[poem=font=",5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
في مدخل " الحمراء " كان لقاؤنا=ما أطيب اللقيا بلا ميعادِ
عينان سوداوان في حجريهما=تتوالد الأبعاد من أبعادِ
هل أنت إسبانية؟ ساءلتها= قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة!؟ وصحت قرون سبعة=في تينك العينين. بعد رقاد
وأمية راياتها مرفوعة=وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني=لحفيدة سمراء من أحفادي
وجه دمشقي رأيت خلاله=أجفان بلقيس وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم وحجرة=كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة، رصعت بنجومها=والبركة الذهبية الإنشاد
ودمشق أين تكون؟ قلت ترينها=في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي=ما زال مختزنا شموس بلادي
في طيب " جنات العريف " ومائها=في الفل ، في الريحان، في الكباد
سارت معي .. والشعر يلهث خلفها=كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدها=مثل الشموع بليلة الميلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي=وورائي التاريخ .. كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها=والزركشات على السقوف تنادي
قالت : هنا الحمراء .. زهو جدودنا=فأقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحا نازفا=ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت=أن الذين عنتهم أجدادي
عانقت فيها عندما ودعتها=رجلا يسمى " طارق بن زيادِ "
[/poem]
نزار قباني
آخر تعديل رداد الفضلي الهذلي يوم 12-13-2009 في 01:31 AM.