العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > وحدة وطن
 

وحدة وطن معا ضد الغوغائيين أعداء الوطن أعداء الوحدة الوطنية في الداخل والخارج

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-14-2011, 07:30 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الشاعر/ خضرالبقيلي الهذلي

 
الصورة الرمزية الحميا
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الحميا غير متواجد حالياً


افتراضي سفينتنا والإصلاح بين المفروض والمرفوض

سفينتنا والإصلاح بين المفروض والمرفوض

إذا ذُكر الإصلاح والتغيير تعدَّدت الآراء والطروحات. وقد تكرر الحديث بشكل لافت للنظر، خاصة في هذا الوقت الذي تكتنف فيه بلادنا مخاطر عدة،
يجدر بعقلاء البلد تأملها والمحافظة على مكتسباته، مع السعي الحثيث الظاهر للإصلاح والتغيير الإيجابي؛
لذلك من منطلق التفاعل إزاء حق الوطن وحب أهله أضع بعض المعالم التي تقود إلى ساحل الأمان، وتعود بالخير والبركة على الجميع.

فمن المفروض الشعور العميق بالعائلة الواحدة، وأن مجموع الناس صغاراً وكباراً الخير يشملهم والشر يقع عليهم؛ حيث يحس أفراد هذه السفينة بأي خير يطولها،

وبمسؤوليتهم المباشرة عن دفع أي خطأ يحيق بها، إضافة إلى أحقية كل فرد أو توجُّه فيها، مع قبول بعضنا لبعض،
واحترام الرأي الآخر، وإعطاء أصحابه الحرية والأمان لطرح ما عندهم عبر بوابة حُسْن الظن واعتبارهم مشاركين في البناء،
ومن المرفوض أن تشعر فئة بأنها الكل، والبقية استثناء لا دور لها!

إن تنفُّذ اتجاه أو فكر في وقت ما ومحاربته فئة أخرى لن يؤديا للقوة إطلاقاً؛ فالاجتماع مقصد مهم من مقاصد الإسلام ومَعْلم شهير من معالم أهل السنة والجماعة،

ولا يلزم من ذلك التطابق في وجهات النظر؛ فذلك عزيز، لكن من المفروض على كل مَنْ يُسمع قولهم ويؤثر رأيهم أن يتطاوعوا ولا يختلفوا،
وأن يتلاينوا ويتصالحوا؛ فهذا الوقت ليس وقت الفرد والضعف، بل وقت الجماعة والمؤسسة المؤدية للعزة والقوة.
ولقد كان الصحابة فيهم من الاجتماع والائتلاف والتقارب - مع وجود اختلاف في آرائهم وشخصياتهم ما يجعلهم أنموذجاً عظيماً حقق هذا الأمر،
واستجاب للنهج النبوي الكريم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي ذر رضي الله عنهما:
"تطاوعا ولا تختلفا"، وهذا لا ينمو ويزداد إلا بحُسْن الظن والتقدير للآخرين وقدراتهم وفضلهم حتى لو كانوا صغاراً، وعدم استعجال إصدار الأحكام،
والتصيد للزلات، وإشاعة الهفوات؛ فمَنْ الذي ما ساء قط ومَنْ له الحسنى فقط؟!

ودين الإسلام أمر بعدم تتبع العورات وتصديق الظنون والتجسس والقيل والقال وكثرة السؤال التي يعز سوقها الآن؛ فالأخبار تتوالى،

والشائعات تنتشر، والجلبة كثيرة، والموفَّق من لزم الهدوء ولاذ - بعد الله بالعبادة، وصدر عن عِلْم وحق.
كما أنه من المفروض علينا جميعاً فتح مجالات الحوار والنقاش البنّاء، وتوجيه الطاقات الهائلة لدى فئات المجتمع، خاصة الشباب،

وخلق دور فاعل لهم داخل مجتمعهم؛ فهم يقرؤون ويسمعون ويشاهدون، وعدم مصادرة اختياراتهم، وتخطئة آرائهم مباشرة؛ فإن سكتوا ساعة فلن يستمروا دهراً،
وكما توجَّهت الدولة لفتح مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني - وهو توجُّه جميل - فالأجمل الآن فتح عشرات المراكز مثله أو فروع له، تحيل الحوار واقعاً ملموساً، وتـأخذ بأيديهم إلى صناعة واقع المجتمع، لا أن يكونوا تابعين دائماً.

إن الإصلاح كلمة عميقة ذات مدلولات عميقة، تحتاج إلى قرارات شجاعة صادقة لإشراك جميع قطاعات المجتمع وفئاته في تسيير المجتمع والوطن،

وخلق الشعور الجمعي لدى الكل، الكل بدون استثناء، من أصغر عامل إلى أكبر قائد! وهذا لن ينجح بقوة في ظل هذه المتغيرات الخطيرة إلا حينما تعلو الشفافية،
وتُعزَّز ثقافة الصدق، ويُنشر العدل، ويُحارب الكذب، ويُزال النفاق والظلم!

إن الناس تجاوزوا بمراحل قضية: هل نشارك أم لا؟ وهل لنا حق أم لا؟ إلى سؤال جديد: كيف نشارك؟ وما حدود الحق لنا ولغيرنا؟
وقبل الختام فإن من المفروض المسارعة إلى ردم الهوة بين طبقات المجتمع، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً،

والمسابقة في ترتيب الأولويات، وأعظم أسلوب لفقه أولوياتنا وتقييم أعمالنا انتهاج التواصل الاجتماعي بين القيادة والناس، عبر الوسائل الحديثة، وقياس مؤشرات الأداء لجميع العاملين في الدولة،
ومعرفة الناجح من الفاشل، ومعرفة مَنْ المنجز والناصح والوطني حقاً، ولدينا نموذج متميز في شخص وزير الإعلام عبر صفحته الشخصية التي فتحها لكل مواطن يريد أن يوصل صوته؛ ما جعل له قبولاً عند مختلف شرائح الناس.

إن عامل الوقت مهم جداً هذه الفترة؛ فالأيام لم تعد متشابهة مطمئنة، بل إن كل يوم الآن صار يحمل في جنباته تضاعيف سنين وتغيرات عقود؛ ما يستوجب مسابقة الزمن لئلا يسبقنا! وكفى ما مر في أزمنة ماضية.
أن البقاء ليس لصاحب العلاقة أو المصلحة بل إن البقاء الآن لمن يملك علماً وإخلاصاً وبذلاً وعطاء وأمانة وشعوراً بالمسؤولية الاجتماعية وانتماء حقيقياً وصادقاً للوطن وأهله..

وختاماً، على الأمة جمعاء وأهل وطننا كثرة الدعاء بأن يجمع الله الكلمة، ويصلح الحال والمآل، ويوفق الراعي والرعية لما يحبه الله ويرضاه، ويحفظ على بلادنا أمنها وإيمانها.
آمين.. آمين.

الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الأحمد
المشرف العام على مركز حلول للاستشارات والتدريب






التوقيع

http://www.youtube.com/watch?v=1AYtwtbb4wM

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأمم المتحدة تطالب بإلغاء الحظر المفروض على قيادة النساء السعوديات للسيارات ..والمجتمع السعودي يرفض هذه الدعوة في السابق طير شلوى المجلس العام 3 02-02-2008 07:51 AM


الساعة الآن 01:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل