طيبة
أعزائي الكرام ...أسعد الله أوقاتكم بكل خير...
هذه القصيدة من وحي زيارتي للمدينة المنورة ، مدينة أعشق كل شيء فيها... حتى شدة حرّها... آمل أن تلقى القبول والاستحسان..
[poem=font="traditional arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أمَّا البكاءُ فإني لستُ أبكيها = إنْ سال دمعي فلا سالتْ روابيها
ميساءُ حوراءُ كم ضنَّتْ ببسمتها = وكم تمنَّتْ دموعَ المبتلى تيها
إنْ تطلبيني فهاكِ الأرضَ أجمعَها = أمَّا دموعي فما للغيد أُجريها
لم تجرِ إلا على الماحي وعِتْرَتِهِ = محمدٍ جامعِ الأمجاد معطيها
لما نزلتُ بدارٍ تُربُها شِيَمٌ = وريحُها المسكُ والإيمانُ كاسيها
تفجَّرَ الدمعُ من عيني فأغرقني = تذكراً لرسول الله مُعليها
بها الرسومُ على الأزمانِ واضحةٌ = وما الرسومُ سوى أفعال أهليها
بها الشموسُ من الأرجاء مطلعُها = فكلُّها مشرقٌ سبحان منشيها
بها النفوسُ من الإيمان مترعةٌ = يكادُ يبرقُ ضوءُ الدين مِنْ فيها
آثارُهم في الورى تُنبي بفضلهِمُ = كالأرض قيعانُها تُنبي بساقيها
كانتْ مواتاً فشاءَ الحقُّ عزتها = فأصبحتْ جنَّةً واللهُ حاميها
حصنٌ حصينٌ فعينُ الله تكلأُها = وسنةُ المصطفى تحمي أراضيها
وفتيةٌ من نسيجِ الصبرِ معدنُهم = شدُّوا عُصاباتهم في وجه شانيها
وحرةٌ من نفوسِ القوم شعلتُها = لطالما نارُها صدَّتْ أعاديها
سردٌ مظاهرةٌ بردٌ لساكنها = عزٌّ أسافلُها مجدٌ أعاليها
لا أبعدَ اللهُ عن عينيَّ طلعتَها = ولا رماني ببعدٍ عن مغانيها
الأصلُ طيبةُ والدنيا مشابهةٌ = فلا تعوضتُ بعد الأصل تشبيها
لو لم أكنْ من بني أم القرى لغَدَتْ = نفسي حبيستها، فمن يفاديها؟
لو لم تحزْ غير سكنى المصطفى شرفاً = إذا كفاها كمالاً ليس يخطيها
بطيبة الطيب حلَّ المصطفى زمناً = فأنشدَ الدهرُ زهواً في نواحيها
قصيدةً رددتها الأرضُ في طربٍ = والشمسُ والبدرُ والدنيا ومَنْ فيها[/poem]
|