يمتاز جبل شدا بموقعه الجغرافي وتاريخه العريق ويتكون من مظاهر تضاريسية متباينة ومتفاوته في الارتفاع بحيث تصل بعض القمم الجبلية فيهما إلى ارتفاع يضاهي جبال السراة.
وتأخذ منحدرات جبال السروات تشكلات شديدة الانحدار باتجاه الشريط الساحلي للبحر الأحمر إلا أن في تهامة جبال تعانق بارتفاعها الشاهق قمم جبال سراة منطقة الباحة والتي يأتي في مقدمتها قمم جبل شدا التي هي مضرب المثل بالارتفاع الشاهق في تهامة والذي يتساوى ببعض قممه أعالي جبال السراة. وهو ما جعل هذا الجبل ينفرد بتشكيلات صخرية شديدة الانحدار تتوزع بأشكال تضاريسية صخرية على ما تزيد مساحته الإجمالية عن الخمسة كيلومترات مربعة ليجاوره جبل شدا الأسفل بارتفاع شاهق آخر إلا أنه لا يتجاوز نصف ارتفاع شدا الأعلى الذي صنف ضمن المحميات في منطقة الباحة لما يعيش به من الحيوانات البرية.
كهوف صخرية
وتتناثر القرى الأثرية الضاربة في القدم في جنبات الجبل بأعداد تتراوح بين الخمسة عشر بيتاً والثلاثين أحيانا، فكل قرية استوطنت جانبا من الجبل واستقرت في كهوفه الصخرية وتحت صخوره المكشوفة، مكملة بعض الواجهات بالبناء مستخدمة الحجارة وأبواب الخشب التي يتم اقتطاعها من الجبل الذي تكسوه أشجار الزيتون والعرعر إلى بعض الأصناف الأخرى من الأشجار والشجيرات. ويعتبر جبل شدا مجالا خصبا لدراسة النفس البشرية القديمة، كما يميزه وجود كهوف مبنية ومعلقة في تجاويف صخرية بعيدة جدا عن متناول الانسان حيث تجد العديد من التشكيلات.
تركيب جيولوجي
ويقول الباحث البيئي عبدالرحمن الزندي أن التركيب الجيولوجي يعتبر من أهم العوامل التي تسهم في انتشار الأنواع النباتية في كثير من البيئات، وجبل شدا يعتبر من الجبال الجرانيتية، حيث تتكون أراضيه من بروزات صخرية جرانيتية حادة الانحدار فوق جبال وعرة شديدة الانحدار على جوانب التلال، وحبات الجرانيت المتفتتة الساقطة من جراء التآكل تختلط مع التربة الطينية، ويوجد في قرية الطرف القريبة من سفح الجبل عدد كبير من الأحزمة الصخرية البيضاء والحمراء، ويتفاوت سمك هذه الأحزمة ويصل أكثرها سمكاً إلى 10سم تقريباً، وهي في الغالب تمتد من جهة الشرق إلى الغرب، كما أن أراضيها ذات تربة حمراء اللون تكثر بها البلورات الزجاجية الكوارتز ذات الأشكال السداسية.
قمم شاهقة
ويمتاز جبل شدا عن ما حوله من الجبال بكثرة الصخور الجرانيتية البالغة الضخامة وخاصة تلك الصخرة الضخمة المسماة ندبة، وكذلك يمتاز بكثرة قممه الشاهقة، وتعرف أعلى قمة في جبل شدا بمصلى إبراهيم والذي يزيد ارتفاعها عن 2215م فوق سطح البحر، كذلك يحتوي على العديد من المغارات المظلمة والقابعة تحت الصخور الضخمة والتي استغلت من قبل سكان الجبل كمستودعات لحفظ محاصيلهم الزراعية، أو لحفظ مياه الأمطار كخزانات طبيعية والاستفادة منها في ري المزروعات.