العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-20-2009, 01:28 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشاري العقيلي الهذلي غير متواجد حالياً


04 حكم الإستعانة بالجن في أمور مباحة؟؟؟؟؟؟

الحمد لله القائل ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل ( اقتلوا كل ساحر وساحرة ) ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذا كلام لشيخي الفاضل الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي حفظه الله ، في بيان الاستعانة بالجان ، وهو عبارة عن رد على الشيخ عبد المحسن العبيكان سلمه الله ، حينما أجاز الإستعانة بالجان ، فنقلت منه هذا الفصل لأهميته قال حفظه الله :
فصل
في ذكر الأدلة على امتناع ذلك شرعاً
لا شك أن الجان خلق من خلق الله موجود ، له صورته وماهيته ، وله اتصال بالإنس في صورٍ شتى ، ومحل كلامنا هو الاستعانة بهم : أي طلب العون منهم .
وهذا لا يجوز لو كان بطريقة لا شرك فيها ولا وثنية .
أما إن كانت عن طريق الشرك بالاستغاثة بهم ، وتقديم القرابين لهم ، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج عن الملة ، ولا شك في كفر من استعان بهم كذلك ، بل وكفر من لم يكفّره .
قال شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه - في رسالته " نواقض الإسلام " : ( الشرك في عبادة الله تعالى ، قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48) وقال : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)(المائدة: من الآية72) ، ومنه الذبح لغير الله ، كمن يذبح للجن أو للقبر ) .
وكذلك الاستعانة بهم في أمر محرم من الصرف والعطف والسحر ونحوه ، فإنه من الكفر بالله تعالى ، قال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102) .
ومحل الكلام هنا : عن الاستعانة بهم بغير طريقة محرمة ، وفي غير أمرٍ محرم .
وهذا حرام لا يجوز ، ومن أباح ذلك مأبون في دينه ، مردود الشهادة ، لأدلة عدة ، ومنها :
الدليل الأول : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه طلب العون من الجن وإن تبدوا له ، بل لم يثبت أنه استخدمهم في مهمة من المهمات ، مع كثرة ما يعرض له من ذلك ، ولم يكلفهم النبي صلى الله عليه وسلم بشيٍ من الأعمال إلا ( النذارة ) و ( تبليغ الرسالة ) لمن ورائهم من الجن .
وأما غزواته وحروبه ، وسائر شؤونه من : التطبيب أو البحث عن المفقودات : فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يطلبهم ، ولا يستخدمهم ، ولا يسألهم عن أمرٍ غائب ، أو علّة خفية ، وهذا واضح أشهر من أن يذكر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( والنوع الثالث أن يستعملهم في طاعة الله ورسوله ، كما يستعمل الإنس في مثل ذلك ، فيأمرهم بما أمر الله به ورسوله وينهاهم عما نهاهم الله عنه ورسوله كما يأمر الإنس وينهاهم ، وهذا حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وحال من اتبعه واقتدى به من أمته وهم أفضل الخلق ، فإنهم يأمرون الإنس والجن بما أمرهم الله به ورسوله ، وينهون الإنس والجن عما نهاهم الله عنه ورسوله ... ) [ الفتاوى : 13/88 ] .
وقال [ 13/89 ] : ( فلم يستخدم الجن أصلاً ، لكن دعاهم إلى الإيمان بالله ، وقرأ عليهم القرآن ، وبلغهم الرسالة ، وبايعهم كما فعل بالإنس ) .
الدليل الثاني : أن الله تعالى خصّ نبيه سليمان عليه السلام باستخدام الجن آية ومعجزة ومن زعم أنه يستخدم الجان فقد ضاهى سليمان في معجزته ، وأدعى لنفسه خصيصة النبوة من حيث لا يشعر ! .
قال الله تعالى : ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (النمل:17) . وقال تعالى : ( وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ)(سـبأ: من الآية12) .
وتأملوا أن خدمتهم له عليه السلام ما جاءت إلا بأمر من الله تعالى حيث قال سبحانه : (وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) .
فمن أين جاء الأمر لهؤلاء الدجاجلة حتى يستخدموا الجن ؟! .
وقال تعالى : ( وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ) (ص:37- 38) .
وقد كان عليه السلام - دعا ربه عز وجل أن يهبه ملكاً لا ينبغي لأحدٍ بعده فقال : ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (ص:35) .
فأجاب الله دعوته ، فكان من ملكه : خدمة الجن له ! ، ولو جاز لأحدٍ أن يستخدمهم ما كان لسليمان ميزة عليه ولا شرف ، وما كانت دعوته ماضية مقبولة ! .
