العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-20-2009, 03:23 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية أنا من تراب
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

أنا من تراب غير متواجد حالياً


افتراضي يحكى أن ...... (2)

[frame="6 80"]يحكى أن ...... (2)

يحكى أن ..............

أن النَّفْس خلق عجيب، آية من آيات الله، بطبيعتها تميل إلى الأسهل وإلى الأدنى، كالماء الجاري، يهبط الأودية والشعاب والمنخفضات، ورفعه يحتاج لهمة وكلفة وصبر وعناء ومشقة ومجاهدة؛ كذلك النفس تحتاج لذلك كله؛ لترقَ وتسمُ وتحلِّق، والبحر تقصد، يقول [ابن الجوزي] -عليه رحمة الله-: لو أُمر الناس بالصبر على الجوع لصبروا، ولو نُهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه، يقولون: ما مُنعنا منه إلا لشيء، والواقع يشهد، وأحَبُ شيءٍ إلى الإنسان ما مُنع. لماذا؟ لأن النفس محصورة مسجونة في البدن، فلا تحب أن تسجن وتحصر أخرى؛ بالتكاليف، في الأوامر والنواهي، يا نفس افعلي، ويا نفس لا تفعلي، هذا حرام وهذا حلال، وهكذا؛ ولذلك لو قعد الإنسان في بيته شهرًا باختياره ما صَعُب عليه ذلك، لكن لو قال له أبوه: لا تخرج هذا اليوم من بيتك، وقفل عليه باب غرفته لثقل عليه ذلك اليوم، وكأنه شهر، لماذا؟ لأن النفس تحب التحرر من القيود، والانطلاق والتفلت، فتراها تستلذ الحرام والشهوات، همها هواها، لكن صاحب الهمة العاقل الحازم يمنعها هواها، ويداريها، فيأخذها تارة بالعزائم، وتارة بالرخص،

ويستعيذ بالله من شرها، ويدعو بتزكيتها، لتزكو وتتربى، وتسمو وتترقى. هي من خلق الله عز وجل- والله أعلم بخلقه سبحانه وبحمده-. يُقْسم الله في كتابه أحد عشر قسمًا متتالية، قسمًا يتلوه قسم، والله يُقْسم بما شاء من مخلوقاته سبحانه وبحمده- يُقْسم على فلاح من زكاها، وخيبة من دساها، فيقول سبحانه: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا). أين جواب القسم؟ ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) وتزكيتها لا تقوم إلا بهمة عالية، يعقبها عمل خالص صالح صواب.
فزَكِّها؛ قد أفلح من زكاها. أبواب الخير المشروعة مُشرعة لك لتدخلها بهمة حازم، وأول هذه الأبواب: الفرائض. فما تقرب متقرب إلى الله بأحب من الفرائض، وهذه الأبواب نفعها قاصر، ونوع آخر نفعه متعد للغير، وما كان متعديًا فهو أولى، فخض لُجْة البحر بهمة، وادخل مع كل باب، واضرب في كل غنيمة بسهم، وعش مع كل طائفة على أحسن ما فيها، وخلِّ القنوات. من هذه الأبواب بلا ترتيب: حفظ كتاب الله، وتدبره، والوقوف عند حدوده، والائتمار بأمره، والانتهاء عن نهيه، تحكيمه والرضا به، فمالك إن تركت هذا الباب؟ اسمع لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما ثبت في صحيح الجامع: "لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار، لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار، يجئ القرآن يوم القيامة شفيعًا لصاحبه، فيقول: يا رب حّلْهْ، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول القرآن: يا رب زده، فيُلبس حلة الكرامة، فيقول: يا رب ارض عنه. فيرضى الله عنه، فيقول القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر أية تقرؤها" حرف منه بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ألم بثلاثين ويا خيبة البطالين!.
الحرفُ منه مُضَاعفٌ وميسرُ *** شَقي الذي عن حُكمهِ قدْ أعْرض
هُبُّوا إليه لحِفْظِه وتَأهبُوا *** وارجوا رِضَا الرحمنِ صُبْحا والمَسَا
ويقول -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح الجامع:" لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس خير لي من أن أعتق أربع رقاب، ومن أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا منه حتى فَرْجِه بفرجه" . يا للغنيمة الباردة! والله لا تتحقق اليوم إلا لأهل تحفيظ القرآن، أهل حلقات التحفيظ. هنيئًا لهم، ثم هنيئًا.


يحكى أن .............

