نواصل ما بدأناه وعلى الله التكلان ومنه التسديد والتوفيق.
قال أبو الفضل العباس بن الأحنف المتوفى سنة 192هـ من أبيات وردت في ديوانه :
(يا مُوقد النار بالهنديِّ والغارِ ،،، هيّجت لي حَزَناً يا مُوقد النارِ)
بين الرصافة والميدان أرقبها ،،، شبت لغانية بيضاء معطار
.................. ،،، ..................
ويظهر في البيت الأول أحد فنون البلاغة التي زادت البيت جمالا وبهاءاً ؛ فما ذلك الفن ؟.
وسيكون هذا البيت سائقنا ودليلنا للإبحار في هذا الفن واستعراض بعضا من جمالياته وأمثلته.
تحياتي الطيبة ،،،
الفن الذي كسى البيت الأول جمالا هو التكرار والتكرار هو ـ حسب تعريف ويكبيديا ـ : أقتبس " إعادة إيراد اللفظ في جملة نثر أو بيت شعر، حيث يأتي متعلقا بمعنى، ثم يتكرر مع معنى آخر في الكلام نفسه، أو بالمعنى عينه
مثالا، تكررت كلمة الصلاة ثلاث مرار في: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾«?4:103»" انتهى الاقتباس.
فهنا تكرار (يا موقد النار) من أجمل التكرار وأحسنه.