وما أتم أدب النبي صلى الله عليه وسلم عندما ربط بعض الجان في سارية فقال : ( وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد ، ثم ذكرت دعوة أخي سليمان فأرسلته ) .
فهلاّ تأدب هؤلاء الدجاجلة بأدب الأنبياء والمرسلين ، ويتركون سنة السحرة والمشعودين ؟! .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( والذين يستخدمون الجن في المباحات يشبه استخدام سليمان ، لكن أعطي ملكا لا ينبغي لأحدٍ بعده ، وسخرت له الجن والإنس ، وهذا لم يحصل لغيره ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما تفلت عليه العفريت ليقطع صلاته قال : ( فأخذته فذعته حتى سال لعابه على يدي ، وأردت أن أربطه إلى سارية من سوار المسجد ، ثم ذكرت دعوة أخي سليمان فأرسلته ) فلم يستخدم الجن أصلاً ، لكن دعاهم إلى الإيمان بالله ، وقرأ عليهم القرآن ، وبلغهم الرسالة ، وبايعهم كما فعل بالإنس ) [ الفتاوى : 13/89 ] .
الدليل الثالث : أن عالم الجن : عالم غيبي لا يجوز للمرء تعمد حضوره ولا قصد مشاهدته ، ولا أدلّ على ذلك أكثر مما ورد في أحداث ليلة الجن عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حتى وصل إلى موطن فخط خطاً حول ابن مسعود ، وقال : ( لا تبرحن خطك فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لا يكلمونك ) ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد ، فبينا أنا جالس في خطي إذ أتاني رجال لهم الزُّطّ : أشعارهم وأجسامهم ، لا أرى عورة ، ولا أرى قشرا ، وينتهون إليّ ولا يجاوزون الخط ، ثم يصدرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي .
الدليل الرابع : أن عادة الجن جرت على أنها لا تخدم الإنسان إلا بمقابل من صرف شيٍ من أنواع العبادة لها ، أو امتهان ما له حرمة ، وبغير ذلك لا تحضر وتخدم الإنسان إلا باستثناء وأمرٍ إلهي ، كما حصل للجن مع سليمان عليه السلام ، وهذا خاص به دون غيره من الأنبياء فضلاً على سائر البشر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الإخبار بالأمور الغائبة كما يخبر الكهان ، فإن في الإنس من له غرض في هذا ، لما يحصل به من الرياسة والمال وغيره ، فإن كان القوم كفاراً كما كانت العرب لم تبال بأن يقال : إنه كاهن ، كما كان بعض العرب كهاناً ، وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفيها كهان ، وكان المنافقون يطلبون التحاكم إلى الكهان ، وكان أبو أبرق الأسلمي أحد الكهان قبل أن يسلم ، وإن كان القوم مسلمين لم يظهر أنه كاهن ، بل يجعل ذلك من باب الكرامات ، وهو من جنس الكهان ، فإنه يخدم الإنسي بهذه الأخبار إلا لما يستمتع به من الإنسي ، بأن يطيعه الإنسي في بعض ما يريده إما في شرك وإما في فاحشة وإما في أكل حرام ، وإما في قتل نفسٍ بغير حق ) .
الدليل الخامس : أن الله تعالى كفر الذي يستعيذون بالجن من مردة الجن ! ، والاستعاذة طلب واستعانة ، ولم يكونوا يقولون هذا إلاّ إذا نزلوا في الأودية ! ، فلا يمتنع أن يكون كبير الجن يسمع كلامه ، ولم يطلبوا منه ما لا يستطيعونه ، ومع ذلك كفرهم الله عز وجل ، قال تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ) (الجـن:6) .
وهؤلاء الذين يعرضون الخدمة عليهم يختفون عنه ولا يُعلم هم عنده أم لا ، فيطلبهم ويناديهم ، وبذلك حصلت المكيدة الجنيّة الشيطانية ، فيناديهم ويستنجد بهم ، حتى يحضروا هذه العملية ، أو يسألهم عن علة هذا المريض ! .
وقد أخبرني من لا أتهمه أنه لم زار الدجال الحجازي وسأله عن الجان أين هم : أخذ يناديهم بأسماء غريبة لا تفهم ! وهو يتمتم ويلتفت يميناً وشمالا .
أفلا يكون هذا من الشرك بالله تعالى ، ومن مكائد إبليس وجنده حتى صار من يدعي الديانة والعلم يستغيث بهم ويستنجد ؟! .
الدليل السادس : أن الله تعالى يقول : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ )(الأعراف: من الآية27) .
