الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الحمد لله القائل : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ . وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ).
ما أشد غفلتنا عن الموت ، وما أكثر تناسينا للقبر ، فلا نكاد نتذكر أو نتفكر ـ إلا من رحم الله ـ سوى ومضات بسيطة ؛ عند وقوع مصيبة الموت في حبيب أو قريب ، وهذه والله من الغفلة نسأل الله أن يشفي قلوبنا منها ويرزقنا الإخلاص له والثبات على طاعته وحسن عبادته ، وإن من منن الله الجسيمة تذكر الدار الآخرة ،
قال جل من قائل : (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار ) والدار هي الجنة ، وهم لها متفكرون ولربها عاملون وللوصول إليها طامحون وداعون ..
تذكرت ذلك وأنا أستعرض الأرقام المسجلة بالهاتف الجوال لدي ، فذهلت من عدد من مات ولم أحذف أرقامهم منهم الصغير ومنهم الكبير ولا أعلم على من سيكون الدور في هذه القائمة ، أم سيكون الدور على صاحب الجوال
لا نعلم ولكن علينا تذكير بعضنا ، والسعي لسلعة الرحمن ..
ومن هذه الأسماء أخي ومعلمي المشرف التربوي الجليل الأستاذ عبدالله بن عواض الثمالي رحمك الله وطبت وبؤاك الله من الجنة خير المنازل فلكم تعلمنا منك الأدب والأخلاق ورأينا فيك سمت المؤمن وأخلاق النبلاء وصبر المحتسبين ، فلكم نخر الفشل الكلوي في جسمك الهزيل ولك أنهك غسيل الكلى وكنت نعم الصابر ونعم الشاكر وإلى رابك ها أنت تغادر ، وكنت في اليوم الذي تغسل كليتيك تعود للعمل والنظام أجاز لك الغياب براتب كامل ذالك اليوم ، فأسأل الله أن ينزل على قبرك شآبيب الرحمة ويؤنس وحشتك ،ويكرم نزلك ويعلي منزلتك ؛ اللهم آمين.
ورحمك الله أخي العزيز ، صاحب الابتسامة الدائمة ، خفيف الظل ، الفاضل : عيضة بن عواض العميري الطلحي ، فلن ننسى مواقفك وأخلاقك ، ولقد استفدت كثيرا من خبرتك في الرصاص والرماية والسلاح والبوردة ... وقد كانت مكانتك عند الوالد كبيرة ، رحمك الله وجعلك من أهل جنته ، وقد فجعنا قبل عام بوفاة أخيك في جبل شعار بالشفا ، فلله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بقدر مقدور.
والغصة الثالثة وفاة شقيق روحي وتوأم فؤادي أخي الحبيب هيثم بن صديق فضل الله الذي قضيت معه ردحا من الزمن ، وشرخا من غضارة الشباب ، ونضارة الأيام ، فكان نعم الزميل ، وخير الأصحاب ، كم بحت له بأسراري ومكنوني فوجدته نعم المنصت ، ونعم الناصح ، وكم شكى وبكى ، ووجدني له مثلما كان لي ، وقد فقدت ابتسامته وحبه ، ورعايته وحفاوته. فالدهر لا يبقى على حدثانه.
فمثلي ومثلهم لكما قال الشاعر :
وكنا كندماني جذيمة حقبة ،،، من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ،،، لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أو كما قال المهلهل :
أهـــــــــــــــــــاج قذاء عينيَ الادكارُ ؟ ،،، هُــــــــــــــــــدوءاً فالدموعُ لها انهمارُ
وصار الليل مشــــــــــــــــــتملاً علينا ،،، كـــــــــــأن الـــلـــيـــــلَ ليس له نهارُ
وبتُّ أراقـــــــــــــــــــبُ الجوزاء حـتى ،،، تقــــــــارب من أوائـــلها انـــــحـــــدارُ
أصـــــــــــــــــــرفُ مقلتي في إثرِ قومٍ ،،، تباينت البلادُ بهم فغـــــــــــــــــــــار وا
وأبـــــــكـــــــي والنجــــــــومُ مُطَلعات ،،، كأن لم تــحــــــوها عـــني البحــــــارُ
على من لو نُعـــــيت وكــــان حــــــياً ،،، لقاد الخــــــيلَ يحـــجـــبُها الغـــــــبارُ.
تحياتي وتقديري ،،،
آخر تعديل حامد السالمي يوم 12-12-2011 في 12:00 PM.
|