من راقبَ الناسَ مات هَمًّا

بسم الله الرحمن الرحيم

من راقب الناسَ لم يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ ... وفاز بِالطَّيِّبَاتِ الفَاتِكُ اللَّهِجُ

يُروى أن الشاعر الأموي بشار بن بُرد أملى هذا البيت وهو (من بحر البسيط التام) على راويته

وتلميذه ويدعى (سَلْمٍ الخاسر) فاستثقل التلميذ البيت ورأى أنه لا يحمل الشروط التي

يجب توافرها في الشعر الذي يسير مع الركبان وتتلقفه الآذان ويرسخ في الأذهان .

فتفتق عقل التلميذ عن حيلتين إحداهما موسيقية (وزن الشعر)

والأخرى فنية (تشذيب وتهذيب الألفاظ)

فقام على الفور باستلهام معنى البيت بعد تجاوز بعض الألفاظ مثل :

"يظفر" ، "الفاتك" ، "اللهج" ، ثم جاء بهذا البيت :

من راقبَ الناسَ مات هَمًّا ... وفاز باللذَّةِ الجَسُوْرُ

فلما بلغَ بشاراً ما فعله سَلْمٌ بالبيت أدرك أن بيت سلمٍ سيفشو في الناس كالمثل السائر

وسيموت بيته إلى يوم يبعثون فغاظه ذلك وقال :

ذهبَ واللهِ بيتي !! ثم مكث أياما لا يكلم تلميذه حتى شفع له بعض الشافعين فرضي عنه .

تعليق : أنا عن نفسي أرى أن بيت بشار أفخم وأفضل وأرقى .

والآن سأضع البيتين بجانب بعضهما لتسهيل عملية المقارنة لمن يهمه ذلك .

من راقب الناسَ لم يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ ... وفاز بِالطَّيِّبَاتِ الفَاتِكُ اللَّهِجُ

من راقبَ الناسَ مات هَمًّا ... وفاز باللذَّةِ الجَسُوْرُ

فما هو رأيكم ؟