رد: فن الاختلاف على الانترنت ( بالأمثله والصور )
عوده لما خطته انامل استاذنا الغالي ابو بسام
واقول والله من وراء القصد
قد تختلف الآراء وتتباين وجهات النظر وقد يشتد الحوار بيننا ليصل حد التجريح لكنه يصل إلى حد معين ويقف لأن الجميع قد شكل آراءهم والجميع قد كون أفكاره ومعتقداته ومع الأسف يتحاور الكثير منا و هدفه إضعاف الآخر إن لم يكن النيل منه شخصياً ويضيع الحوار الصادق وتنتفي حيويته ويصبح جدالاً خالصاً لا خير فيه , يورث الأحقاد و يبني تصورات خاطئة , يخيم عليها الغمز واللمز وانتقاص الآخرين ..
إننا حتماً سنختلف وهذه سنة الله في الكون وسننه تعالى تقوم على التدافع , لذا فلاختلاف في المفاهيم والأفكار والرؤى وتحديد الانتماء و التعاطف الذي يظهره الناس نحو موضوع معين أو جهة معينة هو شئ طبيعي يعكس طبيعة الإنسان واختلاف تكوينه العقلي والنفسي أضف إلى ذلك هناك محددات بيئية كثيرة ترسم أفكارنا وتحدد مساراتنا في هذه الحياة فكما أن الإسلام جعل لنا ضوابط و حدد لنا مسارات وسكت عن أشياء كثيرة لتظل في سعة من المباحات تتشكل على أساسه رؤيتنا للكون والناس وآليات التعامل الكوني فكذلك البيئة الاجتماعية والثقافية والتعليم و سيكولوجية الإنسان و فيزلوجيته كلها عوامل تشكل مرجعية الإنسان وثقافته واتجاهاته , وقد يكون للبعض تصورات خاطئة وهذه طبيعة بشرية- وقد يكون أحدنا يعتقد أنه على حق والآخر على خطأ ويظل الحوار البناء القائم الحب , و السعي الصادق وراء الحقيقة بغض النظر عن قائلها أو الجهة التي أصدرتها هي سمات ذوي الألباب و الفهم العميق المدركين للواقع , كما أننا قد نجد الحقيقة على لسان كذوب وهاهو الشيطان عليه غضب الله يصدق أبوهريرة حين دله على قراءة آية الكرسي ويقول له صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب ..
إننا إنشاء الله لا يوجد بيننا اختلاف في اهدافنا في تطوير ذواتنا والسعي الى سمو قبيلتنا على اسس الحق لكننا قد نختلف في الآليات والوسائل , في الزاوية التي ننظر من خلالها للموضوع , أو في مدى عمق النظر أو قصره تجاه شئ ما .
إنه لمن المؤسف أن نكون ناقدين دائماً وفي أي وقت فنرى البعض يرد على موضوع معين يسوده كل الحب والإخاء لكنه يدخل في رده ذم لشخص معين أو وجهة معينة فلا أرى أنه من المناسب أن نبحث عن السوءات بين جنبات الفضائل ولا أن نقابل البناء ببريق المعاول إننا يجب أن ندرك واقعنا وأن نختلف بفن فلا نجرح الأشخاص ولكن نناقش الأفكار نناقش بالحجة بالبرهان بالمنطق بأخلاق الرفعة والسمو أما أن نسفه الأحلام ونشكك بالنيات و نضمر في أنفسنا العداء ونفترض في الآخرين سوء النية فإن ذلك ليس من أخلاق المسلمين ولا من عادات العرب و لا هي من سمات المثقفين وأصحاب الهمم
والله من وراء القصد
|