اقنور لكل مختالٍ فخور
نَفْرَةُ الحُرُوف تُؤدِي لازْدِحَامٍ في السُطُورِ , فَيَنْتُجْ مِن ذَا الزِحَامِ اخْتِنَاقَ المَعَانِي , بالإضَافَةِ لحَوَادِثِ تَصَادُمِ الأفْكَارِ التِي يَنْتُجُ عَنْهَا وَفَاةِ بَعْضِ العُقُولِ السَطْحِيَّةِ البَرِيْئَةِ مَعْ وجُودِ بَعَضِ حَالاتِ الإصَابَاتِ مَا بَيْنَ بَليغَةٍ و طَفِيفَةٍ .
أَقْلامٌ تُشَخْبِطْ ...!
فِي عَالَمِ الكِتَابَةِ يَظُنّ أنَّهُ يَسْتَفْحِلُ مَنْ أَرَادَ أنْ يَسْتَفْحِل بِمُجَرَدِ أنْ يَكْتُبْ فِي سُطُورِهِ ( أَنَا ) , يَظُنّ أنَّه صَارَ الفَحْلُ لأَنَّهُ كَتَبَ ( أَنَا ) , و قَدْ يَجْهَلْ أنّ كِتَابَتَه لـ ( أَنَا ) أَطَاحَتْ بِه فِي أَسْفَلٍ مَهِيْنٍ لَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ إِلا كُلَّ ذي حَظٍ مَشِيْنْ .
رِزْقُ الهُبْلِ عَنْْ طََرِيْقِ المَجَانِيْنْ ...!
أَضْحَكُ كُلّ مَاتَذَكّرْتَ ذَاكَ الأَهْبَل الذي يَدّعِيْ العَقْلَ بَيْنَ المَجَانِيْنَ ليُرَدِدُ المَجَانِيْنُ مُتَفَاعِلُينَ مَعَهْ ( نَعَمْ أَنْتَ عَاقِل و نَحْنُ أَيْضَاًعُقَلاء ) , لَمْ يَكُنْ ضَحُكِي شَمَاتَةً مَا عَاذَ الله و لكن حَالَهُ و حَالَ المَجَانِيْنْ نُكْتَةٌ لا يَجِبْ أنْ تَمُرَ دُونِ أنْ أَضْحَكَ و تَضْحَك أنْتَ مِنْها .
حَافٍ يَسْخَرْ بِنَاعِل ...!
لا أَجِد لِمَنْ يَدّعِي الأَصَالَةَ فِي جَانِبٍ و يَنْسَاهَا بَلْ و يَتَنَاسَاهَا فِي جَانِبٍ آخَرْ الحَقَّ فِي أنْ يَزْهَمْ بِها بل و يُعاتب الآخَرِين عِنْدَمَا لا يَلْتَزِمُوا بِها , لأَنّ هَذَا وبِطَبِيْعَةِ الحَالِ يُعَدُّ اسْتِعْرَاضَاً بِالجَهْلِ في الأَصَالَةِ و التِي مِنْهَا ( كَفَى بِالمَرْءِ قُبْحَاً يَنْسَى عَيْبَهُ و يَذْكُرُ عَيْباً فِيْ أَخِيهِ قَدْ اخْتَفَى ).
لَيْسَ تَكَبُّرْ و لا غُرُورْ و إِنّمَا اقْنُورْ ...!
