جئتكم اليوم بموضوع مختلف عن الموضوعات المطروحة هنا علّه يروقكم و تجدوه مشوّق و ممتع يليق بكم و بعودة بينكم بعد طول انقطاع لظروف خارجه عن إرادتي.
برع العرب قديما في علوم الفلك و في قراءة السماء و التي إتخذوا من مصابيحها علامات تدلهم على الإتجاهات في ظلماء البر و في البحر و أيضا لتدلهم على الوقت، نتحدث اليوم عن إحدى المجموعات النجمية التي عرفت قديما لدي العرب و التي يراها الفلكيون واحده من أهم الكوكبات النجمية لإحتواءها على العديد من الأجرام الفلكية كالمناطق المولّدة للنجوم و لتنوع محتواها النجمي بشكل كبير من العمالة الحمراء و الزرقاء. حديثنا اليوم عن كوكبة الجبار و التي تبدو خلال التليسكوبات في الضوء المرئي كما هي في الصورة أدناه و بالعين المجردة نراها كما في الشكل المخطط بالصورة الثانية. في وسط الصورة الأولى للأسفل تبدو أيضا تلك الهالة الحمراء الباهتة و هي في الحقيقة واحدة من أنشط الأرحام النجمية أي من أنشط المناطق المولّدة للنجوم في السماء و تعرف باسم سديم الجبار أو إم 42.
نبذة عن كوكبة الجبار
تتكون كوكبة الجبار من العديد من النجوم الخافتة و نجومها اللامعة هي تلك التي تظهر في الشكل المخطط بالأعلى. و قد تصور الإنسان القديم هذة المجموعة كأنها مقاتل/صياد/أو مارد يرتدي حزام (الثلاث نجمات الوسطى) معلقا به الحزام و يحمل في إحدى يديه درعا و باليد الأخرى سيف. و تبعد الكوكبة عن الأرض مسافة متوسطة بـحوالي 1350 سنة ضوئية و قد إستخدمها العرب قديما في تحديد الإتجهات الأصلية حيث يشير الخط الواصل بين نجوم الحزام من الاعلى للأسفل في إتجاه نجم الشعرى اليمانية و التي تقع في الشرق الجغرافي و بتحديد واحد من تلك الإتجاهات يمكن تحديد موقع نجم القطب الشمالي و الذي يقع بالشمال الجغرافي للأرض.
نلاحظ أن أغلب النجوم تحمل أسماء عربية و هي على الترتيب من أعلى اليسار نجم إبط الجوزاء و هو نجم من فصيلة العمالقة الحمراء و قد أوشك على الممات و يكبر عن الشمس تقريبا 100 مرة و يتوقع العلماء أن هذا النجم عندما يموت سيزداد بريقه حتى أننا سنراه حتى بالنهار. و نجمي القاعدة هما رِجل و سيف -على الترتيب يمينا و يسارا - و في منتصف الشكل نجد الثلاث النجوم المتتالية و المعروفه بنجوم الحزام و هي على الترتيب من أعلى لأسفل: نجم المِنطقة، النيلم و النطاق. و بين هذة النجوم يوجد سديم الجبار. لنقترب أكثر من هذة المنطقة و نصورها في الضوء المرئي من خلال التليسكوب فتبدو و كأنها مادة رقيقة حمراء - و ذلك لأنها غنية بالهيدروجين الذي يشع في الضوء الأحمر طيفا يسمى طيف ألفا - و تبدو العديد من المناطق فيها و كأنها كتل و معتمة و هذة الكتل هي تَجَمُّع من الغاز و الغبار الكوني بكثافة أعلى من المادة الرقيقة و هذة الكتل هي المناطق التي تولد فيها النجوم الصغيرة. و لعل الكتلة المتوسطة و التي تبدو سوداء في الوسط على شكل رأس حصان هي أبرز تلك المناطق.
سديم راس الحصان
تنتمي لكوكبة الجبار و تتميز بتواجد تكتل كبير من الغاز و الغبار و هي المادة الأولية اللازمة لتكون النجوم و قد وجد الفلكيين أدلة كثيرة أن مادة السديم أو أجزاء معينة منها تنهار حول مراكز جذب متكونة فيها و ذلك دلالة على أنها منطقة نشطة لتوليد النجوم و تبدو النجوم الحديثة الولادة و كأنها نقاط كثيرة مضيئة في السديم.
أترككم مع صور حقيقية مختلفة لتلك المنطقة و لاحظوا فيها اختلاف الوان النقط التي هي نجوم و ذلك الإختلاف سببه اختلاف درجة حرارة تلك النجوم
إلى هنا تنتهي المعلومة التي أردت أن أضعها بين يديكم و أتمنى أنكم استفدتم بها