تعليق على تعليق سلطان الهاجري
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،
هذا تعليق على تعليق سلطان الهاجري على بيت لعبيدالله المجيريشي الهذلي
انتقد عضو لجنة التحكيم سلطان الهاجري شطر بيت الشاعر الكبير عبيدالله المجيريشي الهذلي الذي قال فيه :
أنصحك لا تطرد سراب اللال يا مال الذهاب .. اللي سكن فالخاربه يسمع نعيق غرابها
ووجه انتقاده أنه كيف تنصحه في بداية الشطر ( أنصحك لا تطرد سراب الليل) ثم تدعو عليه في نهاية هذا الشطر بقولك (يا مال الذهاب) ،
ونقول لسلطان الهاجري جملة يا مال الذهاب من باب الكناية وهي في اللّغة: التكلّم بما يريد به خلاف الظاهر وفي الاصطلاح لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، .ومال الذهاب في الأصل أريد بها الشر ، ولكنها انصرفت عن المعنى المتبادر إلى الذهن وأصبحت تقال لمن نحب من باب التحبب بعد تبدل معناها ، ونظائرها في لغة العرب كثيرة ومنها ما ورد في الأحاديث النبوية على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مثل جملة "تربت يداك" في الحديث المتفق عليه : " تُـنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين ترِبَتْ يداك "،.فتربت يداك يعني لصقت بالتراب، والإنسان تلصق يديه بالتراب إذا كان فقيراً، فالعرب تسمي الفقير من كثر فقار الظهر، يعني مكسور ظهره، والمكسور ظهره تعبير عن أنه لا يملك مالاً فإن المال يشد الظهر.
وجملة "ثكلتك أمك" في حديث معاذ ، قال فيها المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح الترمذي:ثكلتك بكسر الكاف أي فقدتك وهو دعاء عليه بالموت على ظاهره ولا يراد وقوعه بل هو تأديب وتنبيه من الغفلة وتعجيب وتعظيم للأمر وقد خُصت الأم دون الأب بالثكل ؛ لإحساسها به أكثر من الأب. انتهى. ، ونحو هذه من العبارات، تقولها العرب لمن تحبه ،
فالشاهد أن تربت يداك كناية عن الفقر، ولكن لا يراد بها في الحديث الدعاء عليه بالفقر، وإنما المقصود بـ: "تربت يداك" التحبب، كما تقول لرجل: "يا مضروب ما أحسنك"، فهو ليس مضروب، وإنما تقصد التحبب له، فتربت يداك في حديث: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" ليس على ظاهرها، تعني الذي ظفر بذات الدين هو الذي فاز بالخير.
ومن أراد الاستزادة من هذا الباب فلينظر إلى شرح الحديثين السابقين فسيجد بغيته.
فيجب على الناقد أن ينظر إلى السياق ودلالاته وقرائنه، وأن يكون ملما بعلوم النقد والبلاغة ليصدر حكمة بكل دقة وموضوعية.
مع شكري وتقديري لأخي الشاعر القدير عز الرفيق الذي أثار الموضوع في إحدى المسامرات الأدبية وذكر الشاهدين النبويين فله شكري وتقديري ،،،
آخر تعديل حامد السالمي يوم 03-08-2011 في 09:30 AM.
|