عروة بن الورد مع الفارس الهذلي + فائدة للمفسرين
بسم الله الرحم الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
,
,
حدث حر بن قطن أن ثمامة بن الوليد دخل على المنصور
فقال: يا ثمامة أتحفظ حديث ابن عمك عروة الصعاليك بن الورد العبسي.
فقال: أي حديثه يا أمير المؤمنين فقد كان كثير الحديث حسنه
. قال: حديثه مع الهذلي الذي أخذ فرسه. قال: ما يحضرني ذلك فأرويه يا أمير المؤمنين. فقال المنصور:::
خرج عروة حتى دنا من منازل هذيل
فكان منها على نحو ميلين وقد جاع.
فإذا هو بأرنب فرماها ثم أورى ناراً فشواها وأكلها ودفن النار على
مقدار ثلاثة أذرع وقد ذهب الليل وغارت النجوم.
ثم أتى سرحة فصعدها وتخوف الطلب فلما تغيب فيها إذا الخيل قد جاءت وتخوفوا البيات.
(قال) فجاءت جماعة منهم ومعهم رجل على فرس فجاء حتى ركز رمحه في موضع النار
وقال: لقد رأيت النار هاهنا. فنزل رجل فحفر قدر ذراع فلم يجد شيئاً.
فاكب القوم على الرجل يعذلونه ويعيبون أمره ويقولون: عنيتنا في
مثل هذه الليلة القرة وزعمت لنا شيئاً كذبت فيه.
فقال: ما كذبت ولقد رأيت النار في موضع رمحي. فقالوا: ما رأيت شيئاً
ولكن تحذلقك وتداهيك هو الذي حملك على هذا.
وما نعجب إلا لأنفسنا حين أطعنا أمرك واتبعناك. ولم يزالوا بالرجل
حتى رجع عن قوله لهم
فرجع الرجل ورجع القوم فاتبعهم عروة حتى إذا وردوا منازلهم تكمن
عروة في كسر بيت الرجل
وإذا بعبد أسود قائم عند المرأة يحدثها وقد أتاها بعلبة فيها لبن وقال:
اشربي يا سيدتي. فقالت: لا أو تبدأ فبدأ الأسود وشرب ثم شربت هذا وعروة يشاهد ذلك.
فجاء الرجل فقالت له المرأة: لعن الله صلبك عنيت قومك منذ الليلة.
قال: لقد رأيت ناراً. ثم دعا بالعلبة ليشرب فقال حين ذهب ليكرع: ريح رجل ورب الكعبة.
فقالت امرأته: وهذه أخرى وأي ريح رجل تجده في أنائك غير ريحك. ثم صاحت فجاء قومها فأخبرتهم خبره فقالت:
يتهمني ويظن بي الظنون. فأقبلوا عليه باللوم حتى رجع عن قوله.
فقال عروة: هذه ثانية.
(قال) ثم أوى الرجل إلى فراشه فوثب عروة إلى الفرس وهو يريد أن يذهب به. فضرب الفرس بيده ونخر. فرجع عروة إلى موضعه.
ووثب الرجل فقال: ما كنت لتكذبني فما لك. فأقبلت عليه امرأته لوماً وعذلاً.
(قال) فصنع عروة ذلك ثلاثاً ومنعه الرجل. ثم أوى الرجل إلى فراشه وضجر من كثرة ما يقوم فقال: لا أقوم إليك الليلة.
وأتاه عروة فجال في متنه وخرج ركضاً.
وركب الرجل فرساً عنده أنثى.
(قال عروة) فجعلت اسمعه خلفي يقول: إلحقي فإنك من نسله.
فلما انقطع عن البيوت قال له عروة بن الورد:::
أيها الرجل قف فإنك لو عرفتني لم تقدم علي أنا عروة بن الورد
وقد رأيت الليلة منك عجباً فأخبرني به وأرد إليك فرسك.
قال: وما هو?
قال: جئت مع قومك حتى ركزت رمحك في موضع نار وقد كنت أوقدتها فثنوك عن ذلك فانثنيت وقد صدقت.
ثم اتبعتك حتى أتيت منزلك وبينك وبين النار ميلان فأبصرتها منهما.
ثم شممت رائحة رجل في إنائك وقد رأيت الرجل حين آثرته زوجتك بالإناء وهو عبدك الأسود فقلت:::
ريح رجل. فلم تزل تثنيك عن ذلك حتى انثنيت.
ثم خرجت إلى فرسك فأردته فاضطرب وتحرك فخرجت إليه ثم خرجت وخرجت ثم أضربت عنه.
فرأيتك في هذه الخصال أكمل الناس ولكنك تنثني وترجع.
فضحك وقال: ::
ذلك لأخوال السوء و الذي رأيت من صرامتي فمن قبل أعمامي وهم هذيل.
وما رأيت من كعاعتي فمن قبل أخوالي وهم بطن من خزاعة.
والمرأة التي رأيت عندي امرأة منهم وأنا نازل فيهم فذلك الذي يثنيني عن أشياء كثيرة.
وأنا لاحق بقومي وخارج عن أخوالي هؤلاء ومخل سبيل المرأة.
ولولا ما رأيت من كعاعتي لم يقو على مناواة قومي أحد من العرب. فقال عروة: خذ فرسك راشداً.
قال: ما كنت لآخذه منك وعندي من نسله جماعة مثله فخذه مباركاً لك فيه.
قال ثمامة: إن له عندنا أحاديث كثيرة ما سمعنا له بحديث هو أظرف من هذا.
و من هذه القصة لعلنا نجد أكثر من فائدة
ثم اليكم هذه الفائده في تفسير الأحلام
و قد وردت في كتاب ( تعطير الأنام في تفسير الأحلام) لــ عبد الغني النابلسي
هـــذيـــل
هو في المنام رجل فقيه حسيب أديب بار لطيف، قليل المتاع، كثير الإتباع، سيد.
آخر تعديل عز الرفيق يوم 03-07-2009 في 11:39 AM.
|