استرجاع كلمة المرور
طلب كود تفعيل العضوية
تفعيل العضوية
::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها
>
المجالس الأدبية
>
مجلس النثر والخواطر
قضية الالتزام في الأدب
اسم العضو
حفظ البيانات؟
كلمة المرور
التسجيل
ديوان قبيلة هذيل
التقويم
الذهاب إلى الصفحة...
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
السابق
التالي
03-07-2010, 09:35 AM
رقم المشاركة :
1
معلومات
العضو
إحصائية العضو
اخر مواضيعي
قضية الالتزام في الأدب
بسم الله الرحمن الرحيم
و صل اللهم و سلم على الحبيب محمد و على آله و صحبه أجمعين
السلام عليكم أما بعد :
فمن مسائل التقويم النقدي اخترنا لكم قضية الالتزام في الأدب
و يمكن للمتعلمين أن يجدوا إجابات عن الأسئلة التالية:
و هي أسئلة مختارة مع أجوبتها لعلها توضح لنا هذه المسألة المهمة
[gdwl]
"الأسئلة"
ما هو مفهوم الالتزام في الشعر العربي الحديث؟
ما هو الشعر الملتزم ؟
ما هو مفهوم الالتزام عند محمود درويش؟
ما هو واقع الالتزام قديما و حديثا ؟
كيف نفرق بين الالتزام بالكتابة كمبدأ ينتصر للإنسان، والالتزام في الكتابة كانتصار لحزب سياسي
أوطائفة أوايديولوجيا محصورة في رؤية فلسفية مختلفة.؟
*ولكن كيف نفرق بين الالتزام والإلزام؟***
ألا يقود ذلك إلى تعارض بين الإبداع والالتزام؟ بمعنى هل الأديب الملتزم غير مبدع؟
[/gdwl]
الجواب على هذه الأسئلة المختارة
فما هو مفهوم الالتزام في الشعر العربي الحديث؟
ماهية الإلتزام
:
الالتزام ، هو مشاركة الشاعر أو الأديب الناس همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الوطنية ، والوقوف
بحزم لمواجهة ما يتطلّبه ذلك ، إلى حدّ إنكار الذات في سبيل ما التزم به الشاعر أو الأديب :"ويقوم الإلتزام
في الدرجة الأولى على الموقف الذي يتّخذه المفكّر أو الأديب أو الفنان فيها .وهذا الموقف يقتضي صراحة
ووضوحا وإخلاصا وصدقا واستعدادا من المفكّر لأن يحافظ على التزامه دائما ويتحمّل كامل التبعة التي
يترتّب على هذا الالتزام "
وفي تعريفنا اللغوي لكلمة الالتزام نجد:
" لزم الشيء يلزمه لزما ولزوما ، ولازمه ملازمة ولزاما ، والتزامه ، وألزمه إيّاه فالتزمه ، ورجل لًُزمة
يلزم الشيء فلا يفارقه. واللّزام : الملازمة للشيء والدوام عليه ، والالتزام الاعتناق."
و" لزم الشيء :ثبت ودام ، لزم بيته: لم يفارقه ، لزم بالشيء : تعلّق به ولم يفارقه ، التزمه: اعتنقه ،
التزم الشيء : لزمه من غير أن يفارقه ، التزم العمل والمال : أوجبه على نفسه"
والالتزام كما ورد في معجم مصطلحات الأدب : " هو اعتبار الكاتب فنّه وسيلة لخدمة فكرة معيّنة عن الانسان ،
لا لمجرّد تسلية غرضها الوحيد المتعة والجمال"
وقد جاء في الآية الكريمة : "
وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقّ بها وأهلها
"
أمّا سارتر فقد عرّف الأدب الملتزم فقال: " مما لاريب فيه أنّ الأثر المكتوب واقعة اجتماعيّة، ولا بدّ أن يكون
الكاتب مقتنعا به عميق اقتناع ، حتى قبل أن يتناول القلم . إنّ عليه بالفعل ، أن يشعر بمدى مسؤوليته ،
وهو مسؤول عن كلّ شيء ، عن الحروب الخاسرة أو الرابحة ، عن التمرّد والقمع . إنّه متواطئ مع
المضطهدين إذا لم يكن الحليف الطبيعي للمضطّهدين "
ويشير سارتر إلى الدّور الكبير الذي يلعبه الأدب في مصير المجتمعات ، فالأدب مسؤول عن الحرية ،
وعن الاستعمار ، وعن التطوّر ، وكذلك عن التخلّف.
