رد: الغيرة الليبرالية المفاجئة !!!
لم يكن في بالي أن أخوض في موضوع يكون فيه الحديث عن الدين و الليبرالية لإقتناعي التام بأن مجرد المقارنة بين أتباع الدين في عصرنا الحاضر وأتباع الليبرالية إنما هي مقارنة ظالمة يخوض فيها طرفان على نقيض تام في الفكر الأيدلوجي والمنهج وكلا منهما لديه من الأخطاء ما تجعل أن نضع عدة علامات إستفهام وإن كان العامة تقف وتتشبث بحكم الفطرة والتربية التي نشأت عليها بالدين وأتباعه ولكن لا يعني هذا إستمرار التبعية في عصر المعلومة وعصر تتبع كل فريق لعورات الآخر.
ما يهمني في هذا الجانب هو جانب أتباع الدين فهذا الجانب بمجرد أن ينتقد يتحول الأمر من إنتقاد شخصي إلى إنتقاد ولمز في العقيدة وما أن يقول ذلك الجانب الليبرالي شيئا فإنه يتحول الأمر إلى تحويل الأمر إلى الرغبة لديهم في الفجور والخنا. هذا جانب أتباع الدين.
أما جانب الليبراليين فالأمر بقي على تصيد وتحوير الفتاوى وقص الكلام من منتصفه والرغبة في تمييع الهوية الدينية لهذا البلد وأهله ومرة بحجة الإنتصار للمرأة ومرة بحجة النهوض بالأمة في سباق العلم والتطور وعلى هذا لا بد من تطبيق أجندة خاصة تجعل الدين وأتباعه خارجة عن الوسيلة والغاية لتحقيق هذا التقدم.
وبهذا وقفنا ننظر للقذائف والحمم من التهم تنصب من هذا الطرف إلى ذلك وكل يدعي وصل ليلى.
للأسف يا إخواني الأفاضل أن المجتمع يتجه نحو الليبرالية وإن كان بخطى بطيئة إن لم نقف مع أنفسنا وقفة صادقة من إنتقاد الذات فالعامة من الناس يعلموا تمام العلم أن الدين أصبح لدى فئة ليست بالبسيطة تهيمن عليه بعنصرية المنطقة وتم تجاهل الكثير من علماء المناطق الأخرى ومنها الحجاز وقس على ذلك القضاء وتصرفات القضاة مع عامة الشعب وقس على ذلك أأمة الحرم وقس على ذلك الوزراء ووكلاء الوزراء وغيرهم فضلا عن إستخدام البعض للدين كغطاء للنصب والإحتيال من أناس محسوبون عليه في نظر عامة الناس.
إذا لا نستغرب أن لم نقف وقفة صادقة كعلماء دين وعامة مع بعض لتنقية المجتمع مما يحل فيه من ظلم بإسم الدين لا نستغرب أن يتحول مجتمعنا تدريجيا إلى مجتمع ليبرالي كاره للتدين ومن ثم كاره للدين أعاذنا الله من ذلك.
نعم هناك مشروع ليبرالي رافضي لضرب القدوة لدى الناس وهم العلماء ليزعزعوا الثقة بهم ولكن هناك قصور واضح يساعد على ذلك.
فالحرب الليبرالية من أبناء جلدتنا جاءت لعدة أسباب لا بد من معرفتها وتمحيصها جيدا بدلا من نفي التهم ورد الهجوم بهجوم أقوى فيه من الحقيقة والظن الكثير وهذا في رأيي أسلوب عقيم غير فعال على المدى البعيد.
أعلم أن الأمر صعب ولكن لا بد من الوقوف بصدق مع النفس قبل فوات الأوان وحتى لا يفقد العامة ثقتهم في مشائخهم.
|