أســـــــــــــــعد الله مســـــــــــــــــاكم جميعــــــــــــًا بكــــــــــــل خيــــــــــر
لكــــــــــم اخـــــــــــواني قصــة حجـــاج بن فيصل الســــهيان الضويحــي الخالــــــــــــدي
لقد مرت هذه البﻼ?د بسنين من الفقر فكان يخرج بعض من رجالها للبحث عن الرزق ، وكان من هؤﻻ?ء الرجال رجل يدعى حجاج بن فيصل السّـهيان من الضويحي من بني خالد ، وكان حجاج شابا يافعا في صﻼ?بة وجمود الصحراء ، اخذ حجاج يسعى وراء الرزق ، حيث خرج من بﻼ?د الجوف حتى وصل به المقام الى اﻷ?زرق من بﻼ?د اﻷ?ردن ، ولكن القدر لم يسعفه لتحقيق امانيه التي ذهب من اجلها حيث اصابته الحمى ، فلم يستطيع العمل واشتد عليه المرض حتى اقعده عن السّير ، واصبح حجاج في سجن ﻻ? يرحم صاحبه وهو سجن المرض و اثناء ذلك الوقت وحجاج يعاني من شدة المرض ، ظهر بصيص من النور و اﻻ?مل ، و اذا ببطل هذه القصّة تسوقـه اﻻ?قدار الى حجاج الفيصل , وهذا البطل نشأ و ترعرع في صحاري بﻼ?د الجوف و لفحته شمسها الحارقة ، وصقلته رياحها بخلق العربـي اﻻ?صيل , بطلنا هو نزّال بن قاضب البيالي السرحاني ، من قبيلة السرحان من بﻼ?د الجوف ..ظـهر على حجـاج وكأنه نور أضاء أمـل حجاج بعد ظلمة طويلة ، فسلم عليه وواساه و طلب له من الله الشفاء ، ثم سأله قـائﻼ? : هل استطيع مساعدتك ؟* قال حجاج : نعم أنا أريد بﻼ?د الجوف ، هذا اذا كان باستطاعتك . فما كان من نزال اﻻ? ان قـال لـه : تـهيأ للمسير الى بﻼ?دنـا (الجوف ) . وهو واثق من نفسه حيث يمتلك العزيمة و اﻻ?رادة القـوية ، رغم المسافة الشاسعة ، والحرارة الشديدة ، اذ أن بينه و بين مـا يريد ، صحراء ﻻ? يرى فيها اﻻ? السراب ، وحرارة الشمس , وفي اليوم التالي ما أن انبلج النور اﻻ? ونزال واقف على مقربة من حجاج ، و قال له :توكل على الله ، فقال حجاج باستغراب والمرض ينهش في احشائه : أين الراحله ؟
فقال نزال وهو واثق من نفسه : على هذا الكتف ! فحمله نزال ثم اتجه به الى الجوف و كان يمشي به راجﻼ? متوكﻼ? على الله ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) . متحديا عوامل الطبيعة حيث الصحراء والحرارة والظمأ . وقد حمله نزال في هذه الرحلة من اﻷ?زرق من بﻼ?د اﻷ?ردن حتى أنزله لﻼ?ستراحة في (العمري ) ، ثم واصل مسيره ولم ينزله في المرة الثانية لﻼ?ستراحة سوى في (الحديثة ) ، ثم حمله ومشى به للمرة الثالثة حتى وصل به بﻼ?د القريات عند مقر الحكومة حيث كان اﻷ?مير في ذلك الوقت : ( عبد العزيز بن أحمد السد يري )، فأكرمهما وأعطاهما بعض المال ، زمن حسن الحظ كانت هناك سيارة حكومية متجهة إلي بﻼ?د الجوف ، حيث ركبا فيها لتكمل بهما المشوار ، إﻻ? أنها وصلت هجرة ( العيساوية ) فتعطلت وكأن القدر يريد أن يظهر معدن هذا الرجل ، وأركب حجاج مرة أخرى على ظهره ، حتى وصﻼ? إلي هجرة اﻷ?ضارع ، فصادفهما أحد رعاة اﻹ?بل ، فاستأجر نزال ذلوﻻ?ً ، وأركب حجاج حيث كان يحتضنه طوال هذه المسافة ، وكان حجاج مع شدة* المرض يتقيأ على كتف نزال هذا الرجل الشهم الذي تزداد عزيمته كل ماطال به الوقت ، وكان عندما يشاهد حجاج متضايقاً