فالأديب ابن بيئته ، والناطق باسمها ، وكلمته سلاحه ، فعليه تحديد الهدف جيدا ، وتصويبها عليه بدقّة ،
فـ " الكاتب بماهيته وسيط والتزامه هو التوسّط "
وهنا يبرز هدف الالتزام في جدّة الكشف عن الواقع ، ومحاولة تغييره ، بما يتطابق مع الخير والحقّ والعدل
عن طريق الكلمة التي تسري بين الناس فتفعل فيهم على نحو ما تفعل الخميرة في العجين على ألا يقف الالتزام
عند القول والتنظير ، فالفكر الملتزم في أساس حركة العالم الذي يدور حوله على قاعدة المشاركة العملية
لا النظرية إذ: ليس الالتزام مجرّد تأييد نظري للفكرة ، وإنّما هو سعي لتحقيقها ، فليست الغاية أن نطلق
الكلمات بغاية إطلاقها .
ويرى رئيف خوري أنّ الكاتب مطالب بمسؤوليّة مجرّد أن يكتب وينشر لمجتمعه ، فهو يجب أن يعبّر عن آلامها
وآمالها ونضالها .
" ليس كفعل القلم اجتماعي وتاريخي بكل ما تنطوي عليه كلمة اجتماعي من شؤون الأمّة، والشعب ، والقوم ،
والوطن ، والانسانيّة ...وعلى القلم المسؤول أن ينفي عنه أوّل شيء اعتبار عامل الكسب . فذلك هو الشرط
المبدئي لصحّة الرأي ونزاهته "
وظروفنا الاجتماعيّة الحالية ، الحافلة بالقلق ، والمليئة بالمشكلات ، تدعو وبشدّة إلى الأدب الملتزم ووضع بلادنا
العربية وما آلت إليه من تشرذم ومن تآمر الأعداء وتكالبهم عليها ، تدعو الكلّ إلى تجنيد الجهود للعمل على تحرير
البلاد ورفع مستواها السياسي والاجتماعي والفكري .
وحتى يكون الأدب صادقا ، لا بدّ وأن يتكلّم عن الواقع الذي يعيشه الأديب ، والظروف التي تحيط به ،
وتؤثر على نفسيته وعلى يراعه ، فتخرج حينئذ الكلمات نابضة بالصدق ، وتأخذ طريقها مباشرة إلى فكر القارئ
ووجدانه.أمّا معنى الالتزام فعريق في الادب ، قديم مثل كلّ أدب أصيل ، وكلّ تفكير صميم ، ذلك أنّ الالتزام في الأدب
لا يعدو في معناه الصحيح أن يكون الأدب ملتزما الجوهري من الشؤون ، منصرفا عن الزخرف اللفظي وعن
الزينة الصورية التي هي لغو ووهم وخداع ، والالتزام هو أن يكون الأدب مرآة جماع قصّة الانسان وخلاصة
مغامراته وتجربته للكيان ، وزبدة ما يستنبطه من عمق أعماقه وألطف أحشائه من أجوبة عن حيرته وتساؤلاته ،
وهو أن يكون الأدب رسالة يستوحيها من الجانب الإلهي من فكره وروحه ، ومن هذا الوجدان أو الحدس الإلهي ،
الذي هو الفكر وما فوق الفكر ، والعقل وما فوق العقل ، والخيال مع العلم والمعرفة ، مع الانطلاق مجربا
في كليته وشموليته.
فالأدب الملتزم هو سابق على محاولات المحدثين ، وقد وجدنا قديما الأدب يتجسّد في مشاركة الأديب الناس ،
همومهم الإجتماعيّة والسياسيّة ، ومواقفهم الوطنيّة ، والوقوف بحزم ، لمواجهة ما يتطلّبه ذلك ، إلى حدّ إنكار
النّفس في سبيل ما يلتزم به الأديب شاعرا أم ناثرا . واطلاعنا على أدبنا القديم وشعرائه ، يعرّفنا أنهم كانوا
في العهود والأعصر العربية ، في الجاهلية والإسلام كافة ، كانوا أصوات جماعاتهم . كذلك قبل كلّ واحد منهم
أن يعاني من أجل جماعته التي ينطق باسمها ، إلى حدّ أنّك إذا سمعت صوت أحدهم وهو يرتفع باسم جماعته
أو قومه ، لا يمكنك إلا أن تحسّ هذا الالتزام ينساب عبر الكلمات ، يصوّر هذا الإيمان وتلك العقيدة دون أن
يساوره أدنى شكّ أو حيرة أو تردّد في تحديده للمشكلات التي يواجهه، والتي تتعلّق بمصيره ومصير سواه
من أبناء قومه في القبيلة أو الحزب أو الدين ، يدفعه إيمان راسخ بضرورة حلّ إشكالية القضايا التي كان
يواجهها في حينه
ما هو الشعر الملتزم ؟
شاع في خمسينيات القرن المنصرم مفهوم (الالتزام) في الشعر, وكان المقصود بهذا الصنف الالتزام بقضايا الأمة
من مفهوم قومي أيديولوجي , ووضعت عدة معايير وقد اختزلت في المفاهيم الأيديولوجية الثلاثة التي تبنتها
الثورات العربية :
الوحدة (وحدة الأمة العربية )
الحرية (حرية الأمة ومحاربة الأفكار الرجعية )
الاشتراكية (محاربة الاستغلال والإقطاع والرأسمالية)
هكذا اختزل مفهوم الالتزام في الأدب , وكان لشيوع (شعر التفعيلة ) المثال على ذلك وعُدت قضية فلسطين المحور
الرئيس للشعر الملتزم بقضايا الأمة , وكل ماهو دون ذلك فليس من الأدب الملتزم مُسقِطين من حساباتهم كل
الشعراء الذين أسسوا لمفهوم الالتزام , والذين كان لهم قصب السبق في تأسيس ( الالتزام بقضايا الأمة الإسلامية )
من أمثال (أحمد محرم وشوقي وإقبال ) وكما أسلفنا فان المعيار كان سياسيا , مستمدا من الأنظمة الثورية التي
بدأت تسيطر على مقاليد الحكم في الدول العربية المحورية.
مفهوم الإلتزام الأدبي كما طوره سارتر لم يسلم من النقد داخل الساحة الأدبية العربية إذ اعتبر مفهوما متعدد
المعاني وبالتالي فهو غير قادر على حماية نفسه من الاستغلال الايديولوجي والسياسي، كما أن فرض نظرية
ما على الأدب هي دائما على حساب المضمون الفني والجمالي لهذا الأدب، زد على ذلك فإن مفهوم مستورد
تطور بثقافة غربية
ما هو مفهوم الالتزام عند محمود درويش (كانموذج)
ومن أمثلة الإلتزام في الأدب الراحل محمود درويش، الذي رأى بأنه استطاع أن يرقى بقصيدة الحب الى آفاق رمزية
جديدة حيث يتحول الافتراق عن الحبيبة والحنين إليها معادلا للحنين الى الأرض، إلا أن درويش نفسه يثور على
الفهم السطحي للالتزام الذي حول الكاتب العربي إلى مجرد حاجب ببلاط السلطة إذ يرى الآن بأن الالتزام فني وليس
اجتماعيا، وأن النص الشعري الذي يكتبه وإن كان ينبع من الواقع فإنه يتأسس جماليا وليس رهين شروطه الخارجية،
أما أدونيس فإنه يرى أن الالتزام الأدبي يتحقق داخل اللغة بتثويرها وإعادة كتابتها.
الالتزام قديما و حديثا
يشير الأستاذ محمد ساري، في حديثه لـ "المساء" أن ظاهرة الالتزام في الأدب قديمة قدم الأدب والكتابة، ففي
العصر الجاهلي نجد أن الشاعر الذي يقف مع قبيلته هو شاعر ملتزم، لتنتشر وتتطور الفكرة وصولا الى سارتر
الذي يرى بوجوب إلتزام الأدب مع ذاته مرددا مقولته "انظروا كيف أقول، وليس ماذا أقول" أي دعوة الى ادراك
جمالية النص والأدب.
في العصر الحديث انتشر الأدب الملتزم خاصة مع النظام الاشتراكي مما تطلب من المبدع أن يلتزم بقضايا المجتمع
والشعب عامة، وهي فكرة لم يستصنعها جمع النقاد الذين رأوا أن الأدب الملتزم يلين أويضعف كما حدث مع
الشاعر "حسان بن ثابت الذي أصبح شعره لينا أي ضعيفا مقارنة بشعره في الجاهلية رغم التزامه بقضية الإسلام".
يرى الأستاذ ساري أنه على الكاتب أن يتخذ موقفا من الأحداث التي تحيط به وأن يلتزم بأدبه لكن دون أن يحول الأدب
من خطاب جمالي إلى خطاب سياسي، وكما قال العلامة ابن خلدون، فإن الشعر ديوان العرب بشرط أن ندونه
بطريقة جمالية.
الالتزام يساوي قضية
أما الأستاذ والروائي الأستاذ الحبيب السايح، فيرى أن الأدب الملتزم وجد مع وجود الكتابة نفسها، والالتزام
بالقضايا الجوهرية التي تمس وجود الانسان وحريته وكرامته، موازاة مع هذا ظهر لنا ما يسمى الأدب الملتزم
ايديولوجيا وهنا يفرق محدثنا بين الالتزام بالكتابة كمبدأ ينتصر للإنسان، والالتزام في الكتابة كانتصار لحزب
سياسي أوطائفة أوايديولوجيا محصورة في رؤية فلسفية مختلفة.
يقول الأستاذ الحبيب السايح "إنه من خلال تجربتي فقد عشت الأمرين معا، ثم مع انهيار المشروع الوطني
الديمقراطي وانهيار الخيار الاشتراكي خاصة في الجزائر أعدت النظر في قناعاتي في الأدب الملتزم بالقضية
السياسية والإيديولوجية، وصرت أكثر اقترابا في كتاباتي من الإلتزام تجاه مصير الانسان كأي إنسان، هذا يعني
أن الكتابة بالنسبة لي أصبحت ملزمة إيّاي بأن أبحث بواسطتها في عمق الأسئلة التي لا يستطيع السياسي أن يطرحها".
إن الإلتزام في النهاية هو التزام بنبل الكتابة بحيث تصير هذه الكتابة شهادة على ما يجري في واقع يشوهه التاريخ
أوتحرفه السياسة.
الالتزام مضاد حيوي
مهما يكن، يبقى الإلتزام مظهرا مطلوبا في الأدب العربي كما هو الحال مع كل كتاب العالم الذين يتفاعلون مع
قضايا مجتمعاتهم متجاوزين الأطر التقليدية للإلتزام الذي يعني فقط الولاء دون موقف يفرضه المبدع بحرية تامة
رافضا أية املاءات أوحتى ايحاءات قد تنال من مصداقية إلتزامه.
الالتزام في الأدب هو أيضا إلتزام بروح جماليات النص وبمدى الثورات التي تندلع منه محدثه التغيير ومن ثم الإبداع.
قد يكون الأدب شهد مرحلة فتور نالت من حضوره، لكنه دائما يعود بقوة لا سيما عند الجمهور الذي يلتفت إليه كلما
غشيت عيناه ضبابة الغموض وعجز عن قراءة الحاضر والماضي، وعجز كذلك عن قراءة دواخله التي تعج
بالتناقضات والصراع المستمد مما يحدث حوله من تغيرات سريعة لا يستطيع مجاراتها.
*ولكن كيف نفرق بين الالتزام والإلزام؟***
إن التفريق بينهما يبدأ من المعنى اللغوي لكل منهما:
فالالتزام يأتي بمعنى: اعتناق الشيء والتعلق به وعدم مفارقته، وأما الإلزام فإنه يكون بمعنى: التبكيت والقسر
والإكراه؛ ولذلك فإن مصدر الالتزام يكون في الغالب نابعًا من نفس الملتزم، منطلقًا من رغبته الذاتية؛ بمعنى أنه يصدر
من الشخص طواعية واختيارًا؛ ولهذا فهو يحبه ويتعلق به ولا يبغي عنه حولاً. وعلى هذا المعنى فإن الالتزام موافق
لطبع الإنسان، مجار لفطرته، ومنسجم مع إنسانيته؛ لأنه قد خرج من نفسه عن اقتناع به ورغبة فيه.
أما الإلزام فإنه مصادم للطبع، ومناقض للفطرة؛ فلا يليق بمنزلة الإنسان ولا يتفق مع مكانته؛ فالبون بينهما جدٌّ كبير ومتسع.
وإذا عرف الفرق بين الالتزام والإلزام من خلال ذلك المفهوم الآنف الذكر ثم أريد تطبيق الالتزام ذي المعنى اللغوي
المتقدم على الالتزام الإسلامي في الأدب الذي سبق بيانه فإن المعنى اللغوي للالتزام ينساق إلى الالتزام
الإسلامي وينطبق عليه. ولهذا وصف بأنه التزام إسلامي ولم يوصف بأنه إلزام؛ فالالتزام الإسلامي في الأدب لا
يفرض على الأديب فرضًا ولا يقذف في روعه قذفًا، وإنما هو يدور مع الإسلام وجودًا وعدمًا، قوة وضعفًا في نفس
الأديب المسلم، فمادام الإسلام متحققًا في الأديب بأركانه ومفهوماته فإن الالتزام يبرز تبعًا لذلك ويتحقق؛ فليس أمرًا
آخر خارجًا عن الإسلام ولا طارئًا عليه؛ وإنما هو يجري في نتاج الأديب الملتزم جريان دمه في عروق جسمه،
طائعًا مختارًا، موافقًا لفطرة الله التي فطر الناس عليها، فليس مجبرًا على ذلك ولا مكرهًا، وهذه الحقيقة يلمسها
الأدباء المسلمون الملتزمون ويدركونها.
ولا يرد على ما تقدم ما وقع من مواقف بعض الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كعمر وعثمان من تأديب
بعض الشعراء من أمثال الحطيئة وغيره، ممن نحا نحوه.. وذلك لأن الحطيئة وحزبه قد اعتدوا بأشعارهم على
أعراض المسلمين ونالوا منها؛ فجاء موقف ولي الأمر منهم من باب رد عاديتهم، وإنصاف المعتدى عليهم تحقيقًا
لميزان العدل، وصونًا لأخوة الدين وذبًا عن لحمة الدين، وهذا بمنزلة من اعتدى في كلامه؛ فسبَّ أحدًا من المسلمين
أو قذفه، فعندئذ يتعين تأديبه وتعزيره وإيقافه عند حده، وهذا مشتهر معروف في الفقه لدى الفقهاء.
