إذا كانت الرؤية المستقبلية الوحيدة التي ندركها عن أنفسنا مستقاة من المرآة الاجتماعية أي من التصور الذهني الاجتماعي السائد ومن آراء ، ووجهات النظر والتصورات الذهنية للأشخاص المحيطين بناء فإن رؤيتنا لأنفسنا تبدو مثل الصورة التي تعكسها المرآة المجنونة ( السحرية ) في مدن الملاهي .
إن انعكاس التصور الذهني الاجتماعي السائد يفيدنا بأننا محكومين إلى حد بعيد بالتكيف والظروف ، وفي حين أننا أقررنا بمدى القوة الهائلة للتكيف في حياتنا ، إلى حد القول بأننا أسرى لحتميته ، وأنه ليست لنا أية سيطرة على هذا التأثير ، فإن ذلك يخلق لنا خريطة مغايره تماماً .
وفي الواقع هناك ثلاث خرائط اجتماعية ثلاث نظريات عن الحتمية لها .
قبول واسع النطاق ، سواء كانت منفردة أو مجتمعة ، لشرح طبيعة الإنسان .
والحتمية الوراثية تقولنا : إن أجدادنا هم المسؤولون عما نحن فيه .
إنهم السبب في تلك العصبية التي تنتابنا ، لقد كان أجدادنا من ذوي الطباع الحادة وهو ما يظهر في تحليل سائل الــdna الخاص بك ، لقد انتقل ذلك الطبع عبر أجدادك جيلاً بعد جيل حتى وصل إليك بالوراثة .
وتخبرنا الحتمية الجسدية بصفة رئيسة أن آباءك هم الذين فعلوها بك ، إن التجربة التي مررت بها في نشأتك وطفولتك تركت آثارها العميقة على توجهاتك الشخصية وعلى مكونات شخصيتك ؛ ولهذا فأنت تخشى من أن تواجه الجمهور .
لقد كانت تلك هي الطريقة التي أنشأك عليها أبواك .
إنك تشعر بأنك مذنب إلى النخاع إذا ما اقترفت خطأ ما ؛ لأنك (( تتذكر )) في أعماق نفسك الآثار الوجدانية عندما كنت ضعيفاً وهشا ومعتمداً كلية على غيرك إنك (( تتذكر )) العقوبة الوجدانية ، والإقصاء والمقارنة مع شخص آخر عند ما يقصر أداؤك في مسألة ما عما هو متوقع .
وتخبرنا الحتمية البيئية بصفة أساسية بأن رئيسك في العمل هو الذي سبب لك هذا وقد تكون زوجتك ، أو ذلك المراهق المغرور ، أو لعله وضعك الاقتصادي أو سياستك الوطنية لقد كان شخص ما أو شئ ما في البيئة المحيطة بك مسئولاً عن وضعك الحالي .
وجميع هذه الخرائط تستند إلى نظرية المنبه / الاستجابة التي يرتد إليها تفكيرنا جميعاً وفقاً لتجارب العالم .
إن الفكرة الأساسية تتمثل في أننا مكيفون ( مجبرون ) على الاستجابة بطريقة معينة إزاء منبه معين .