الأستاذ ناصر الهذيلي ومرثية في والده الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الهذيلي يرحمه الله
( قد كنت فينا شمسنا )
نشرت جريدة الرياض يوم الجمعة 3 من ذي القعدة 1427 هــ قصيدة للشاعر المتألق دائماً :
ناصر بن عبد العزيز الهذيلي
والقصيدة في رثاء والده - رحمه الله - أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته . وقد نالت القصيدة استحسان محبي الشعر , وحق لهم ذلك لأنها صدرت من شاعر مبدع جاشت عواطفه فأثمرت شعرا .
ما أعظم الهم الذي أتجرعُ=وأشدهُ ألماً بقلبي يقرعُ
الموت حق والرزية جمةٌ=ليت الرزايا والمنايا تدفعُ
آمنت بالمولى العظيم وشرعه=فلكل جنب لا محالة مصرع
هتف النعي مخبرا ومبلغا=فأصاب لبي لوعة لا تقلع
قالوا : أبوك . فجعت أي فجيعة=القلب كاد يطير لولا الأضلع
وترقرق الدمع السخين بناظري=ومشاعري تاهت فلا تتجمع
والعبرة الحرى بحلقي غصة=فكأنها شوك بصوف ينزع
والحزن يعتصر الفؤاد بقسوة=فكأن سكينا بقلبي تقطع
قد كنت أسمع بالسهاد وفعله=ولقد علمت به وماذا يصنع
وبنوك ويح بنيك طال نحيبهم=إنا ثلاثتنا وهن الأربع
فَهْدٌ حفيدك والبقية كلهم=عظم المصاب عليهمُ فتضعضعوا
ورفاق دربك بالفراق تأثروا=فبفقدكم أبتاه سالت أدمع
العيش بعدك يا أبي لم يصفُ لي=ويحق لي إني امرؤٌ متفجع
قد كنت آمل أن أريك سعادة=لكن ويح الموت نحوك أسرع
قد كنت فينا شمسنا وضياءنا=واليوم غابت شمسنا لا تطلع
فارقتنا جسدا وذكرك حاضرا=ما أن يفارقنا ولا يتزعزع
ورثتنا أبتاه ذكرا طيبا=والله يعطي ما يشاء ويمنع
في سيرة محمودة عند الورى=المسك منها دائما يتضوع
كرم سخاء هِمة ومحبة=و إلى الفضائل والمكارم ينزع
طلق المحيا لا يُرى متجهما=متلطف متودد متواضع
سمح السجايا لين مترفق=وكذا البشاشة في المحيا تلمع
أحفاده يتسابقون بلهفة=في حجره والكل منهم يطمع
تلك السجايا أودعت في حفرة=تحت الثرى فلنعم ذاك الموضع
فتجمعوا يوم الوداع جحافل=هذا يعزينا وذاك يشيع
حملوك فوق رؤوسهم وأكفهم=نعم المودع نعم من قد ودعوا
فإلى جنان الخلد يا أبَ ناصر=والله يقبل ما دعوت ويسمع
رحماك ربي فاقبلن دعاءنا=ارحم أبي فهو الذي لك طائع
وصلاة ربي والسلام على الذي=يوم القيامة شافع ومشفع
( رحم الله والده الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الهذيلي فكان أحد شيوخ القبيلة وأحد أعلام منطقة الخرج له الكثير في الإصلاح بين الخصوم فكان صاحب راي سديد يؤخذ برأيه لاينطق إلا حكماً كلامه جميل ويجعلك تتشوق لإستماع مايقول لم أراه في حياتي إلا مبتسماً رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته )
|