رد: لا تـــــــــــــــــــــعذل يه ..............
الله الله
بارك الله فيك أخي الكريم
قصيدة تفيض رقة وعذوبة والعاطفة فيها دفاقة طاغية
وأذكر قصة صاحبها هنا للفائدة والمعذرة إن قصرت فأنا أعتمد على الذاكرة
علي بن زريق البغدادي شاعر عباسي مقل لا يعرف له غير هذه العينية التي مدح بها أحد ولاة الأندلس. كان شاعرنا يعيش حياة شظف في بغداد لا يملك غير شعره يتكسب به. وكان كثير سفر لا يكاد يستقر به مكان. أزمع شاعرنا الرحيل إلى الأندلس لمدح ولاتها هناك وواجه معارضة من زوجته التي يحبها وتحبه والقصيدة أسهبت في وصف هذه التفاصيل وكيف كان الرحيل ضحى - يقول محيي الدين اللاذقاني في تعليقه على هذا البيت (( وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى * وأدمعي مستهلات وأدمعه)) يقول رحم الله ابن زريق وهل يكون الوداع إلا بغلس من الليل حتى يخفي الظلام دمع المحاجر- وصل صاحبنا إلى الأندلس ومدح أحد ولاتها هناك فأراد الوالي أن يبلوه ويختبره فأعطاه شيئا نزرا فقال ابن زريق إنا لله وإنا إليه راجعون سلكت البراري والقفار والمهامه والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر فانكسرت إليه نفسه فاعتل ومات وشغل عنه الوالي أياما ثم سأل عنه فخرجوا يطلبونه فانتهوا إلى الخان الذي هو فيه وسألوا عنه فقيل إنه كان في هذا البيت ومذ أمس لم ير فصعدوا فدفعوا الباب فإذا هو ميت. وهنا تتدخل الأسطورة لتضيف إلى القصة بعدا تراجيديا آخر حيث تقول الرواية أن القصيدة وجدت مكتوبة عند رأسه وهو ميت. فلما قرأ الوالي القصيدة بكى حتى خضب لحيته ثم قال: وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي.
أجمل ما في القصيدة المشاركة الوجدانية بين الشاعر وحبيبته في أغلب أبياتها وهي جديرة بأن تحفظ وقد قيل في المثل: من تختم بالعقيق وقرأ لأبي عمرو وتفقه للشافعي وحفظ قصيدة ابن زريق فقد نال الظرف كله.
ألف ألف شكر أخي الكريم على هذا الإختيار الراقي
التوقيع |
عجبــت لمــن لــه قــد وحـــــد
وينبو نبــوة القضــم الكــهام
ومن يجد الطريق إلى المعـالي
فلا يــذر المطــي بـلا سنــام
ولم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام |
|