ألا يقود ذلك إلى تعارض بين الإبداع والالتزام؟ بمعنى هل الأديب الملتزم غير مبدع؟
إن الجواب عن هذا السؤال يقودنا إلى الحديث عن شيء من حرية الأديب في ضوء الإسلام، فنقول: إن الإسلام
لا يصادر حرية الأديب بقدر ما يهذبها ويسدد طريقها، وذلك حتى تسلك مسلكًا إنسانيًا رفيعًا، فلا تُسقط هذه الحرية
الأديب نفسه في نظر مجتمعه، ولا تُلحق الضرر بغيره إذا طاشت حريته، ولم ترشّد، فالتزام الأديب بالإسلام يجعله
في مستوى عال من الحرية الإنسانية ذات الأدب الجمّ. والذي يقوده إلى ذلك هو طبعه الإسلامي وقلبه التّقي،
وحسّه الإنساني المرهف؛ فرسالة الأديب المسلم ربانية إنسانية، وليست حيوانية أو شهوانية، هذا من ناحية؛
ومن ناحية أخرى فإن الصدق في الأدب كما يراه النقاد هو : أن يصدق الأديب في التعبير عن عاطفته
التي أحس بها فعلاً، وإعلان عقيدته التي اعتقدها. ونحن المسلمون نعتقد جميعًا أن جميع ما في هذا الكون الفسيح
يسجد لله سجود تسبيح وتنزيه، وأن هذه هي سجيته، وتلك هي فطرته، بحيث إذا أراد تعالى من أحد مخلوقاته شيئًا
فإنما يقول له كن فيكون؛ فإذا جاء الأديب الملتزم إلى شيء من تلك المخلوقات فكشف عن هذه الحقيقة وصور
وقائعها الصادقة من خلال إيقاعاته الفنية، وعبر إشراقاته البيانية، فإن هذا التصوير الصادق البديع يترك أثرًا
بالغًا في النفوس المسلمة التي تؤمن بذلك وتعقتده، بل ويمتد ذلك الأثر إلى الفطر المستقيمة؛ لما تضافر
في هذا التصوير من انطباق الجمال الغني على الصدق الواقعي، وهذه ذروة سنام التأثير الفني
أو ما يسمى بالإبداع الأدبي الذي يضفيه الالتزام الإسلامي على نتاج الأديب الملتزم
فيجعله في مجتمعه عامرًا بالبناء والإبداع المؤثر.
منقول( بالنص ) للاستفادة
علي بن سالم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى علي بن سالم
البحث عن كل مشاركات علي بن سالم
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1
( الأعضاء 0 والزوار 1)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
الانتقال إلى العرض العادي
الانتقال إلى العرض المتطور
العرض الشجري
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
BB code
is
متاحة
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
قوانين المنتدى
الانتقال السريع
لوحة تحكم العضو
الرسائل الخاصة
الاشتراكات
المتواجدون الآن
البحث في المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى
المجالس الخاصـــة
مجلس أمجاد و تاريخ هذيل
مجلس قبائل هذيل
مجلس ديار هذيل
مجلس لقاءات مشاهير وأعيان القبيلة
مـجـلـس شــاعـر هـذيــل
مجلس موروث هذيل الأدبي
مجلس أفراح ومناسبات القبيلة
مجلس أخبار القبيلة
لقاءات أعضاء مجالس قبيلة هذيل
مجلس مضارب بادية هذيل
المجالس الأدبية
مجلس أبي ذؤيب الهذلي للشعر الفصيح
مجلس الشعر الشعبي
مجلس المنقولات
مجلس المحاولات
مجلس المحاورات ( القلطة)
المحاورات المباااشرة
مجلس الألوان الشعبـيــــــة
مجلس الشيلات
مجلس النثر والخواطر
مجلس شاعر المعنى 4
ارشيف المسابقات الشعرية
مسابقة شاعر العرب
مسابقة فارس الصحراء
مسابقة شاعر الوطن
مسابقة شاعر المعنى (1)
مجلس شاعر المعنى (2)
مجلس شاعر المعنى (3)
القنص والرحلات
مجلس القنص والرحلات
المجالس العامة
المجلس العام
مجلس التاريخ والقبائل العربية
المجالس الإدارية
المواضيع المتشابهه
الموضوع
كاتب الموضوع
المنتدى
مشاركات
آخر مشاركة
هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟؟
سما
المجلس العام
3
01-11-2010
11:31 AM
!هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب؟
خالد الياسي
المجلس العام
20
07-24-2009
06:46 PM
الاتريد الالتزام
ملكة الحرف
المجلس العام
5
05-13-2009
08:31 PM
هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب
بنت مكه
مجلس النثر والخواطر
3
06-21-2008
09:45 PM
هل اصبح الالتزام ( الطواعه)حجة الناس ؟؟
السحماني
المجلس العام
16
02-21-2008
10:07 PM
الساعة الآن
07:07 PM
-- ::هذيل- تصميم توب لاين ::
-- الجوال
-- Arabic
-- English
الاتصال بنا
-
::شبكة هذيل::
-
الأرشيف
-
الأعلى
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل