ليس من شروط الحجاب في العباءة النسائية " اللون الأسود "
أكدّ الداعية الإسلامي المعروف الدكتور علي بادحدح أنّه ليس هناك مواصفات معنية قد حددتها الشريعة الإسلامية لطبيعة شكل الحجاب ، مشيرا ً إلى أنّ الفقهاء قد وضعوا ضوابط محددة ، وصفات معنية يجب توفرها في الحجاب منها أن يكون ساترا ً وأن يغطي عورة المرأة ، ولا يكون شفافا ً .
وأضاف بادحدح أنّ مثل هذه القضية تعدّ من القضايا الفرعية في أمور الدين ، والتي أخذت طابعا ً جدليّا ً بشكل دائم ، حيث لا ينبغي إثارتها بين الناس لأنّها باتت من الموضوع التي يتجادل بها الناس من دون الوصول إلى نتيجة ، فالفقهاء والنصوص الشرعية لم تحدد شكل ولون الحجاب ، وإنّما حددت ضوابط ومعايير معينة يجب أن تتوفر فيها .
من جهته اعتبر أستاذ الدراسات العليا الشرعية بجامعة الطائف الدكتور فهد الجهني أنّ الحجاب فريضة شرعية فرضها الله على نساء أمة الإسلام حفاظا ً على مكانتهن وجاءت النصوص الشرعية في القرآن والسنة لتدل على مثل هذا الأمر وتبيّن ضوابطه وتفاصيله ، موضحا ً بأنّ المقصد الشرعي من الحجاب هو أن تأمن المرأة على نفسها من الفتنة أو أن لا تكون هي محلاً للفتنة ، إضافة إلى المقصد الرئيسي أن تتعبد الله سبحانه وتعالى به .
ويبيّن الجهني أنّ الفقهاء والشرعيين استنبطوا من مجمل النصوص الشرعية ضوابط وشروطا ً للحجاب الشرعي منها :
أن يكون ساترا ً لجميع عورة المرأة وبدنها لاسيما أمام الأجانب
ومنها أن لا يكون الحجاب لافتا ً للأنظار أو به زينة أو مجسدا ً لجسد المرأة
وكذلك أن لا يكون معطرا ً أو فيه تشبيها ً بالرجال لأنّه بذلك يخالف المقصد الشرعي منه بحسب رؤية الجهني
مختتما ً حديثه بالتأكيد على أنّ الحجاب أيًّا كان لونه أو مصدره لابدّ أن يحقق المقصد الشرعي الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى للمرأة .
من جانبه أوضح القاضي بمحكمة التمييز سابقا ً الدكتور إبراهيم الخضيري أن لون العباءة الأسود هو ليس له حكم شرعي يحكمه ، فالحجاب يكون بستر النساء ولكنه لا يوجد حكم شرعي بعينه ينص على هذا الأمر أو بضرورة لبس اللون الأسود أو انه سنة .
ويعتبر الخضيري أن معظم فئات المجتمع قد لجأت لهذا اللون من العباءات بحكم العرف وليس لشيء آخر ، مبينا ً أنه لو أردنا البحث عن أيام الصحابة وطريقة حجاب النساء فنحن بحاجة لبحث طويل جدا ً ومعرفة التاريخ ، مبينا ً أنه في أيام عهد رسول الله كان الحجاب معروفا ً قالت السيدة عائشة : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أكنف ، قال ابن صالح أكثف مروطهن فاختمرن بها .