اجعل لنفسك قيمه بنفسك
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تصبح ذا قيمه ....
تعلم من مدرسة الأحنف بن قيس التميمي
كتاب رائع يعرض فيه فنون القيادة وحكم الأحنف بن قيس , الكتاب من القطع المتوسط , ويقع في مائتين و أربع صفحات .
الكتاب لغته سهلة جداً , ليس فيه ألفاظ غريبة .
هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حُصين , الأمير الكبير والعالم النبيل أبو بحر التميمي .
اسمه : ضحّاك وقيل صخر , وشُهِر بالأحنف لِحَنَفِ رجليه , وهو العَوج والميل .
وكان سيد تميم .
أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم , ووفد على عمر .
حدث عن عمر وعلي وعثمان و العباس و أبي ذر و أبن مسعود و عن عدة .
وكان من قواد جيش علي رضي الله عنه يوم صفين .
وجاء في البيان والتبين للجاحظ عن عبدالملك بن عمير قال : قدم علينا الأحنف الكوفة مع مصعب بن الزبير , فما رأيت خصلة تُذَم في رجلٍ إلا وقد رأيتها فيه : كان أصعل " دقيق " الرأس , أحجن " معوج " الأنف , أغضف " مسترخي " الأذن , أشدق , مائل الذقن , متراكب الأسنان , ناتئ الوجنة , باخق " أعور " العين , خفيف العارضين , أحنف الرجلين , ولكنه إذا تكلم جَلَّى عن نفسه .
وذكروا صفات أخرى في دمامة خُلُقه .
وهذا يدلل على أمور عدة منها :
1 المرء ليس بجماله وهندامه .
2- العرب كانوا يسودون أهل الرأي والحكمة .
3-علامات النبوغ كانت بادية عليه في صغره , وكانت أمه ترقصه وتنشد :
والله لولا حنف برجله
وقلة أخافها من نسله
ما كان من فتيانكم من مثله
4- يستطيع الإنسان بصبره ومصابرته واجتهاده أن يصل إلى القيادة والمكانة .
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للأحنف بن قيس وقال ( اللهم أغفر للأحنف ) وذلك لأنه قال لداعي النبي إنه يدعو إلى خير .
ومما أعجبني من حكمة :
ـ قال الأحنف " سهرت ليلة في كلمةٍ أرضي بها سلطاني ولا أسخط بها ربي فما وجدت " .!
قلت : عجبت لمن يكيل بالمديح دون وعي ولا تمحيص , إلا إن كانت بحق فلا عتب .
ـ قال الأحنف " أنج سعد فقد هلك سعيد "
قلت وهي مما جرت مجرى الأمثال , وقل أن تجد من يجهلها .
ـ قيل للأحنف فلان أغتابك , فقال :
ربَّ من يعنيه أمري . . . وهو لم يخطر ببالي .
قلبه ملآن من . . . غيظي وقلبي منه خالي .
قلت : لا شك أن سلامة الصدر لا يعدلها شيء .!
ـ قال الأحنف : إياكم وحمية الأوغاد .
قيل وما حمية الأوغاد ؟
قال : يرون العفو مغرماً والبخل مغنما .
ـ قال رجلٌ للأحنف بن قيس : علني الحلم يا أبا بحر .
فقال : هو الذل يا ابن أخي , أفتصبر عليه ؟!
ـ خاصم رجلٌ الأحنف قائلاً له : لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً .
فقال الأحنف : لكنك إن قلت عشراً لن تسمع واحدة .
قلت : رحم الله الأحنف , كأنه استحضر قوله تعالى " و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "
ـ كان الناس إذا تعجبوا من حلم الأحنف قال لهم : إني لأجد ما تجدون ولكنني صبور , وأنشد الأحنف :
ولربما ضحك الحليم من الأذى . . . وفؤاده من حره يتقطع يتأوه
ولربما شكل الحليم لسانه . . . حذر الجواب و إنه لمفوه .
ـ قال ابن صدقة العطار البصري : لو لم يوجب اجتناب السكر إلا قول الأحنف :
تركته مخافة أن أحتاج بالعشي إلى تقويم من احتاج إلى تقويمي بالغداة لكفى به .
ـ قال الأحنف : ما تكبر أحدٌ إلا من ذلة يجدها في نفسه .
ـ قال الأحنف : لست بالحليم ولكنني أتحالم .!
ـ قال الأحنف: أنصف من نفسك قبل أن يُنصف منك .
ـ قال الأحنف : حتف الرجل مخبوءٌ تحت لسانه .
مات الأحنف في سنة سبع وستين وقيل سنة إحدى وسبعين .
مات ولم يعقب إلا بحراً ومات قبل أن ينجب فانقطع نسله
التوقيع |
[frame="2 98"]((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما أستطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ، فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت))
(( سبحان الله والحمدلله ولااله الاالله والله اكبر))
(( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ))[/frame] |
|