وهؤلاء الدجاجلة يزعمون أن الجن يظهرون لهم متى شاءوا ، ويشاركونهم في العمليات وتطبيب الناس ، وهذا من الكذب الصراح ، المصادم لحقيقة معنى ( الاجتنان ) وهو ( الاختفاء ) فسميت الجن جنا لاختفائها عن الأبصار ، والله تعالى يخبر بأننا لا نراهم أي على صورتهم أما صورة غيرهم من البشر أو الدواب والهوام ، فيصير ذلك ، والمرئي ليسوا هم ، وإنما ما تصوروا بصورته ، وعليه كيف يزعم هؤلاء الدجاجلة أنهم يرون الجن من حيث لا يراهم الناس ؟!.
نقل ابن عساكر في كتاب " سبب الزهادة في الشهادة " بإسناده عن حرملة بن يحيى قال : سمعت الشافعي يقول : من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته ، لقول الله تعالى : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ )(الأعراف: من الآية27) .
ونقل مثله عن الربيع بن سليمان عن الشافعي ، وزاد : إلاّ أن يكون نبياً .
قلت : فهؤلاء لا شهادة لهم حيث لا دين لهم ولا صدق .
الدليل السابع : قال الله تعالى : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:128) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( قال غير واحد من السلف : أي كثير من أغويتم من الإنس وأضللتموهم ، قال البغوي : قال بعضهم : استمتاع الإنس بالجن ما كانوا يلقون لهم من الأراجيف والسحر والكهانة ، وتزيينهم لهم الأمور التي يهيؤنها ويسهل سبيلها عليهم ، واستمتاع الجن بالإنس طاعة الإنس لهم فيما يزينون لهم من الضلالة والمعاصي ، قال محمد بن كعب : هو طاعة بعضهم لبعض ، وموافقة بعضهم بعضا ، وذكر ابن أبي حاتم عن الحسن البصري قال : ما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت والإنس عملت ) [ الفتاوى : 13/80 ] .
قلت : وأي استمتاع أكمل وأتم من أن يستخدم أحد هؤلاء الدجاجلة الجان ، ويطببون له المرضى ، ويجرون له العمليات ، ويشخصون له الأمراض وأماكنها ، بل ويقضون له الحاجات البعيدة ؟! .
وقال الطبري : ( وأما استمتاع الجن بالإنس، فإنه كان فيما ذكر، ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعاذتهم بهم، فيقولون : ( قد سدنا الجن والإنس) ) [ تفسير الطبري : 5 / 343 ] .
قلت : وهؤلاء الدجاجلة يعظمون الجن ويرون بأنهم أعلم بالطب ، وحاجتهم إليهم كبيرة ، بل لم يكن لهم منزلة بين الناس ، ولم تزدحم الغوغاء عند أبواب منازلهم : حتى استعانوا بالجن واستخدموهم ! .
الدليل الثامن : الجن خلق من خلق الله يعتريهم الجهل والقصور ، ولا يعلمون ما غاب عنهم إلا بالطريقة الخلقية من خبرٍ أو نظر ، فكيف تستطيع الجن أن تعرف خبر علة خفية ، أو عينٍ نفسية ، وهي التي مكثت سنة كاملة بين يدي سليمان عليه السلام تخدمه بكل تعب عناء ، وما علمت بموته ؟! ، قال تعالى : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) (سـبأ:14) .
الدليل التاسع : أن الجن أضعف من أن تحلّ وكاءً أو ترفع عوداً عن فيّ الإناء ! ، فكيف لها أن تجري العمليات الجراحية ؟! .
فقد ثبت في " الصحيح " أنها لا تحل وكاء ذكر اسم الله عليه ، ولا ترفع عوداً وضع بسم الله .
بل هي تعجز عن تطبيب نفسها بما ليس طباً له في شرع الله وقدره ، فكيف يطلب منها أمثال هذه الأطباب ؟!
الدليل العاشر : أن مجرد إخبارهم لا يجوز أخذه على باب التصديق ، فالأصل فيهم الكذب والخديعة والمكر .
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة عن الجان الذي جاءه في الليل ليسرق : (( صدقك وهو كذوب )) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( فأحوالهم شبيهة بأحوال الإنس ، ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد ، أجهل وأكذب وأظلم وأغدر .. ) .
وكذاب الحجاز - الذي يبرر العبيكان فعله وأشباهه يسأل جنّه !! في كل حالات علاجه !! للمرضى ؟! ، والناس يسمعون كلامه ولا يسمعون كلامهم ، وإنما يرون حركات يده ! تنقبض وتنفرج علامة للموافقة والمخالفة ؟! ، وهو يسأل : ما به ؟ ، هل به عين نفسية ؟ ، وهل معها حارس من الجن ؟ ، وهل ، وهل .
ويزعم أن خدّامه من الجن يبلغون اثني عشر ألف جنّي ، بل يزيدون ؟! .
فهلاّ خدم المسلمين وإياهم ، وحرروا لنا فلسطين ، فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لن يغلب إثنا عشر ألف من قلة ) .
الدليل الحادي عشر : أن الصحابة رضوان الله تعالى ، والتابعين لهم بإحسان ، وأئمة الدين من أول التاريخ إلى اليوم ، وهم أهل الديانة والكرامة : لم ينقل عن واحدٍ منهم أنه استخدم الجن ، وبهداهم نقتدي ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) .
فلا يظن ظانٌ بأن ما يحصل لهؤلاء يعد من الكرامات ، بل هو من مكر الجن وتغريرهم بهم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج أو ان يطيروا به عند السماع البدعي أو أن يحملوه إلى عرفات ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به ) [ الفتاوى : 11/308 ] .
ولم يعرف استخدام الجن إلا عن أهل السحر والشعوذة والكهانة ، فقد قتل الحلاج حداً بعد أن ادعى أموراً عدة ومنها : استخدام الجن .
قال الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " عن أسباب قتله : ( وأسبابه بأنه يحيي الموتى وأن الجن يخدمونه ويحضرون ما يختاره ويشتهيه وأظهر أنه قد أحيى عدة من الطير ) .
إلى أن قال حفظه الله : فهذه عشرة أوجه تدل على المنع من استخدام الجن ، وتسخيرهم لخدمة الإنسي ، ولا يكون هذا لأحدٍ إلا بمعجزة ربانية ، وقد خص الله بها نبيه سليمان عليه السلام ، وما سوى ذلك ما هو إلاّ السحر والشعوذة ، نسأل الله العافية .
إلى أن قال حفظه الله :
وسئل شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى - عن حكم استخدام الجن من المسلمين في العلاج إذا لزم الأمر ؟ .
فأجاب رحمه الله : ( لا ينبغي للمريض استخدام الجن في العلاج ولا يسألهم ، بل يسأل الأطباء المعروفين، وأما اللجوء إلى الجن فلا ؛ لأنه وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم، لأن في الجن من هو كافر ومن هو مسلم ومن هو مبتدع ، ولا تعرف أحوالهم فلا ينبغي الاعتمـاد عليهم ولا يسألون ، ولو تمثلوا لك ، بل عليك أن تسأل أهل العلم والطب من الإنس . وقد ذم الله المشركين بقوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا )، ( سورة الجن - الآية 6 ) ، ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم، وذلك كله من الشرك ) [ مجلة الدعوة - العدد 1602 ربيع الأول 1418 هـ ص 34 ] .
إلى أن قال حفظه الله : تنبيه : اشتهر عند الكثير أن شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى يفتي بجواز استخدام الجن ، ويلبس دجال الحجاز بهذا في فتوى لشيخنا في ذلك ، ومن قرأ الفتوى يرى بأن الشيخ حكى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
وقد أخبرني الشيخ الثقة طارق بن شيهان الغويري بأنه سأل الشيخ محمد بن عثيمين قبل ذهابه للعلاج خارج المملكة أي قبل وفاته بمدة يسيرة ، وقال له : يا شيخ هناك من يقول بأنك تجيز استخدام الجن ؟ ، فالتفت الشيخ إليه وقال بغضب : يكذبون علي ، يكذبون عليّ ، مرتين ، أنا مجرد ناقل لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية .
وهذا هو الظن بشيخنا رحمه الله تعالى - .
وبهذا يتم المقصود ، وبيان قبح القول بجواز الإستعانة بالجان ، فضلاً على القول بجواز استخدامها ، فضلاً على إطلاق القول بتصديقها ، والله ولي التوفيق .
وكتب
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الطائف الحوية
الثامن من شهر شعبان سنة 1426هـ
فجزى الله الشيخ خير الجزاء ، ومن أراد الاستزادة فعليه البحث عن الملف كاملا في الانترنت بعنوان " تحذير أهل الإيمان من إباحة العبيكان الاستعانة بالجان " ، وهو موجود في موقع صيد الفوائد ، والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .






التوقيع

[blink][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ))[/grade][/blink]

آخر تعديل هذلي قديم يوم 02-20-2009 في 03:19 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمور تؤدي إلى الإنحراف الفكري وجب التنبيه عليها هذلي قديم المجلس العام 13 08-08-2008 09:42 PM
وفاة رجل أمن وإصابة ضابط من منسوبي مكافحة المخدرات إثر اشتباكهم مع عصابة انتحلت شخصيات رجال مباحث بجده رشيد السعيدي المجلس العام 9 03-09-2008 07:13 PM
برنامج لباحث في القرآن الكريم سلطان السويهري المجلس العام 0 04-08-2006 11:18 PM


الساعة الآن 10:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل