقرإ كلّ ما يمكنكَ قراءتهُ ، واحرصْ على الكتبِ بكافّةِ أشكالها وأنواعها ، وابدأ بتخصّصكَ ، فاقرأ فيهِ ، واجعل همّتكَ أوّلاً في اقتناءِ كتبهِ ، إلا إذا وسّعَ اللهُ عليكَ ، فاقتني كلّ ما أمكنكَ ، وإيّاكَ والاستهانةَ بكتابٍ ، أو التقليلَ من شأنهِ ، فقلَّ أن يخلوَ كتابٌ من فائدةٍ . وقراءةُ كلِّ ما يمكنكَ قراءتهُ كانت طريقةَ الجاحظِ ، وابنِ الجوزيِّ ، وبها وصّى الرافعيُّ أحدَ طلاّبهِ . ثالثاً : احرصْ - حالَ اقتناءكَ للكتبِ - على شراءِ الكتبِ المحقّقةِ ، حتى لو غلا ثمنها قليلاً ، وذلكَ لتأمنَ من السقطِ ، والتحريفِ ، وأفضلُ الكتبِ المحقّقةِ ما حُقّقَ في رسائلَ جامعيّةٍ ، أو ما حقٌقهُ بعضُ المشهورينَ بالتحقيقِ والاعتناءِ بالتراثِ وجمعهِ . وإذا لم تجدْ نسخةً محققةً من الكتابِ ، أو لم يحقّقْ بعدُ ، فاشترِ أي نسخةٍ منه ، ولا تنتظرْ إلى أن يحقّقْ ، فإن ذلكَ يحرمُكَ خيراً كثيراً ، ولربّما لم تجدْ منهُ نسخةً مستقبلاً . رابعاً : إذا ضاقتْ بكَ اليدُ ، أو كنتَ قليلَ المالِ ، ولم تتمكّن من شراءِ الكتبِ ، فاستعرها ، أو اقرأ في مكتبةٍ عامّةٍ ، وسوفَ يُباركُ اللهُ لكَ ، ومع مرورِ الزمنِ ستجدُ بركةَ العلمِ ، وسيفتحُ لكَ اللهُ في الرزقِ . وقد كانَ الجاحظُ يقرأ في دكاكينِ الورّاقينَ ، ولم يكن لديهِ مالٌ لشراءِ الكتبِ ، وما مرّ العمرُ بالجاحظِ ، حتى صارَ أوحدَ أهلِ عصرهِ في الأدب والتاريخِ والعلمِ ، فلم يمنعهُ قلةُ المالِ من القراءةِ والبحثِ . والإمامُ ابنُ حيّانَ الأندلسيّ كانَ يوصي طلاّبهُ بالاستعارةِ وعدمِ شراءِ الكتبِ ، وأن يقرأوها في المكاتبِ العامّةِ . خامساً : لا تقرأ دونَ أن يكونَ معكَ قلمُ رصاصٍ ، وذلكَ لتسجّل الفوائدَ ، أو تقيّدَ ما تحتاجُ إلى تقييدهِ ، وأعظمُ ما يجعلُ القراءةَ ناقعةً هو وجودُ قلمِ رصّاصٍ تسجّلُ بهِ أهم النقاطِ وأرأسها ، لكي تكونَ لكَ كالمُلخّصِ ، ترجعُ إليهِ وقتَ الحاجةِ . واجتنبْ - تماماً - الكتابةَ بقلمٍ لا يزولُ أثرهُ ، فإنّ ذلكَ يشوّهُ الكتابَ ، وربّما أتلفهُ . سادساً : لا بُدَّ من استكمالِ أدواتِ القراءةِ الصحيحةِ ، من إضاءةٍ ، وبعدٍ عن ضجيجٍ ، وجلسةٍ مناسبةٍ ، إضافةٍ إلى خطٍ واضحٍ للكتابِ ، واحذرْ أن تقرأ وسطَ الضوضاءِ ، أو الصوتِ الصاخبِ ، أو حالَ الأكلِ ، أو وأنت تتكلّمُ ، فإنّ ذلكَ غيرُ مجدٍ ، ولا نافعٍ ، سابعاً : اجعل أوّلَ ما تقرأهُ من أي كتابٍ مقدّمتَهُ ، ثمّ فهارسهُ ، وذلك حتى تعرفَ ما