بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
الشرح
من الأحاديث التي أوردها المصنف في كتاب رياض الصالحين
رحمه الله
في باب التقوى هذا الحديث
أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو
الله عز وجل
بهذا الدعاء
اللهم أني أسألك الهدى التقى والعفاف و والغنى
الهدى
هنا بمعني العلم
والنبي صلي الله عليه وسلم
محتاج إلى العلم كغيره من الناس
لأن الله سبحانه وتعالى قال له
( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ
وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)
(طـه: من الآية114)
وقال الله له
( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)
(النساء: من الآية113)
فهو عليه الصلاة والسلام محتاج إلى العلم
فسأل الله الهدى
والهدى إذا ذكر وحده يشمل العلم والتوفيق للحق
أما إذا قرن معه ما يدل على التوفيق
للحق فانه يفسر بمعني العلم
لأن الأصل في اللغة العربية أن العطف يقتضي المغايرة
فيكون الهدى له معنى
وما بعده مما يدل علي التوفيق له معني آخر
وأما قوله والتقى
فالمراد بالتقي هنا
تقوى الله عز وجل
فسأل النبي صلي الله عليه مسلم
ربه التقى أي
أن يوفقه إلى تقوى الله
لأن الله عز وجل
هو الذي بيده مقاليد كل شىء
فإذا وكل العبد إلى نفسه ضاع ولم يحصل على شيء
فإذا وفقه الله عز وجل
ورزقه التقى
صار مستقيمًا علي تقوى الله عز وجل
وأما قوله العفاف
فالمراد به أن يمن الله عليه بالعفاف
والعفة عن كل ما حرم الله عليه
فيكون عطفه على التقوى من باب عطف الخاص على العام
إن خصصنا العفاف بالعفاف عن شيء معين
وإلا فهو من باب عطف المترادفين
فالعفاف
أن يعف عن كل ما حرم الله عليه
فيما يتعلق بجميع المحارم التي حرمها الله عز وجل
وأما الغني
فالمراد به الغني عما سوي الله
أي الغني عن الخلق
بحيث لا يفتقر الإنسان إلى أحد سوي ربه عز وجل
والإنسان إذا وفقه الله ومن عليه بالاستغناء عن الخلق
صار عزيز النفس غير ذليل
لأن الحاجة إلى الخلق ذل ومهانة
والحاجة إلى الله تعالى عز وعبادة
فهو عليه الصلاة والسلام يسأل
الله عز وجل الغنى
فينبغي لنا أن نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام
في هذا الدعاء
وأن نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى