والدة الشيخ عدنان العرعور في بيتنـا...وبطحاء الرياض ستُقصف بالنووي إحذروا ياأهلها !
قـَبل شهر ونصـف تقريباً كـُنتُ في مكـةَ المـُكرمة مع خـالي وأهلهُ ننعم بالسكينةِ والهدوء النفسي بين أعمدة بيت الله نستأنـِس برؤيةِ الكعبة المُشرفة والعظـامُ تكاد تنفتـق من عذوبةِ الزمزم
ولاأخفيكم بأن خـالي قد منع عني التلفـاز حتى لاأٌشـاهـِد أخبـار الثورة في سوريا وليبيا والأحوازواليمن...ولاأخفيكم أيضاً أن أمي هيّ التي طلبت من خالي أن يأخـُذني معه إلى مكة حتى أرتاح قليلاً من متابعة الأخبـار(على حد قولها)...لـم أتعب ياقـُرةَ العين فـلـِمـا الراحة؟!
سـُبحانهُ المولى يعلم الرغبة التي تكتسيني في معرفة أخبـار قـُطرُنـا الإسلامي والعربي الكبيـر فأكرمني بدلاً من مـُشاهدة الأخبـار على شاشات التلفزه بأن ألتقي مع وقود هذهِ الأخبـار ومـِن عـُظماء الثورةِ في سوريـا...ودعنـا مكة وعـُدنا ومآذِن الريـاض تصدح بالحـق مـُناديه لـِصلاةِ المغرب دخلت بيتنـا والأنوار جميعها مشتعله...ورائحة الطعـام تفوح من المطبخ دخلت ولم أجد إلا الخدم سألتهم من الضيف؟ قـالوا لانعلم..دَخلتْ أمي وحضنتـُهـا وشعرتُ بأنها تبكي قلت ياأمي لـِما الـبـُكاء أنا كـُنت في بيت الله الحرام فلا داعي للدموع يجب أن تستقبليني بفرح
قـالت بنبره فيها من الإستخفاف الجميل(وإنتي من جدك ببكي لأنك جيتي من مكة ياكثر ماسافرتي ولابكينـا!) لاأخفيكم حينهـا وبخجلٍ شديد قررت أن لاأستعجل في الأمور حتى وإن كـُنت مـتأكده: )
سألتها علّ في الأمرِ خيـر وماخطـبُ دموعـِهـا...فقـالت لم أتحمل كلام العجوز فخرجت لأبكي سألتها ومن العجوز؟قـالت عجوز من سوريـا وصلت الريـاض صبـاح اليوم (بالتهريب) وجاء بها أخيها يوسف الذي يعمل في محل والدك...شعرتُ بأن هذهِ العجوز لديها العجب مما إستدعى أمي للبـُكاء صليت المغرب ودخلت المجلس فإذا بها في صـَدرِه سلمتُ عليها وحاولت أن أُقـبِل رأسها ولم تسمح ليّ...قلت( حيّ الله أم يوسـف) نسيت أن يوسف أخيها وليس ولدهـا..ردّت عليّ قائلـه أنا أم الشهيد! أنعـِم وأكرِم لكـن كيف ومتى وهل وكم...أكلتـُها بأسئلة ولم أحترم عـُمرها الذي قـارب التسعين...جاوبتني بإبتسامة وقوةِ جأش وبلغةِ المثقفة :
أنا أم طارق وإسماعيل أكرمني المولى بهم بعد سبعِ سنوات من زواجي كـان زوجي إمام مسجـِد في حماة وفـُصـِل عن الإمامة وحـُرِم أن يؤم المسلمين في كـافة مساجـِد سوريا سألتها عن السبب الذي كـُنت أعتقد بأنه قد كـان يـُأخِر االصـلاة أو يحرض الشبـاب على ولاة الأمر في سوريا أو يأمرهم في مافيه شكٌ في الدين...فقالت يابـُنيتي حـُرِم من الإمامة لأنه كـان يـُعطي دروساً في التجويد وسيرة الرسول بعد صـلاة العـصر يومي الإثنين والخميس بدون تصريح!