كَانَ الإمَامُ أبُو حَنِيْفَةَ جَالِسَاً بَيْنَ تَلامِذَتِهْ يَشْرَحْ لَهُمْ عَنْ أَوْقَاتِ الصَلاةِ ، و كَانَ الإمَامُ مَادَاً قَدَمَيْهِ لِتَخْفِيْفِ آلامٍ كَانَ يُعَانِي مِنْهَا وذَلك بَعْدَ أنْ اسْتَأْذَنَ تَلامِذَتِهْ بِمَدِّهَا , فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ شَيْخٌ كَبِيْرُ السِنّ مُرْتَدِيَاً عَلى رَأْسِهِ عِمَامَة كَبِيْرَة، فَجَلَسَ بَيْنَ التَلامِذَةِ , لَكِنّهُ حِيْنَ جَلَسَ رَأى الإمَامُ أنّهُ يَتَوَجّبْ عَلَيْهِ احْتَرَامَاً لِهَذا الشَيْخِ أنْ يَطْوِي قَدَمَيْهِ و ألا يَمُدّهُمَا ، وكَانَ قَدْ وَصَلَ فِي دَرْسِهِ إلى وَقْتِ صَلاةِ الصُبْحِ ،فَقَالَ الإمَامُ : ( و يَنْتَهِي وَقْتُ صَلاةِ الصُبْحِ حِيْنَ طُلُوعِ الشَمْسِ، فِإذا صَلَّى أَحَدُكُمْ الصُبْحَ بَعْدَ طُلُوعِ الشَمْسِ ، فِإنّ هَذِهِ الصَلاةَ هَيَ قَضَاءٌ ولَيْسَتْ لِوَقْتِه ) , و كَانَ التَلامِذَةُ يَكْتُبُونَ مَا يَقُولَه الإمَامُ بَيْنَمَا الشَيْخُ الكَبِيرِ يَنْظُرْ إلَيْهِم , ثُم سَأَلَ الشَيْخُ الكَبِيْرُ الإمَامَ أبا حَنِيْفَة قَائِلاً : ( يا إمَام و إذالَم تَطْلِعُ الشَمْسُ فَمَا حُكْمُ الصَلاةِ ؟) !!
لَم يُجِبْهُ الإمَامُ ولَكِنَّهُ قَالَ : ( آنَ لأبِي حَنِيْفَةَ أنْ يَمُدّ قَدَمَيْهِ ) فَمَدّ قَدَمَيْهِ . و قَدْ يَعْتَقِدْ هَذَا الشَيْخُ الكَبِيْرِ و مَنْ هُمْ عَلَى نَهْجِهْ بَأنّ هَذَا التَصَرُّفَ مِنَ الإمَامِ يُعَدُّ تَكَبُرْ أو غُرُورْ و هُوَ فِي الحَقِيْقَةِ لَيْسَ تَكَبّرْ و لا غُرُورْ و إنَّما هَوَ بِمَثَابَةِ الـ اقْــنُـورْ لِكُلِّ جَاهِلٍ مُغْتَرٍ فَخُورْ .
أَغْبِيَاءاً أمْ احْمَقُوْنَ ...!
قِيْلَ : أنّ الغَبِيَّ هُوَ مَنْ لا يَدْرِيْ و لَكِنَّهُ يَدْرِيْ أنَّهُ لا يَدْرِيْ , و أنَّ الأَحْمَقَ هُوَ مَنْ لا يَدْرِيْ و لا يَدْرِيْ أنَّهُ لا يَدْرِيْ , فَلا خَيْرَ فِيْهِ إنْ كَانَ غَبِيَّاً فمَا بَالَكَ إنْ كَانَ أَحْمَقاً , وَ مَا أَرَاْهُ وَ نَرَاْهُ فِيْ ذَاْكَ الْبَعِيْدِ الْذِيْ قَذَفَ أُمَّ الْمُؤْمِنِيْنَ الْصِدِّيْقَةُ عَاْئِشَة رُضْوَاْنُ الله عَلَيْهَاْ الْمُبَرَأَةُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاْتِ لَيْسَ إِلا شَرْحَاً لِمَعْنَى كَلِمَةِ الْحَمَاْقَةِ الْتِيْ يَتَّصِفُ بِهَاْ جَمِيْعُ أَئِمْةِ الشِيْعَةِ اْلِذْيَن جَعَلُوْاْ مِنْ دَعْوَاْتِهِمْ سَبَّاً وَ قَذْفَاً لِصَحَاْبَةِ الْرَسُوْلِ الأَمِيْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاْتُ الله عَلَيْهِ وَ سَلامِهْ .
,
,
,
لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ يَسْتَطِبُ بِهِ إلا الحَمَاقَةَ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيْهَا
,
,
بقلمي
الشيناني
التوقيع |
ليـتـهم يــدرون ..
إن المــجــد كــايــد
سهل نطقه..
لكن..
الصعب اعتلاءه
,
,
,
|
|