[الإمام أحمد] رحمه الله يوم امتحن على القول بخلق القرآن فثبت على الحق ثبوت الجبال حتى أنه كان إذا أريد على ذلك تدور حماليق عينيه كالمجنون يؤتى بالسياط للمعتصم وبجلادين غلاظ القلوب قساة الأفئدة ليأمر كل واحد منهم أن يتقدم ليضرب الإمام بكل ما لديه من قوة سوطين وفى والمعتصم يقول للضارب شد قطع الله يدك ثم يقول المعتصم يا أحمد علام تقتل نفسك إني والله عليك لشفيق ويقول آخر أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم ويقول بعض بطانته الخبيثة التي هي أخبث من بطانة فرعون يقول يا أمير المؤمنين اقتله ودمه في عنقي فيقول المعتصم ويحك يا أحمد ما تقول فيقول أعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أقل به ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا فيغضب ثم يقول للجلاد تقدم أوجعه قطع الله يدك فيضرب الإمام والمعتصم يقول أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي فيقول أعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أقل به فيأمر الجميع بضربه ويقول شدوا قطع الله أيديكم حتى ذهب عقل الإمام وأغمى عليه داسوه بالأقدام كفوه على وجهه طرحوه على ظهره ثم يفيق ودماؤه تسيل خلعت أكتافه وهو ثابت كالطود الأشم هنا ينتقلون إلى أسلوب المناظرة فيتقدم أحدهم يناظر ويقول أولست تحسن كتاب الله يا أحمد إن الله يقول (ألم نجعل الأرض مهادا) أي خلقناها مهادا ويقول (إنا جعلناه قرآنا عربيا) أي خلقناه قرآنا عربيا فقال الإمام أحمد في هدوء المؤمن والله تعالى يقول (فجعلهم كعصف مأكول) أهي بمعنى خلقهم كعصف مأكول فألجم وسكت وتقدم آخر فقال الله يقول (الله خالق كل شيء) أو ليس القرآن شيئا فقال الإمام والله يقول (تدمر كل شيء بأمر ربها) فهل دمرت كل شيء أم دمرت ما أراد ربها فبهت وسكت ولا غرو من ذا يساوي بين تغريد البلابل والنعيق.
يقول أحدهم مغضبا وأنت لا تقول إلا كتاب سنة كتاب سنة فكان حال الإمام ينطق (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)
لسنا وإن عزبت أحلامنا وخوت *** منا الرؤوس بقول الزور ننبهر
وثبت الإمام أحمد عليه رحمة الله ونصر الله به السنة وكان بحق إمام هذه الأمة في علمه وثباته وتواضعه يقول أحدهم جزاك الله خيرا عن الإسلام يا إمام فيقول بل جزى الله الإسلام عني خيرا من أنا وما أنا رحمه الله من قدوة ماثلة إلى الآن.
قاد الهوى الفجار فأبقى دونه *** وأبت عليه مقادة الأبرار



يحكى أن .............

أن [زيد بن ثُعنة]؛ أحد أحبار اليهود اشترى تمرًا معلومًا من النبي صلى الله عليه وسلم- إلى أجل معلوم، وقبل الموعد بأيام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم- وقد فرغ من صلاة الجنازة على أحد المسلمين، ودنا إلى جدار ليجلس متعبًا صلى الله عليه وسلم- فيتقدم زيد فيأخذ بمجامع قميصه وردائه، وينظر إليه بوجه غليظ متجهم، ويقول: يا محمد ألا تقضني حقي؟ والله إنكم لمطل يا بني عبد المطلب، عند ذلك نظر إليه عمر وعيناه تدوران في وجهه من الغضب، ثم قال: يا عدو الله؛ أتقول لرسول الله ما أسمع، وتصنع ما أري؟ والذي بعثه بالحق، لولا ما أُحاذر من لومه لضربت بسيفي هذا رأسك، فيرتعد ويخاف ويضطرب إذ الكلام من عمر، وما أدراك ما عمر؟! وينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم- فينظر إلى عمر صلى الله عليه وسلم- ويبتسم في سكون وتؤده، ثم يقول: يا عمر؛ أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك؛ أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن الطلب، اذهب يا عمر فأعطه حقه، وزده عشرين صاعًا جزاء ما روعته. انطلق عمر وأعطى الرجل حقه، وزاده عشرين صاعًا، فقال زيد: ما هذه الزيادة يا عمر؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم- أن أزيدك جزاء ما روعتك، فتلألأ وجه زيد بالبشر، قال: ألا تعرفني يا عمر، قال: لا، قال: أنا زيد؛ حبر اليهود، لم يكن من علامات النبوة شيء إلا عرفته في وجه رسول الله إلا علامتين؛ أنه يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، وقد عرفتهما الآن، فأشهدك يا عمر أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًا، وأشهدك يا عمر فوق ذلك أن شطر مالي صدقه على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بالله شدة وعنف تقابل من رسول الله صلى الله عليه وسلم- بحلم عظيم تجعل ذلك ينضم لهذا الدين، ويبذل له نصف ماله في أول لحظات إسلامه! (وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)
[/frame]






رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يحكى أن ... (1) أنا من تراب المجلس العام 8 05-20-2009 07:14 PM
خيال يحكي الواقع!!!!! مشاري العقيلي الهذلي المجلس العام 4 12-13-2008 11:48 PM
ملطوشات ( 4 ) محشش يحكي قصة لصديقه وافي المجلس العام 2 08-16-2007 10:10 PM


الساعة الآن 03:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل