ملحٌ ...وسكر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مساء الخير .

عانيت عانيت لاحزني أبوح به
ولستِ تدرين شيئا معاناتي
أعتق الهم في قلبي واعصره
وارشف الهم في مغبر كاساتي
ممزق أنا لاجاه ولا ترف
يُغريكِ في فخليني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكمله
لسال منها نزيف من جراحاتي

الآهات نسمعها كل حولنا هل فكرنا يوما أن نفهم معانيها لربما إستطعنا يوما أن نوقف نزفا لم يكن يحتاج الكثير ربما هي مجرد كلمات تهدئ النفس أو تبرى المجروح ...
آهاتنا وإن كانت كبيرة علينا ان تذكر أن هناك من يتأوه لكي يجد لقمة العيش وهناك من يتأوه لفراق عزيز .............وتظل الآهات ونبقى نحن خلف قضبان المشاهدة ..إلى متى .

لقيت صديقا لي يُحب المزاح كثيرا رغم ما أصابه من كدمات وصدمات من سوق المال فلايزال يقف بكبرياء أحسه وبكل صدق يبكي وأراه يضحك بجنون قلت له ياصديقي حدثني عنك فقال ياصديقي لا تخف فلن تأخذ الدنيا مني أكثر مما أخذت وبدأ بالمزاح كعادته يقول فكرت أن اتزوج واحسست بالرعب لمجرد التفكير بذلك فظروفي المادية اكبر مني و تقتلني فكرت في زواج المسيار فلقيتني أخاف على كرامتي وهي كل ما املك ومابقي من حطام الدنيا ..........يقول أجالس اصحابي وجميعهم يعيثون في الأرض فسادا فكل له أحبة بمفهومهم طبعا وليس بمعنى الحب الحقيقي الذي فُقد من جملة مافُقد من تراثنا ويعلم الله ياصديقي أنني اصبحت أخاف على نفسي من الإنزلاق في طريق لا أعرف نهايته ........
أكمل وهو ينظر إلى كوب قهوته ياصديقي الحلال اصبح صعبا والحرام في متناول الجميع ....
قلت له أعد حساباتك فقال سأحاول ولكن هل تعلم أن وجودك بجانبي جعلني أكثر قوة فقلت وهل تعلم أن حديثك جعلني أكثر خوفا من القادم ..................تذكروا كلماتي جيدا .

الحِلم للكبار فقط .............وأتذكر في هذا السياق أن رجلا من الصحابة وربما انني قد نسيت من هو فلتعذورني كان في معركة مع الأعداء المشركين فحينما تمكن هذا الصحابي من عدوه واسقطه ارضا ورفع سيفه ليجهز عليه بصق المشرك أو الكافر في وجه الصحابي فرمي السيف وتركه يمضي لحال سبيله فسالوه لماذا فعلت فقال خفت إن قتلته أن يكون قتلي له إنتقاما لنفسي وليس لرب العالمين..
ربما ان المثال ليس بقريب ولكنه يصب في مجال الحلم وردع النفس عند الحاجة ..

هناك اقلام كبيرة وكثير فارقتنا ولن ننساها ونناشدهم العودة بقلوب صافية .....
وهناك أقلام لحقت بالركب وهي جديرة بالمتابعة والإهتمام .........أهلا بالجميع..

أحترمكم بصدق..