ايام هذيل وحروبها

كانت كل قبيله في الجاهليه بمثابة دوله مستقله لها كيانها الخاص فشعبهايتكون من افرادها وابنائها

وكان لها وطنها وحرمها الذي تحافظ عليه وترعاه وتدافع عنه وتحميه ولذلك كانو يسمونه الحمى لأنه يشتمل على الأرض

التي تقوم عليها مضارب القبيله , ومناطق الكلا التي ترعى فيها انعامها ودوابها .

وكانت العلاقات بين القبائل في الجاهليه تقوم غالبا على الحذر والتربص وانتهاز الفرصه والتنافس , كما يقع ذلك بين

الدول في كل العصور وعتبر الحذر و التربص والتنافس وانتهاز الفرص للظفربمال او شرف , وهذا هو مانراه بين

الدول في كل العصور , فهو تنافس في السياده والأستعمار وكسب الأسواق التجاريه ومناطق المواد الأوليه , ويعتبر

الصراع بين الدول الحديثه صوره لما كان بين القبائل البدويه القديمه .

وقبيلتنا هذيل مشهوره بكثرة الحروب والأيام التي خاضتها مع جيرانها من قبائل العرب , لفتت نظر العلماء والنقاد , فقال

يونس بن حبيب : ليس في هذيل الأ شاعر أو ساعيا او راميا فلآ خير فيه . فهذا يدل دلاله واضحه على كثرة شعرهم ,

ومن جهه اخرى يدل على فروسيتهم وشجاعتهم والحق يقال ان من يقرى اشعارنا يبهره كثرة حروبنا وايامنا التي قد لا

تحصر بحسب مأشاد به الكثير من العلماء وكانت هذه الحروب والأيام سببا قوي جعلت لقبيلتنا هذيل مهابه عند القبائل


وكانت اشهر الأيام لهذيل مع قبائل سليم , وخزاعه , وفهم , وكنانه , وجهينه , وهوازن , والأزد وغيرهم .


واحببت البدء بأيام هذيل مع فهم :

فمن اشهر الأيام لهذيل ( يوم نيات ) وكان مع فهم ويروى ان قوما من بني معاويه بن تميم بن سعد بن هذيل , ومعهم

غاسل بن غزيه الجربي وهو من هذيل كذلك , خرجوا يريدون فهما , فسارو حتى اذا بلغو السراه فلقو رجلا منهم فدلهم على بطن من فهم فبيتوهم وقتلوهم بين الأطراف , فخرجوا فسلكوا في شعب يقال

له الدرداء وقد لصقت سيوفهم بأغمادها بالدم . والقصه اطول من ذلك

ومما قاله غاسل بن غزيه الجربي في ذلك اليوم :

امن امية لا طيف ألم بنا
بجانب الفرع والأعراء قد رقدوا

وقد شهدت بني خوف يلفهم
تحت العجاجه منا عارض برد

حين السيوف بأيدي القوم ناهلة
تصدر عنهم وفيهم تاره ترد

.....................

ومن الأيام المشهوره ايضا بينهما يوم ( ذي حماط )


وفيه خرجت غازيه من بني قريم من هذيل يريدون فهما , وساروا حتى اصبحو على ماء يقال له ذو حماط .

الوقت نفسه خرجت غازيه من فهم يريدون بني صاهله من هذيل والتقى الجميع هنالك , فاشتغل القتال بينهما


وكانت الدائره على فهم , اذ قتلتهم بني قريم ولم يبقى منهم غير رجل واحد من بني هلال بن علقمه هرب عاريا ,


فقال سلمى بن المقعد القرمي من هذيل في ذلك اليوم :


وافلت منا العلقمي تزحفا
وقد خفقت بالظهر واللمة اليد

جريضا وقد القى الرداء وراءه
وقد ندر السيف الذي يتقلد

فوالله لولا قتلنا من وراءه
لظلت عليه أم شبلين تمعد

جمعنا عليهم طائفيهم بغارة
هزيم كما انقار الخباء المشدد

بطعن وضرب واعتناق كأنما
يلفهم بين الحمائط أبرد

............................

وكثيرا ماكانت هذيل تتغلب على فهم وتقتلهم وتبيح ديارهم , ومما يروى من ذالك يوم ( صوره ) الذي يرويه الجمحي ,

وخلاصته ان قوما من فهم يقال لهم بنو لأي وكان سيدهم رجلا منهم يقال له حبيب , قد امسو بصوره وهو موضع قرب

صدر يلملم , فعلم بأمرهم بنو قريم بن صاهله من هذيل , فبيتهم بني قريم وقتلو حبيبا سيدهم وأباحوا دارهم , فقالت في

ذلك امرأة من فهم , يقال لها ذئب ابنة نشبه بن لأي :


ألا ان يوم الشر يوم بصورة
ويوم فناء الدمع لو كان فانيا

لعمري لقد أبكت قريم وأوجعوا
بجزعة بطن الغيل من كان باكيا

قتلتم نجوما لا يحول ضيفهم
و لا يذخرون اللحم أخضر ذوايا

عماد سمائي اصبحت قد تهدمت
فخري سمائي لا أري لك بانيا

فهذه المرأه ترثي القتلى وتصور جزعها وأساها على سيد القوم حبيب وتصف ما حل بهم من عظم المصيبه , وهول

الفجيعه , التي انزلتها بهم بني قريم من هذيل حيث فتكو بهم , واباحو دارهم في يوم صورة .


............................

ولعل يوم ( الغار ) كان من اشد الأيام التي كانت بين هذيل وفهم , وفيه خرجت غازيه من بني قين بن فهم يريدون

هذيلا , وحدث ان وجدو بطريقهم غازيه من بني صاهله ومن بني قريم من هذيل وذلك في موقع يقال له " أعين "

وكانت الدائره على فهم , وقال شاعر بني قريم :

يأأيها القين ألا تسفع

ان الدخان بالسراة ينفع

..................................

هذه بعضا من ايام هذيل مع فهم وقد يكون هناك ايام اخرى لم تذكر في مراجع البحث


نقلتها لكم من بحثي الخاص في بعض الكتب


مثل ( ديوان هذيل ) و ( اشعار هذيل )


وبأذن الله اعدكم بنشر المزيد من حروب هذيل وايامها مع الكثير من القبائل مثل :

سليم , وخزاعه , وكنانه , و جهينه , والأزد ,وهوازن وغيرهم

وتقبلو فائق احترامي وتقديري


أخوكم بن عادي العميري