يجعل الذلول تقصر الخطى حتى وصﻼ? دومة الجندل , وجدير بنا القول هنا أن صاحب الذلول التي استأجرها نزال البيالي ليحمل حجاج عليها من اﻷ?ضارع إلي دومة الجندل ، عندما علم بأن نزال قد استأجرها منه لعمل إنساني حمد الله بأن نزال لم يعرفه ، فأخذ ذلوله ، ولم يرض بأخذ اﻷ?جرة . وهناك أخذ نزال البيالي من ركائب الحكومة ، إذ أعطوه ذلوﻻ?ً على أن يسلمها بعد إنجاز مهمته إلي المسؤول عن ركائب الحكومة في* سكاكا ، حيث أركب حجاج حتى أوصله إلي مناخة السهيان ، وقال له : بماذا ستجزيني ياحجاج ؟ فقال له حجاج : هذه مالها جزاء إﻻ? من الله ، ولو أعطيتك كل ما أملك ، فقال نزال : أريد أن يذكر الناس هذه القصة عندما تعد القصص الطيبة فقط .وهذا احد الشعراء يشير الى هذا الموقف البطولي الشهم من قبل الشيخ / نزال بن قاضب البيالي السرحاني أحد وجهاء قبيلة السرحان بالجوف حيث يثني على مناقبه الحسنه حيث يقول :
ترحم وتغفر ذنب ذيب الذيابه :: ابو كّريم طيب العلم نـزال
إلى أن يقول :
وخويه اللي طاح شالـه وجابـه :: خمسة عشر ليله على المتن منشال
لزم عليـه وركبـه واعتنـا بـه :: القيظ اﻻ?شهب ماشي باشهب الﻼ?ل
جابه مـن اﻻ?ردن تحمـل عذابـه :: عادات من عادات شيـال اﻻ?ثقـال
الله يغفـر زلتـه عـن حسـابـه :: آمين وصلى الله على خير مرسال
ودور الشعر هو توثيق مثل هذه المواقف العظيمة حيث تفاعل الشاعر مرزوق فريح الهزيمي بهذه القصيدة :
يالله ياراكـز عـوالـي جبـالـه :: الخالق اللـي يـم بيتـه يحجـون
ياجأيب وبل المطـر مـن خيالـه :: ياناصر موسى على قوم فرعـون
يوم البيالي شـال حملـه لحالـه :: من دون هيـم والذيابـه يعـوون
حمل خويه فـوق متنـه وشالـه :: من ديرة المفرق تمشى على الهون
الجوف مره يوم هب الهـوى لـه ::* جاب السكاكي كل ربعه يشوفـون
وفي واحدة من أجمل القصائد تفاعل الشاعر " حسن سمير المخلفي الحربي " مع هذه القصة العظيمة فأنشد وقال :
البارحة ليلـي قضيتـه نشايـد :: أردد اﻷ?لحان بالصـدر ترديـد
لو أن ماني في هل العرف رايد :: رسمت للمعنى سهوم البواريـد
إلى أن يقول :
وصل من أهل المجد وأهل العوايد ::* إزحول الرجال اللي تضد الضواديد
من ﻻ?بة تاطـا علـى كـل كايـد :: وقت اللقاء شجعان ماهـم رعاديـد
ورث لهم سرحان كسب المجايـد :: جـدن مـورث منهجـه لﻼ?حافيـد
من وادي السرحان معطـا شهايـد :: يشهد لها الوادي وذيـك التخاديـد
ماضي عريق وحاضر بـه سدايـد :: مسـدده فاتـورة المجـد تسـديـد
ونـزال زود بالرصيـد الرصايـد :: سوالـف مـا تنمحـي بالتجاحيـد
جـدد علـوم دارسـات بـوايـد :: فعل عنه تقصـر رجـال صناديـد
مثل البليهي ثـار والحمـل زايـد :: ينقل خويه فوق متنـه مـع الريـد
من حد اﻷ?زرق ماوضع له وسايـد :: شاله بحـر القيـض كنـه بتبريـد
ياجعـل متنـه ماتجيهـا الوقايـد :: اللي خويـه ماازعجـه بالتراديـد
فعل البيالـي مـن علـوم شرايـد :: ما هي علـوم بالمجالـس هرابيـد
يشكـر عليهـا والليالـي جدايـد :: تنشر له البيضا بـروس الشواهيـد
والمدح ﻻ?هل الجوف مسند سنايـد :: يستاهلونـه واكـد المـدح تاكيـد
الحيل تحصد مثل يـوم الحصايـد :: على الصوانـي ردم كنهـا الحيـد
والضيف يقلط فرد ماهـو محايـد :: وﻻ? يزعجونه في كثيـر التناشيـد
مـن بعـد فنجـال مقنـد قنـايـد :: على قدوع الجوف من شمخ الغيـد
بهاك المجالـس ماتجيـك اللهايـد :: تزهى بها الرسﻼ?ن هي والبغاديـد
دار تردها الخـور يـوم الورايـد :: يوم انها في وقت شـح المواريـد
وصلوا على اللي ﻻ?مة الغر قأيـد :: محمد اللي وحـد الديـن توحيـد
ما راق لي ونقلته لكم