علمتُ بأنِّي سأشتاقُ يوماً
لأنثى فتغدو بكلِّ البشرْ
لأنَّ الحنينَ وربِّي يقينٌ
وحبّ الوصالِ بقلبي قدرْ
بحثتُ عليها بكلِّ العيونِ
لعلِّي أُريحُ فؤاداً صَبَرْ
نصبتُ شراعي مراراً مراراً
لأجلِ هواها عشقتُ السفرْ
وجبتُ البحارَ التي أرَّقتني
وحيداً بعيداً أُناجي السحرْ
وكلِّي يقينٌ بأنَّ هواها
سيأتي إليَّ يُزيلُ الضجرْ
جلستُ وحيداً ولا أستكين
وحولي ظلامٌ وبعض الصورْ
فلمَّا جلستُ رأيتُ بريقاً
مُحاطاً بنورٍ يفوقُ البصرْ
نظرتُ إليه فذبتُ اشتياقاً
لأنِّي رأيتُ جمالاً عَبَرْ
رأتهُ الهمومُ التي في عيوني
فذابتْ سريعاً ومات الخطرْ
أتى في سكونِ الظلامِ هواها
فلمَّا رآه الظلامُ اندثرْ
وفُكَّتْ قيودُ الصباحِ فعادَ
ليسموا بحبِّي لذاك القمرْ
وقامتْ ورودٌ علي وجنتيها
وكلُّ الزهورِ وكلُّ الشجرْ
وعادتْ طيورٌ تُغنِّي بشوقٍ
لخيرٍ كبيرٍ أتى فانتشرْ
أتاني هواكِ ليحيا بقلبي
وينسابُ شوقي كصوتِ المطرْ
أحنُّ إليكِ وأيضاً أميلُ
لعهدٍ جديدٍ أراهُ حَضَرْ
سلامٌ عليكِ فأنتي سكوني
وأنتي جنوني وأنتي النظرْ
ضمن ديواني (((وكأنها حياه)))
أخوكم المصري :
رضا الجنيدي