يحتويهِ هذا الكتابُ ، وكذلك لتأخذَ عنهُ تصوّراً كاملاً ، وتعرفَ مفاتيحهُ ، وأهم ما يحتوي عليهِ . وقد كانت هذه هي طريقةَ الشيخِ على الطنطاوي . ثامناً : لا تعجزْ أمامِ أي كتابٍ ، أو تستسلمْ ، بل اقرأ واقرأ ، وما لم تفهمهُ بالكتابةِ فاسأل عنهُ ، وكن سؤولاً مُلحّاً ، حتى لو كانَ المسئولُ أصغرَ منكَ ، فالعلمُ يحتاجُ إلى سؤالٍ ومذاكرةٍ . تاسعاً : بعضُ الكتبِ - خاصّةً كتبُ التخصّصِ - لا بدَّ من قراءتها أكثرَ من مرةٍ ، ولا يمنعكَ قراءةُ الكتابِ مرةً واحدةٍ ، أن تقرأهُ مرةً أخرى ، بل تكرارُ القراءةِ يرسّخُ العلمَ ، ويثبّتهُ .وفي ترجمةِ بعضِ المحدثينَ أنّه قرأ صحيحَ مسلمٍ أربعينَ مرةً . عاشراً : إذا مرّ عليكَ شيءٌ احتجتَ إلى تقييدِه ، فاجعلْ همّتكَ الأولى أن تحفظهُ ، فإن لم يمكنكَ حفظهُ إمّا لطولهِ ، أو لضعفِ الحفظِ ، فسجّلهُ في دفترٍ خاصٍ ، وذلكَ حتى لا يضيعَ عليكَ مكانهُ مع بعدِ العهدِ عن الكتابِ ، ومن أحسنِ الطرقِ لتثبيتِ ما قرأتهُ في ذاكرتكَ : أن تحدّثَ بهِ غيركَ ، وأن تنشرهُ للنّاسِ ، فإنّ ذلكَ أدعى لحفظهِ ، ولرسوخهِ في الذهنِ . وقد كانتْ وصية ابنُ الجوزي لطلابهِ أن يحفظوا ما أرادوا قراءتهُ ، فإن لم يمكنهم ذلك يكتبوه ويقيّدوهُ . وماذا عن الحفظِ ومنزلتهِ ؟ . الحفظُ ضروريٌّ جداً ، وهو أكبرُ عدّةٍ للعلم ٍ ، والعلمُ مع الفهم ِ ، كرجل ٍ ميكــــانيـــكي ، لهُ خبرة ٌ بالصيانةِ وإصلاح ِ العطل ِ ، ولكنهُ لا يملكُ العدة َ الكافية َ ، فهذا لا ينفعهُ فهمهُ وخبرتهُ لكي يصلحَ السّيارة َ ، وذلكَ لعد مِ وجودِ العدّةِ . وكذلكَ الحفظُ والفهمُ ، فالطالبُ لو رُزقَ فهماً بلا حفظٍ ، فإن ثمرة َ علمهِ ستقلُّ كثيراً ، وسيحتاجُ إلى نظر ٍ في الكتبِ كلّما احتاجَ إلى الكلام ِ في العلوم ِ . والحفظُ ضربان ِ : منهُ غريزيٌّ فطريٌّ ، ومنهُ كسبيٌّ . فالأوّلُ : أصبحَ الآن نادراً جدّاً ، فقلَّ أن نجدَ رجلاً رُزقَ حافظة ً كبيرة ً ، وجُبلَ على ذلكَ ، وقد كانوا يوجدونَ قديماً ، ولا زالَ يوجدُ منهم بقايا ، إلا أنّهم قلّة ٌ قليلة ٌ ، والسببُ أنّ كثرة َ الشغل ِ ، وضعفَ الخلق ِ ، وانصرافَ الهمم ِ إلى التوافهِ ، أعقبَ - بمرّ الزمن ِ - ضعفاً في الحفظِ ، وبطئاً فيهِ . وأمّا الثّاني : فهو الذي عليهِ المعوّلُ الآنَ ، وذلكَ أن يتعاطى الطالبُ من أسبابِ الحفظِ ما يعينهُ على تثبيتِ حفظهِ ، وذلك كارتيادِ أماكنَ صالحةٍ للحفظِ ، وكذلك أن يكرّرَ المحفوظَ مرّاتٍ ومرّاتٍ حتى يحفظَ ، ومن ذلكَ أن يختارَ في حفظهِ الأسهلَ ثم الأسهلَ ، ثمّ مع مرور ِ الوقتِ تتكوّنُ لديهِ ملكة ٌ صالحة ٌ في الحفظِ ، ويكونُ ذهنهُ قد اعتادَ على سرعةِ الحفظِ والاستيعابِ . وفي الحفظِ يُبدأ بالأهمّ فالأهم ِ . فمثلاً : في العلوم ِ الرئيسةِ يحفظُ فيها متناً مختصراً ولا بدّ ، وليحرصَ على أن يكونَ المتنُ نظماً وشعراً ، فهو أسهلُ للحفظِ ، وإن لم يوجدْ متنٌ منظومٌ ، فليحرصْ على متن ٍ تكونُ ألفاظهُ سهلة ٌ ، وتراكيبهُ غيرُ معقّدةٍ ، وذلكَ ليتمرّن الذهنُ عليها . وإذا حاولَ الشخصُ حفظَ مادّةٍ ، ثمّ كلّ ذهنهُ عن المواصلةِ ، لعُسر ِ مسالكِ تلكَ المادة ِ ، فليتركها ، ويحفظْ غيرها ، فإن من لم يستطعْ شيئاً فليتركهُ ، وليجاوزهُ إلى ما يقدرُ عليهِ . والحفظُ في الصغر ِ أجدى وأنفعُ ، ولكنّه في الكبر ِ كذلك ممكنٌ ، بل وسهلٌ متيسّرٌ ، وقد ذكرَ الشيخُ : يحيى اليحيى عن أبيهِ ، أنّ أباهُ حفظَ القرءانَ بعد تقاعدهِ ، وقد سردَ لهُ مرة ً ثلاثة َ أجزاءٍ سرداً وهذاً من حفظهِ ، دون أن يسقطَ حرفاً واحداً . وأعرف طفلاً عجمياً يحفظُ القرءانَ وهو دون التاسعةِ من عمرهِ ، وقد رأيتهُ واختبرته ، فكان - ما شاء اللهُ - حافظه ً ، ولا يسقطُ حرفاً واحداً من القرءان ِ . وأهمّ ما ينبغي حفظهُ كتابُ الله تعالى ، فهو علمٌ ودرسٌ ووعظٌ وتأريخٌ وهدى ونورٌ ، فمن حفظهُ فقد فُتحَ له خيرٌ كثيرٌ ، وهو بحمدِ الله كتابٌ ميسّرٌ للذكر ِ ، وللحفظِ ، ومن رام حفظهُ حفظهُ ، وأعرفَ شخصاً كان يحفظُ من القرءان ِ قدراً لا بأسَ بهِ ، ثم انكفأ على نفسهِ في شهر ٍ واحدٍ ، حتى أكملَ حفظهُ كلّهُ . وبعدَ القرءان ِ أو معهُ لا بدّ من حفظِ شيءٍ من السنّةِ النبويّةِ على صاحبها الصلاة ُ والسلامُ ، مثل الأربعين ِ النوويةِ وتتمتها لابن رجبٍ ، ثم بعد ذلكَ عمدة الأحكام ِ للمقدسي ، ثم كتابُ بلوغ ِ المرام ِ لابن حجر ٍ ، ثم ينظرُ في أحاديثِ رياض ِ الصالحينَ ، ويحفظُ ما أمكنهُ منها ، وإن قدرَ على القراءةِ في كتبِ السنّةِ الأخرى ، وكرّرَ القراءة َ ، فلا بدّ - إن شاءَ اللهُ - مع مرور ِ الوقتِ من حفظِ عددٍ كبير ٍ منها ، أو ترسّخهُ في ذهنهِ . وتكرارُ أي مادةٍ علميّةٍ سيجعلها مركوزةٍ في الذاكرةِ ومحفورة ً فيها ، ولن تغيبَ بحول ِ اللهِ وقوّتهِ . ولا بدَّ كذلكَ في الحفظِ من مذاكرتهِ ومعاهدتهِ ومراجعتهِ ، وذلكَ أن الحفظَ يُنسى مع الأيام ِ ، فإن لم يتعاهدهُ الرجلُ ، ويكرّرِ النظرَ فيهِ مع الأيام ِ ، وإلا أوشكَ أن يضيعَ سريعاً ، وتذهبَ بركتهُ . وفي الحفظِ : من رامَ الحفظَ جملة ً ، ضاعَ منهُ العلمُ جملة ً . وابدأ بصغار ِ العلم ِ في الحفظِ ، تؤتى كبارهُ وثمارهُ . الحادي عشرَ : اجعلْ قاعدتكَ في القراءةِ : أن تقرأ الكتابَ كلّهُ ، أو أن تتركَهُ كلّهُ ، وذلكَ لتتحمسَ للقراءةِ لكلِّ الكتابِ ، حيثُ أنّ القراءةَ العشوائيةَ ، أو الانتقائةَ لا تصلحُ أبداً ، وهي إلى اللعبِ أقربُ منها للفائدةِ ، اللهمَ إلا لباحثٍ متخصّصٍ ، همّهُ الرجوعُ إلى بطونِ الكتبِ لاخراجِ الفوائدِ ، واستكمالُ بحثهِ . الثاني عشرَ : احرصْ على قراءةِ أخبارِ أهلِ العلمِ ، المهتمينَ بالقراءةِ ، أو الذينَ كانت لهم همّة عاليةٌ في البحثِ والقرءاةِ والمثابرةِ ، كما حصلَ للجاحظِ ، وابن الجوزي ، والغزالي ، وابن تيمية ، وابن القيم ، وابن حجرٍ ، والسيوطي ، والآلوسي ، والرافعي ، والعقاد ، وعلي الطنطاوي . فأخبارُ هؤلاءِ - كما في تراجمهم - مليئةٌ بما يشرحُ الصدرَ ، ويزيدُ في الهمّةِ ، ويحثُّ على السيرِ في نهجهم وطريقهم . الثالث عشر : احذرْ من ادمانِ قراءةِ المجلاّتِ ، أو الجرائدِ ، أو مشاهدةِ التلفازِ ، فهذه أعظمُ الصوارفِ عن القراءةِ النافعةِ ، بل هي من أعدائها ، واجعلْ قراءتكَ في الجرائدِ والمجلاتِ بقدرِ الضرورةِ فقط ، اللهمّ إلا إن كانتِ المجلةُ مجلّةً علميةً ، أو متخصّصةً في مجالِ دراستكَ ، فحينئذٍ تأخذُ حكمَ الكتابِ ، كما هو الحالُ في مثلِ مجلّةِ البيانِ ، أو مجلّةِ الأزهرِ ، أو مجلّةِ البحوث العلميّةِ ، وغيرها . الرابع عشر : هناكَ بعضُ العلماءِ لا بد أن تقتني كلّ كتبهم ، حتى لو كانت في غيرِ تخصصكَ ، وذلكَ لما تحتويهِ من الفوائدِ العظيمةِ ، وكذلكَ عذوبةُ منطقهم ، وحُسنُ إيرادهم . وذلكَ أمثالَ كتبِ : الجاحظِ ، وابنِ قتيبةَ ، وابنِ الجوزيِّ ، وابنِ كثيرٍ ، والماورديِّ ، وابنِ قدامةَ ، وابنِ تيميةَ ، وابنِ القيّمِ ، والذهبيِّ ، وابنِ كثيرٍ ، وابن مُفلحٍ ، وابنُ حجرٍ ، والسيوطيِّ ، والسفّارينيِّ ، والشوكانيِّ ، وصدّيق حسن خان ، والرافعيِّ ، وسيّد قطب ، ومحمد قطب ، ومحمود شاكر ، وابنُ عثيمينَ ، وبكر أبو زيد ، وغيرهم .







التوقيع

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"]`·.·`¤¦¤( سطـــور ليست للقراءه فقــط )¤¦¤`·.·` رهيف الاحسااس المجلس العام 5 01-26-2007 02:27 PM


الساعة الآن 02:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل