04-26-2009, 08:49 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
بديوي الوقداني ..المتنبّي الثاني (( مقال ))
بديوي الوقداني شاعر نبطي من بادية الحجاز، ينتمي إلى قبيلة عتيبة.
سكن الطائف و توفي سنة 1296 هـ.
وكانت وفاته عن عمر يناهز 52 عاما ..كما تروي ادق الاخبار

بديوي الوقداني ..المتنبي الثاني
هذا اسم آخر الدواوين الشعريه ..التي جمع بها كم لا بأس به من قصائد الشاعر بديوي الوقداني(( رحمه الله ))
التي أرجّح .ضياع الكثير منها ... بسبب عدم التدوين
ومرد هذا الرأي ..انني ادركت ..رجلاً من كبار السن ., وقد توفي رحمه الله ., وهو من قبيلة الشاعر بديوي الوقداني
كان احفظ الأوائل ..لشعره..وكنت اسمع منه قصائد .يأبى ان يكتبها او يسجلها..
لكي ينفرد بإلقائها في المناسبات
وكثير من تلك الأبيات ..المتفرقه ..والقصائد ..المنصوفه .
لم اقرأها ..في اي كتاب من الكتب التي حوت بعض
من قصائد بديوي الوقداني ..وكان اكثرها شهره ..كتاب الازهار الناديه .من شعراء الباديه ..
للمؤلف ابن كمال
ولا يختلف اثنين ..على ان هذا الهرم الشعري ..كان شاعر امراء الاشراف في زمنه .
واشهر شعراء تلك الحقبه من الزمن.
اما كتابته للفصيح ..فأتت بعد تلقنه لشيء يسير من علم الأدب والنحو ., ولعلمه .بحب ابناء البيت الهاشميّ
لهذا الشعر ..حاول نظمه ., ولاكنه لم يكن بالأمر اليسير ., ولا نستطيع ابداً .ان نقول بأن الوقداني
.قد اجاد في ذلك..
ولو نصف اجادته للشعر النبطيّ.., ولاحتى اقل من ذلك
وانما هي مجرد محاولات ..تعطي اشارة .على قوّة شاعريّته المتدفقه لا اكثر
ولاكنه في المقابل ..كان فصيح اللفظ في شعره النبطيّ ..
الى حد انه يقترب من الشعر الفصيح في كثير من الأحيان
مثال
ان المنايا اذا مدّت مخالبها ***** تدركْ لو كنت في جوْ السما العالي
والشطر الأوّل شبيه جداً بقول ابو ذؤيب الهذلي
واذا المنيّة انتشبت اضفارها
كذلك
دع بلاد الذل .وارحل يا لبيب **** واغترب فا الكل في الدنيا غريب
وكذلك
كل من رام العلا يرقى لها **** سلّم الامجاد في أهــوالها
من تراخى عزمهُ مانالها **** وعنّها ما يقصر الباع الطويل
ولا اعتقد بأن مرد هذه الفصاحه في شعر بديوي الوقداني
الى ذلك القدر اليسير الذي تلقاه .من التعلّم فحسب
فأغلبيّة شعراء الحجاز ..كانوا يتّصفون بميلهم الى المفرده الفصيحه
مثل الشريف بركات ., وغيره من الشعراء الغير مشهورين
حيث كانت اللهجه الحجازيّه .كما ذكر الكاتب شكيب ارسلان .في رحلته الحجازيه الشهيره
هي اقرب اللهجات العربيه الى الفصحى
بل, ان الميل الى المفردة الفصيحه هو من ابرز سمات المدرسه الشعريه الحجازيه.
نزع الشاعر بدوي الوقداني في شعره .الى الفلسفه ..وعمق المضمون
حتى ان بعض ابياته ذهبت في الناس مذهب المثل ., والحكمة الخالده
مثل ..آخر زمان وكل من عاشر خبّر *** بغيت اقول الميّت ارجى من الحي
دنياك هذي كلها هز قاوق **** ما تعرف الصاحب من الي معاديك
ومنها
لا تصحب الخاين ولا تامن الــنوق **** وان لاح برّاق الحيا عذّرت فـــيك
الموت جايك لو تقع جوف صندوق**** دع عنك مابك من حــذر لا يعنيك
وهذا كثير في شعره ..ويفوق الحصر
كما عرف عن الشاعر اجادته لغرض الغزل ., ولكن لم يكن غزله اباحيّا
وكذلك لم يكن عذريّاً ..بحتاً.فكان يميل الى الوصف غير انه لا يتمادى به
فكان بذلك في مرحة وسط ..بين الإتجاهين ..حيث يصف ..ولاكنه يعف عن المستقبح
وروي عنه كثير من ابيات المواقف ., والتي كانت تتصف بالطرفة حيناً
وبقوّة الحجه حينا آخر ..
ومنها
انه أثناء جلوس بديوي عند الشريف كعادته كان معهم شخص يسمى العيوني
جيئ بأحد أقارب الشريف في حالة سكر فجلده الشريف في مجلسه
بحضور كل من بديوي والعيوني وعلم بديوي بعد ذلك بأن العيوني قد نشر هذا الخبر
وعند سؤال العيوني أكد بأن بديوي هو ناقل هذا الخبر للناس وعند حضور بديوي
للشريف سأله عن هذا الموضوع فقال بديوي
لي خمسة أشهر في البلد ماتعلمت ــــــــــ أسمع وأدع ماني ســــوات العيوني
وأحب راعي المذهب الزين والصمت ــــــــــ وان شفت أنا مااقول شافت عيوني
فضحك الشريف وكافأه
....ومنها ايضاً
جاء مجموعة من الأجانب الى الشريف وكان يطلق عليهم اسم قناصلة
وكلف بديوي بمرافقتهم في جولاتهم واستمر معهم عدة أيام ..
فقابله شخص وقال له أشوفك تقنصلت يابديوي فقال له بديوي القدم يتبع الرأس
فنقلت مقولته للشريف وعند حضوره لمجلسة سأله عن هذا الموضوع فقال
.
قالوا تقنصل ماتخـــــــاف الملامة ــــــــــ ماتستحي وأنته قطير ابن عباس
قلت العفو مااغوى دروب الهداية ــــــــــ الدرب واحد والقـــدم يتــبع الراس
وياكم أعلم في التيوس الهجاية ــــــــــ واللي يصاحب كلب للــــصيد لاباس
وهنا اختلاف في قافية الصدْر ..يرجح انه خطأ متواتر من الرواه
وذلك لأن الشاعر من فحول الشعراء .يستبعد ان يكون خطأ منه
وقد ادركت كثير من كبار السن ..يفضلونه على غيره ولا يزنونه بأحدٍ من اهل عصره
ولا بمن اتى بعدهم
واخيراً
ارجوا معذرتي على هذا المقال ..لأنه لم يكن مفصلاً وشافياً
وربما ان شاعر بحجم الشاعر بديوي الوقداني يفرض علينا الإيجاز..لأن المجلدات بإعتقادي
لا تفي هذا الشاعر حقه
بقلم :تركي الصخري
|
|
|