دمنا يغلي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجلس أمام جهازي كل مساء لأشارك أهلي وإخوتي وأساتذتي في مجلسنا العامر ..مجالس هذيل .
وأمامي شاشة التلفاز صور تجعل أصابعي ترتعش على الكيبورد قهرا وخوفا على أهلنا في غزة ..
أسلحة محرمة دوليا تستخدم ضدهم هناك ..
أطفال أصيبت بالعمى .
رأيت طفلة تبتسم وقد فقدت قدميها ..
رايت شيخا هرما محدق في ارضه كأنه يريد أن يودعها بدموعه .
رايت الماً لم اراه في حياتي ..
رايت إسرائيل تتبجح بإنتصاراتها وبطولاتها على أجساد الأطفال والعجائز ..
رأيت أمتي تنزوي بعيدا عن كل مايحصل حتى أنها عجزت عن الكلام .
الدموع لم تعد تجدي ..
رأيت في العالم شرفاء ..
رايت في أمتي خيانة ..
تذكرت حينها قصيدة أرسلها أرسلها عبد الله بن المبارك إلى العالم الجليل الفضيل بن عياض ...
يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْـَنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ
مَنْ كانَ يخضبُ خدَّه بدموعِه ... فنحورنُـا بدمـائِنا تَتَخْضَبُ
أوكان يتعبُ خيله في بـاطل ... فخيـولنا يوم الصبيحة تتعبُ
ريحُ العبيرٍ لكم ونحنُ عبـيرُنا ... رَهَجُ السنابكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقد أتـانا مـن مقالِ نبيِنا ... قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يَكذبُ
لا يستوي غبـارُ أهلِ الله في ... أنفِ أمرئٍ ودخانُ نارٍ تَلهبُ
هذا كتابُ الله ينـطقُ بيننا ... ليسَ الشهيدُ بميـتٍ لا يكذبُ
ويقال أن الفضيل لما قرأها ذرفت عيناه..
بغض النظر عن صحة القصة والقصيدة ..
ولكن نحن هنا على أنفسنا فأصبحا أكثر هوانا لدى الدنيا ومن فيها ..
أعذروا بعثرتي ولكن دمي يغلي ....وأمتي خائفة ...وبوصلة الموت تشير إلينا ..
والأمم تكالبت علينا ...من يستلذ بنوم وطعام بعد اليوم ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
|