بعد الفصـل كـان منزعـِج كثيراً لاعمل ينشغل به ولا ولد يستأنـِس به فطلبتُ منهُ الزواج ورفـض بعدها بشهر أكرمني الله بالحمل ورزقني توأم أسميناهم طـارق وإسماعيل حرصت وأبيهم أن نـُربيهم على الدين وإحترام النـاس فحفظـوا القرآن وهم في الخامسة عشر وكـانوا بـارين بنـا حتى توفى الله والدهم وهم في الخامسة والعشرين مرت السنين ولم أفقد زوجي لأني أرى في أبنائي أبيهم من دين وخـُلـُق وكل شيء ... بعد سنين قـامت هذهِ الثورة المـُباركة في سوريا وخرج أبنائي مع إخوتهم أبناء الوطن في هذهِ التظاهره وكانوا متسلحين بالإيمان يريدون حرية يمارسون دينهم كيفما أرادوا وليتمتع غيرهم بحريتهِ الخـاصه...فقـُتـِل إبني إسماعيل تارِكاً زوجة وثلاثة أطفـال وأنا وإعتقلوا إبني طـارق...ولم أعلم بإعتقـاله إلا بعد مداهمة البيت وإعتقـالي وأنا في فراشي أبكي إبني إسماعيل وإقتادوني (محجوبةَ العينين) إلى سجن أعتقد بأنه تحت الأرض لأني أسمع نـاس تمشي فوقي وصراخ وعويل من أعلى فطلبتُ من الكلب (تقصد الضابط أكرمكم الله)أن يخفف من شدة ربطة العين وطمأنتهُ بأن نظري ضعيف جداً ومع بـُكائي إبني الشهيد بـِتُ لاأرى فرد عليّ الكلب (مره أخرى أجلكم الله) لأجل الشهيد سأقتلع عينـكِ ياعـاهـِره(تـُقسم بالله انهُ قـال لها هذهِ الكلمة) تقول تركني ساعه وجاء بإبني طـارق أخبرته بإستشهـاد إسماعيل قـال أعلم حتى وهو ميت يسألوني عنه وعن أصحابه رن هـاتف الضابط وخرج فقـال لي طارق اذهبي الى خالي يوسـف وهاتفي زوجة أخي وأبنائها بعد حين ليلحقوا بكِ وأنا إن خرجتُ حياً سأعودُ بكِ إلى سوريا وهي مـُحرره وإن لم أخرج فأنا شهيد أخ شهيد وسنشفع لكِ يوم الأشهـاد..تقول والله لم أفرح في حياتي مثل هذهِ الفرحه لأني أنجبتُ أبطـالاً وتعهدتُ لهُ بأن أخرج من سوريا ودعتُ طـارق وقـال بصوت عالٍ الجنة ياأمي الجنة...وذهب طـارق مع أحد الكلاب والكلب الأكبر معي وروعني بأصوات التعذيب وهلع الشبـاب والنساء وسألني كثيراً وهددني بالتعذيب ولم آبه فقـال لي أنتِ مصنع خونة الوطن وإحتراماً لعمرك سأخلي سبيلك(ماشاء الله والله وفيه ناموس هالضابط)!
تقول خرجتُ وأنا الثـُكلى مـُثقله بفقدان الولد ومـُتخمه بالأمراض...قصيتُ ماحدث ليّ لزوجةِ إبني التي حـُرِمت وأبنائـُها من رؤية إبني شهيداً ولانعلم عن جثته شيئاً...فدّبرت لي مبلغاً من المـال وجاءت بيّ للمطـار وتفاجأتُ بمنعي من السفـر...لكن شاء الله أن يـُسخر لي من يـُنفـِذ وصية إبني ووصلت مطـار الريـاض... وإستقبلها أخيها يوسف وجاء بها إلى بيتنـا...والله وبالله وتالله على الرغم من الحزن الذي ينتابـُنا عندما نرى مشاهـِد القتلى في التلفاز وأحياناً نبكي ونحنُ لانعرفهم إلا انه عندما تـُقابل من مسه الأمر مـُباشـَره تستصغـِر نفسك كثيراً ولاأدري مالسبب
نـامت تلك الليله وأبيتُ إلا أن أنام عندها وبجوارها فمن يحصل على مجاورة أم أبطـال ويرفض؟!
أصبحنا وأصبح المـُلك لله فإذا بها تـُريد مكة التي لم تراها الا قبل أربعين عاما وسـُبحـان من يسر كـُل الأمور لهذهِ العجوز لأني كـُنت أعتقد لاتستطيع أن تذهب لمكة إلا بعد شهر بسبب الحجوزات فإتصلت بالحجز وطلبت حجزين لأقرب رحلة وكنت أتحرج من أم طـارق قليلاً لأني سأقول لها الرحلة بعد شهر أو أكثر...فقـال الموظف (زين بكرا؟) صـُعـِقت وقتها وبشرتُ خالتي أم طـارق إن الله يسهل لها أمورها والرحلة غداً ففرِحـت وإتصلت بأخيها يوسف وقـال لابأس غداً يعني غداً وذهبت العجوز أم طـارق الى مكة بعد أن ملئت بيتنا إيماناً وفخراً ... كان أبي إذا إتصل بأخينا الكريم يوسف أطلب من أبي أن يجعلني أهاتف خالتي أم طـارق ولم أستطيع إلا مره واحده لأنها كما يقول يوسف لاتبرح بيت الله الحرام حتى النوم لو تركت أمرها لها لنامت...مـرّت ثلاثة أسابيع ونحنُ ننتظر أن يـبشرنا يوسف بإتصـال البطل طـارق ومابين الأخبـار والدعاء لتحرير سوريا وأبنائها من شياطينها لنفرح بلقاء أم طـارق بإبنهـا ليـُعيدهـا إلى سوريا كما وعدها فإذا بيوسف يتصل على أبي وقـال لهُ أختي أم طـارق توفاها الله !
