حداء الروح

أندب عرشاً أهتز
بعد ما كان ذا جولات في العماد
لم تسقط حشرجتك حين مكان الطيب غفلة لتقتل الإياب
ولا النور ينبثق ملوثاً بخيوط السواد
سوى عجرفة أذبلتها وخزتك الحمقاء
يا بائع السم وخالق الحطام
دثر وجعا
به البشر لا يزالون ضحايا الأنام
في يوم نيسان
أو عسجد من عين أيلول
حتى وصول نخاع تشرين
أزهقت الترجي بك سلام
كم اشتهيت الموت وإحياء ألسنة العتاب
كم نثرت على قبري ورود الرماد
كم تمنيت أن يصحو ضميرك
أو تجهض الروح قبل الفطام
ورب السماء
أني لست من الكهان
ولم أستطيع أن أرسم على الجيد برهان
أما مارست بك طقوس الإدمان ؟
وعشقت بك صرير الأيمان ؟
حتى وصلت للبهتان
لحظة تيه تأبى الأمان ...!!
فلتبدأْ مساع الكهانة
وتحيى روح العرافة
لتتشقق الأرض
ولتبدأ الحاقة
وجنون الخرافة
فلن يلهث عابر
وإن استقام بِـ ظلام بات مِكسورًا ..!
سـأُوحي للنِمارق المبلولة !!
حان الجفاف
حينما سكنت العين الكلم
ومات الشوق بالألم
أُراود الخشوع وإن أبرق الليل .. حتى لا يرى
أنسج الشعاع بين الحداء
وأُبعثر خطى التمتمة على صوت يصل السماء
وجرح تناثر بالهواء
كم قُتِل الشهيق وماتت رئتين بلا رواء
والنفس أتلوها بين العبيد
تلك خناجر سممت لتفتك بِالوريِد
وتحبس الأضغاث بكف حديد
وأندثر من الأمنيات على الوجنتين علقم شديد
تكاثر النور وأصبح ماء لا يمسه السعيد
كم أشتهي خفقات قلب عامرة بالطهر تتناسلني
فوق خدود الجليد
كم جلبت قطعان النجوم
لأغمسها بين كفيك من جديد
كم سكبت المستحيل في كؤوس المجرات
لتسقني فاه تنفس حلم وئيد
كم تمنيت أن تمزق نقطة ضعفي إليك
وأحظى بعناق وحيد
أنا سلطانة حرف النون
شاخ قلبي .. واليوم سأفتح له الكتاب أو التراب
وأغسله بالماء بالبرد بودق السحاب
وأكفنه بعدة صفحات
فلم تعد تحمله أضلعي
فخرج خلف الغلاف وأمتطى عين الصواب
لن أُؤمن بالحب حتى تكفر الشمس من المشرق
وتجول الأرض عكس الدوران
وينشق القمر من المغرب
وتغيب الرحمة من الوجدان
لجرحي سجدة
تخر لها الأنامل
وتكفر ساق النسيان
كنت عظيِمة العشق أنا ...
وكنت يوما من الرهبان
سأراود اللحظة بالجنون
والنفس لها لا يعلمون
رغماً عني
باقية على عهد مضى
وسأنسى صدقاً نبرة صوتي
لتستفيق الملائكة للوشوشة
وتتسارع الجبال لغسل قدميها
ويلملم البحر أمواجه
فقد انتشر وَعَك الشتاء
وسقط حلم السماء
وغزل الضوء أشعته برذاذ فناء
ودشنت أقنية الغباء
لمن تصوف وحاد عن دين الأتقياء