قعد جماعة من الطفيليين على عصيدة ، فأخذ بعضهم لقمة فألقاها في السمن و قال : فكب كبوا فيها هم و الغاوون ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا و هي تفور ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : أخرقتها لتغرق أهلها ، لقد جئت شيئا أمرا ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : إنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : فيها عينان تجريان ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : فالتقى الماء على أمر قد قدر ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : فسقناه إلى بلد ميت ، و جر السمن إليه ، فقال الآخر : و قيل يا أرض ابلعي ماءك و يا سماء اقلعي و خلط السمن كله في العصيدة .
فقال : أريده حسن القميص ، وثيق العصب ، نقي القصب ، يشير بأذنيه ، و يتشوف برأسه ، و يخطر بيديه ، و يدحو برجليه ، كأنه موج في لجة ، أو سيل في حدور ، أو محط من جبل .
يقلك هذا واحد شاعر اشترى قطعة قماش وراح عند الخياط وكان الخياط اسمه زيد وكان اعور قله الشاعر ابغاط تخيط لي هذا القماش قال له الخياط سوف اخيط لك هذا القماش خياطه لا تدري اهو ثوب او قميس او جلابيه او برده
قال له الشاعر اذا فعلت هذا فسوف اقول فيك بيت لا تدري اأمتدحتك فيك ام سببتك
فذهب وبعد فتره رجع الشاعر ووجد الخياط قد خاط الثوب مثل ماقال لايعلم هل هو ثوب ام قميس هل هو جلابيه ام برده
فنظر الشاعر للخياط الاعور
وانشد قائلا
خاط لي زيد خباء
ليت عينيه سواء
فسأل الناس جميعا
مدح هذا ام هجاء
هههههه
والله ما احد يدري( ليت عينيه سواء ) يقصد ليتها مفتحه والا ليتها عور