ذهب أبي وإخوتي وبعضاً من أقـارب يوسف لمكة وصلـوا عليها وتم دفنها في مكـة...ليس مهماً أن أقول لكم ماشعرتُ به من هذهِ العجوز التي قابلتها أقل من 48 ساعه فقط...المهم هو أن أبي بعدما رجع من مكه ورجع يوسف معه قـال إن أختي قبل وفاتها بإسبوع كـانت تقول يايوسف سأموت في مكة إن شاء الله حتى أدفـن بها وأوصيك أن تجعل تراباً ضم الرسول صلى الله عليه وسلم يضمني...وكـان لها ماتمنت.
في غمرةِ حـُزننا تذكرتُ والدي الشيخ عدنان العرعور عندمـا تحدث عن أمه في أحد البرامج والتي تم اعتقـال ابنها وتهديدها بالتعذيب ومن ثم خروجها من سوريا ووفاتها سريعاً ولم تعود لترى سوريا...كـُنت دائماً أفتخر بوالدة الشيخ عدنان العرعور رحمها الله وكيف كـان ردها للضـابط الذي كان يهددها بالتعذيب والآن والدتك ياشيخ عدنان كانت في بيتنـا فـحـُقّ ليّ أن أفتخر بلقاء نساء الشام مـُنجـِبـات الأبطـال...أم طـارق وإسماعيل وأم شيخنـا عدنان العرعور واجها ارهاباً وظـُلماً لايعلمُ بهِ الا الله...لكن المفـارقة العجيبة أن أم الشيخ عدنان واجهت ماواجهت قبل ثلاثين عام تقريباً(على ماأعتقد) وأم طـارق رحمها الله واجهت نفس ماواجهت أم عدنان رحمها الله قبل شهرين...تغير كـُل شي من ثلاثين سنه حتى الآن..إلا بعض الأشياء لم تتغير !
هـُنا شيخنا الفاضل عدنان العرعور يتحدثُ عن والدته ... والله كأنهُ يتحدث عن أم طـارق:
حتى لاتجتهدون في معرفة منبع الثورة السورية وخروج شباب سوريا وسبب قيامها ومن مـُفجـر هذهِ الثورة المـُباركة قطع علينا الإعلام السوري الرسمي (قناة سوريه تحديداً) عنــــوة البحثِ والإجتهاد في معرفة أهم قادتها...فخرج المذيع مـُتسلحاً بكل شيء ضد السعودية حتى المتصلين عندما يقولون (هذهِ أجندة خارجيه) يرد عليه المذيع تقصد السعودية؟! لاعلينا المضحك أنهم قد استضافوا مهرجاً ومطبلاً كبيراً للنظـام السوري وهذا شأنه وهو حـُر وأخذ يـُشرِق ويـُغـَرّب بالثورة السورية فتـارة هي بإيعـاز إسرائيلي وتـارةً أمريكا تـُريد خيرات سوريا وأخرى السلفيين يريدون إقامة دولة إسلامية في سوريا..وبعد خيـارات عده وصل الضيف الى السبب الرئيسي وهو بطحـاء الريـاض !
نعم لاتستغربون بطحاء الرياض (بطحانـا) هي مـُفجرة الثورة السورية لأنه وبحسب مصـادره أن بعض المسؤولين يتواجدون في البطحاء مرتع البـُسطاء والفـُقراء مـِن بعض الجنسيـات ويشترطوا للشخص ألف ريـال بشرط أن يتداخلوا مع العربية أو بعض قنوات الفتنة(على حد قوله)
ويقولوا نحنُ شهود عيـّان من درعا ـ حمص ـ تلكلخ ـ حماة ـ دير الزور وهلمجرا والآن مذبحة بحق الشعـب أنقذونا أنقذونـا...تذكرت وأنا أُتابع كذبهم دعاية أنقذني ياحليب السعودية !
وقـال وبالحرف الواحد إن لكم يوم وأعرفكم يامن تدفعون ويامن تقبلون الرشوة ولن يمضي الأمر
هكذا سنـُحاسبكم!! فـ للحذر ياأهل البطحـاء هاجروهـا خوفاً على صحتكم من صواريخ نووية أو إعتقالات واسعة من نظـام البعـث !