التوأم المتلاصق نكاحه وجنايته وإرثه الثلاثاء 02 صفر 1433 الموافق 27 ديسمبر 2011
محمد برهان الدين السنبهلي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد، المبعوث بالشريعة السمحة، الذي ترك الناس على محة بيضاء ليلها كنهارها، على آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فإن الله تعالى جعل الإنسان خليفته في الأرض، فخلقه في أحسن تقويم، كما قال تعالى:"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" وقال:"الذي خلقك فسواك فعدلك"، فأعانه على نفسه، حيث خلقه منفصلا عن مثله، وخلقه ينتصب قائما، ويستوي جالسا، ويستقبل الأشياء ببدنه ويقبل عليها بجملته، فيمكنه ما أراد من العمل والصلاح والتدبر منفرداً، فيقوم بعبادة ربه وحده، وبما وجب عليه من حقوق أبنا جنسه وحده، بل يتنافس مع غيره في طاعة الله، وفي إيصال النفع إلى خلق الله، ويمكنه قضاء حاجاته وشهواته من البول والغائط والزواج مما يقتضي حياء، وهذا الذي خص الله به الإنسان، ولو كان الإنسان لصيق من جنسه عز عليه ذلك إلى كثير من المشاق واستفراغ الأوقات في مصالح غيرها.