كثيرا ما تهاجم هذه الكلاب الأطفال والنساء والكبار (الجزيرة نت)
وليد الزبيدي-بغداد
تسمع أصوات إطلاق الرصاص باستمرار في أرجاء متفرقة في العراق, إلا أن ذلك لا يدخل ضمن العنف الذي يلحق بالعراقيين كل يوم، إنه الرصاص الذي يطارد الكلاب الضالة، التي تنتشر بكثرة في بغداد على شكل مجاميع توجد بأماكن رمي النفايات، وتتحرك داخل الأحياء وتهاجم في الكثير من الأحيان الأطفال والنساء والكبار.
ويقدر عدد الكلاب في العاصمة لوحدها بأكثر من مليون كلب، وهي ظاهرة لم تشهدها بغداد قبل عام 2003، وليست هناك إحصائيات لدى دوائر البيطرة التابعة لوزارة الزراعة عن أعداد الكلاب الضالة في المحافظات، إلا أن حملات مطاردة الكلاب وقتلها متواصلة في جميع المدن الكبيرة.
ووصف مسؤول بالمستشفى البيطري ببغداد حملة مطاردة الكلاب بأنها أكبر حملة لإبادة الكلاب في تاريخ بغداد ، مضيفا أن الحملة أثمرت بإبادة مئات الآلاف منها، التي تشكل خطراً على المواطنين، وتتسبب بأمراض كثيرة، وأن القضاء عليها يقدم خدمة للصحة العامة والبيئة ، وكشف المسؤول العراقي عن استخدام السموم في قتل الكلاب إضافةً إلى اصطيادها بالطلق الناري.
ويرجع مدير الإعلام بوزارة الصحة في حديث للجزيرة نت أسباب تزايد هذه الكلاب, إلى أنه بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، توقفت كل الدوائر الحكومية، ومنها دائرة البيطرة التابعة لوزارة الزراعة والدوائر المعنية بمكافحة الكلاب الضالة عن عملها، مما زاد في أعداد الكلاب الضالة وانتشارها بشكل كبير، إضافة إلى الإهمال في عمل أمانة بغداد وتراكم الأوساخ بالشوارع.
وأكد صباح كركوكي أن إجراءات وزارة الصحة تتمثل في التوعية الصحية من خلال وسائل الإعلام المحلية وتوعية المواطنين بمخاطر هذه الظاهرة وكيفية التصرف عند التعرض لعض من هذه الكلاب، وضرورة مراجعة المستشفيات فور تعرضهم لهجوم منها.
وقال مدير دائرة البيطرة في ميسان، د. رحيم رسن، للجزيرة نت إن المحافظة قامت بحملة للقضاء على الكلاب الضالة في عموم ميسان، وذلك باستخدام الخراطيش والسموم المستلمة من الشركة العامة للبيطرة حيث يواصل فريقان بصورة يومية العمل للقضاء عليها, وبلغ عدد الكلاب المبادة 3492 كلبا.
وتنقل تلك الكلاب العديدة من الأمراض, منها الجرثومية والفيروسية وداء الكلب، وهو مرض فيروسي ينتقل من الكلب الحامل للفيروس أو العدوى عن طريق العض، مما يؤدي إلى حالة متزايدة من الارتعاشات، وحالة من التصلب العضلي، قد تنتهي بوفاة الشخص ما لم يسارع المريض لأخذ الحقن اللازمة.