الحقيقة ليس من عادتي النقل .. وإن كنت لابدّ ناقلا فأخبار ليس أكثر ، أمّـا مثل هذي المواضيع فأنا أمقت نقلها من منتدى لمنتدى للنقاش والإثارة ، ولكن في الحقيقة لأنّ بها وقائع تخصّ هذيل تاريخيه شدتني أتيت بها هنا ، لعلّ لدى الهذليين كلاماً فيه سواءاً اتفق أم اختلف ، غايتنا العلم واليقين والصحيح منه .
..
ثالثأ : قصة الهذلي أو بلأحرى هذيل مع الزواهرة على النحو التالي :
اجتمعت قبائل هذيل (الشام ) في منطقة يقال لها ( ضبع ) بين وادي بني عمير وسولة وتواعدوا على تصبيح الزواهرة من الغد فتفقوا على ذلك جميعا إلى واحدا من ساداتهم قال لن أذهب معكم حتى يكون غنيمتي من هذه الغارة أرض زراعية يقال لها ( الهلالي ) وكان هذا الرجل ذا أبناء ومماليك وغيابه سوف يؤثر في الجيش فما كان منهم إلى أن وافقوا على شرطه وبعد ذلك الاجتماع تفرقوا على أن يلتقوا في الصباح الباكر وكان عند هذا الرجل الذي ذكرنا مملوكا متزوج من إحدى مماليك الزواهرة فأخبرها بالخبر وما يضمر القوم لقبيلة الزواهرة فلما تأكدت من نومه ذهبت مسرعة تخبر الزواهرة بالخبر وفعلا أخذ الزواهرة حذرهم على الفور وحملوا كل ما يستطيعون حمله معهم والتجأوا إلى جبل لكي يعصمهم من بعد الله سبحانه من القوم وأرسلوا رسلا إلى أبناء عمهم المجانين يستنجدون بهم ويطلبون النصرة منهم لما بينهم من نسب وحلف فلما أصبح الصباح إذ البيارق والجموع مقبلة ولكنهم فوجئو بتحصن الزواهرة وعلمهم بالخبر وبينما جموع هذيل في أسفل الوادي إذ قال أحد مماليك الزواهرة لسيدة أأضرب البيرق أم حامله قال لا.. بل أضرب البيرق لعلهم يذهبون (( لأنهم مكشوفون وتحت مرمى نيران الزواهرة)) فرمى البيرق فإذا هو مشتعل نارا فقال كبير هذيل ياقوم أرجعوا فإن اليوم ليس لكم لعلمه بالسبب الذي ذكرنا فأبوا عليه ولم يسمعوا لما قال فتبادل الجانبين إطلاق النار وبينا هم على ذلك الحال إذ أقبلت جموع المجانين لمساندة أبناء عمهم الزواهرة ومع وصول المجانين وصل جيش للأشراف لفض النزاع وينهي القتال وانتهى القتال بحضور جيش الأشراف لأنهم هم الحكام ذلك الوقت وأحصى كلا الجانبين قتلاه فإذ الزواهرة 24 قتيل وهذيل 25 قتيل فأصبح لابد من هذيل من قتل رجل من الزواهرة لكي يتساويان في عدد القتلى فاختارت هذيل رجلا من الزواهرة يقال له عيد ليس له أبناء وأبناء عم يثأرون له لكي يقتلوه بقتيلهم وفعلا قتلوه ولكن عيدا كان له مملوكان رباهم كأبنين له وأحسن لهما فلما قتل أخذوا بثأر سيدهم وفاءا له ولاذا بالفرار ولا يعلم أين اتجهوا بالضبط(( ومما يروى أنهما هربا إلى الشريف وأخبراه الخبر )) فكادت تقوم المعركة من جديد بين القبيلتين ولكن الأشراف والقبائل المحيطة بهم حالت دون ذلك وحددوا لهم موعدا للقضاء وفي هذه الجلسة مثل هذيل رجل من بني عمير وكان ذا رأي ومعرفة ومثل الزواهرة رجل من المجانين وكان نظيرا للعميري وعندما بدأت الدعوى أدعى العميري ومضمون دعواه (( أنه بقي لدينا ثأر عند الزواهرة فأخذناه منهم فتساوينا فقاموا بقتل رجل منا بعد ذلك )) فقام المجنوني لكي يجيب على هذه الدعوى فإذا بغلام صغير السن يقوم ويقول أنا سوف أجيب فنهروه من في المجلس لصغر سنه فقال المجنوني دعوه ولكن إذا أصاب مضى كلامه وإذا أخطأ سوف أجيب عن قومي أنا فرضي الجميع فقال الغلام (( )) فلما سمع العميري ما قال الغلام قام من مجلسه مقتنعا بهذا المنطق الصائب
وانتهت بعد ذلك اليوم جميع المنازعات والاختلاف بين قبيلة الزواهرة وهذيل وهم اليوم بين خال وصهر
ولله الحمد والمنة هذا والله أعلم .